هل تسببت الخوصصة في تدهور خدمات الإطعام المدرسي؟

طالب متابعون للشأن التعليمي، الجهات المعنية، بالتدخل لفتح تحقيق في صور جرى تداولها على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر “رداءة” الوجبات التي تقدم للمستفيدين والمستفيدات من القسم الداخلي خلال شهر رمضان.

وجاء ذلك، بعد نشر تلميذة بإحدى المؤسسات التعليمية، قبل حوالي أسبوع، بمديرية تاونات، صورا على حسابها على منصة “فيسبوك”، أثارت ضجة وسط مستعملي “السوشال ميديا”، بعد أن فضحت من خلالها “هزالة” وجبة الإفطار التي تتناولها نزيلات القسم الداخلي.

واعتبر غاضبون، أنه من غير المقبول أن تكون وجبات القسم الداخلي “بهذا المستوى البئيس”، في وقت يتحدث فيه مدبرو الشأن التعليمي عن ميزانيات ضخمة يتم صرفها لتشجيع التمدرس بالمناطق النائية والصعبة.

وفي هذا السياق، قال عبد اللطيف مجاهد، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بتاونات، التوجه الديمقراطي، إن “الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين فوتت خدمة المطعمة بالأقسام الداخلية، مع بداية هذا الموسم الدراسي إلى مقاولات، ودور المدير والمقتصد وحارس عام القسم الداخلي أصبح الآن هو مراقبة كمية وجودة الوجبات المقدمة للفئة المستفيدة، أي مدى احترام دفتر التحملات من طرف المقاول”، وفق تعبيره.

وأعرب مجاهد، في تصريح لـ”بلادنا24” عن معارضة نقابته لخوصصة ملف الإطعام المدرسي، “على اعتبار أن الوجبات التي كانت تقدم للنزلاء والنزيلات قبل الخوصصة، كانت أحسن من ناحيتي الكمية والجودة”، لافتا إلى أن “الدولة ماضية في خوصصة قطاع التعليم، بدءا بعمال الحراسة والنظافة والطبخ، ومرورا بالتعاقد والتعليم الأولي، ووصولا إلى المطعمة”، على حد قوله.

وكشف الفاعل النقابي، أن “صورة الإفطار بداخلية إعدادية أنوال بتاونات التي نشرتها التلميذة على “فيسبوك”، وهزت المغرب بأكمله، هي صورة حقيقية، وبالرغم من رواية المديرية المتمثلة في أن الصورة التقطت قبل إتمام توزيع باقي مكونات وجبة الإفطار الأساسية، فإن الصورة تظل بئيسة جدا”، مشيرا إلى أن التلميذة ذكرت رواية المديرية في تدوينتها على “فيسبوك”.

وفيما تأسف المسؤول النقابي على “خوصصة قطاع الإطعام المدرسي بأدواته”، وصف نظام المطعمة الجديد بـ”الفاشل”، ومبرره في ذلك إقدام تلاميذ بثانوية الإمام الشطيبي بغفساي، يوم الخميس المنصرم، على رفع شعارات رافضة لوجبة السحور التي قدمت لهم.

وفيما إذا كانت الوجبات التي تقاسمها، خلال الآونة الأخيرة، النزلاء والنزيلات مع بعض المديرات والمدراء الإقليميين، هي نفسها التي تقدم لهم خلال الأيام العادية، قال المتحدث، إن هؤلاء المسؤولين هم من يجب عليهم الإجابة على هذا السؤال، مستطردا بالقول، “لا أعتقد أن تكون الوجبات التي استفاد منها تلاميذ القسم الداخلي بحضور مديرين إقليميين تساوي فقط مبلغ 17 درهما المخصص لكل نزيل ونزيلة خلال شهر رمضان”، بحسب قوله.

وفي ردها على الجدل الذي رافق الصور سالفة الذكر، اعتبرت مديرية وزارة التربية الوطنية بتاونات، في بلاغ لها، تتوفر “بلادنا24” على نسخة منه، أن الأمر يتعلق “بصورة لا تعكس الحقيقة بخصوص وجبة الإفطار ليوم الخميس 23 مارس 2023”.

ولفتت المديرية، إلى أن إحدى الصور المتداولة التي التقطتها تلميذة مقيمة بالقسم الداخلي، “تحتوي على بعض المواد المقدمة في وجبة الفطور، قبل إتمام توزيع باقي مكونات وجبة الإفطار الأساسية”، بتعبير البلاغ.

وكشفت نفس الجهة المسؤولة، أن التلميذة نشرت الصورة على صفحتها الخاصة على “فيسبوك”، “وتم تداولها بشكل واسع يجانب الحقيقة، وقد تراجعت نفس التلميذة عن تدوينتها من خلال نشر تدوينة أخرى بعد ساعة فقط توضح فيها باقي مكونات وجبة الإفطار”.

جمال العبيد

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *