هل تعيد نتائج الانتخابات الإسبانية التوتر بين الرباط ومدريد؟

بعدما حقق الحزب الشعبي المعارض لحكومة “بيدرو سانشيز” فوزا كبيرا في الانتخابات المحلية والإقليمية التي شهدتها إسبانيا أمس، طفا على السطح مجددا، تساؤل حول مصير العلاقات السياسية والدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، وهل يمكن للانتخابات الإسبانية التي كانت نتائجها لصالح المعارضة أن تؤثر سلبا عن ماتم ترميمه وبناؤه ديبلوماسيا بين البلدين.

أثر الانتخابات

“إسبانيا لايمكن أن تعود للمعادلة الصفرية في علاقتها مع المغرب” يكشف عصام العروسي، المحلل السياسي، مؤكدا أن “العلاقات بين المغرب وإسبانيا، علاقات مؤسساتية مبنية على تصور الدولة الإسبانية وعلى عمق تاريخي بين المملكتين، لا يمكن أن يتأثر بالأحزاب وأرائها ومعارضتها”.

وأبرز العروسي، في تصريح لـ“بلادنا24”، أنه “في فترة من الزمن كان الحكم للحزب الشعبي وقعت بعض الأزمات كأزمة جزيرة ليلى سنة 2002، لكن كان هناك احترام للقناعات الخاصة بالدولتين”، وأشار قائلا: “أيضا لا ننسى دور المؤسسة الملكية في تحقيق هذا الإجماع وهذا التوافق المغربي الإسباني، ولا أعتقد أنه سيؤثر على متانتها”.

تغير الثوابت السياسية

وتابع المحلل السياسي، موضحا “من الممكن أن تكون بعض التصريحات المعادية والمعارضة، لكن لن تتغير الثوابت السياسية الخارجية لإسبانيا خاصة مع المغرب، إذ أنها علاقات نفعية وواقعية مبنية على مصالح متبادلة، والطرف الإسباني استوعب خلالها الأزمة التي وقعت قبل اعتراف سانشيز بمبادرة الحكم الذاتي”.

ومن جهة أخرى، شدد العروسي “انتصار الحزب الشعبي في الانتخابات يعود لعدة أسباب، ويدخل في إطار الازدواجية الحزبية بين الحزبين الرئيسين في إسبانيا، الحزب الاشتراكي العمالي والحزب الشعبي، حيث كان دائما هؤلاء الحزبان يؤثثان المشهد السياسي الإسباني ويتناوبان على السلطة منذ السبعينيات”.

قراءة في نتائج الإنتخابات

وفي قراءة أولية، في نتائج الانتخابات الإسبانية، قال عصام العروسي، “التحالف الهش للحزب اليساري العمالي مع الحزب اليساري المتطرف وبعض الانفصاليين الذين تعول عليهم الحكومة لتمرير الإصلاح، هذه من بين الأمور التي استغلها الحزب الشعبي لضرب هذه الأغلبية الهشة، وإعادة تصحيح مسار الحزب الشعبي داخل المشهد السياسي الإسباني وتعزيز البيت الداخلي، والعودة بقوة من خلال الانتخابات المحلية والإقليمية، والتي تأتي على بعد بضعة أشهر تقريبا من التنتخابات التشريعية، إذ من المرتقب أن تكون يوليوز المقبل، وفق رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشيز، وربما هذا المؤشر يكشف عن استعداد الحزب الشعبي للفوز بالانتخابات البرلمانية التشريعية المقبلة كذلك”.

وأضاف المتحدث، أن “هذا الانتصار يعني استغلال الصعوبات التي واجهتها حكومة سانشيز على مستوى التضخم، خاصة الأزمة الاقتصادية والتي نتج عنها كباقي دول العالم، تراجع القدرة الشرائية والغلاء، والعديد من المشاكل، إذ أن الحزب الشعبي استغل جميع هذه الأوراق للتقرب من الناخب الإسباني، من خلال وعود تعطي أمل للتخلص من جل هذه المشاكل”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *