هل أخفقت جماعة وجدة في تعاطيها مع الكلاب الضالة؟

ما زالت الكلاب الضالة منتشرة في مختلف شوارع مدينة وجدة، الأمر الذي جعل الساكنة تتسائل بخصوص إن كانت الجماعة، قد أخفقت في تعاطيها مع هذه الظاهرة، سيما وأنها كانت السباقة إلى إحداث مركز لتعقيم وإخصاء الكلاب، أو أنها لم تنفذ الاتفاقية المبرمة بحاذفيرها، وهو ما حال دون القضاء على هذه الحيوانات التي باتت تشكل خطرا على حياة الساكنة.

وفي هذا الصدد، قالت مصادر من جمعية إنقاذ حيوانات المغرب والبيئة، إن جماعة وجدة “لم تطبق الاتفاقية كاملة، بل طبقت جزء منها، وهو إخصاء الكلاب الذكور دون الإناث وتلقيحها، وعدم تعقيم الكلاب الإناث”.

وأضافت المصادر ذاتها في تصريحها لـ”بلادنا24“، أن الجماعة “لم تقم بتعقيم ولو كلبة واحدة، وهو ما أدى إلى تواجد جراء جديدة بالأحياء ودخول كلاب ذكور جديدة من القرى والغابات المجاورة من أجل التزاوج مع الكلاب الأنثى المتواجدة بالأحياء، مما يتسبب في نباح وشجار في الليل عند المواجهة بين كلاب جديدة وكلاب قديمة بالأحياء”.

وأشارت إلى أن سبب عدم تعقيم “الكلبات”، هو أن “التعقيم يتطلب وقتا أطول وعملية معقدة لإزالة الرحم، كونها مكلفة مادية، إذ تصل إلى 800 درهم للكلبة، و500 درهم للذكر، وتطبيب لمدة لا تقل عن 10 أيام لتضميد الجراح، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى مدة أطول لمكوثها بالمحجز”.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن جماعة وجدة “لا تتوفر على مركز لهذه العمليات، لهذا تقوم مند انطلاق الحملة بداية شهر غشت من سنة 2022، ببناء مركز صحي بالمحجز البلدي لتعقيم الإناث، وتركها تتعالج وإرجاعها للأحياء”.

وأوضحت، أن الجماعة “لا تقوم بجمع الكلاب القوية التي هي صعبة وشرسة، والتي تكون قائدة لمجموعة من الكلاب، بل تقوم بجمع كلاب لطيفة وأليفة، وفي بعض الأحيان بعد تعقيمها، يبعدونها عن حيها، لأن الساكنة يمتنعون عن وجودها بحيهم”.

وكشفت، أن مصالح جماعة وجدة، “تقوم بإبعاد هذه الكلاب خارج المدينة، وتقوم بوضعها قرب مطرح الأزبال بطريق تويسيت أو طريق جرادة،  ومصيرهم لحد الآن مجهول”، قبل أن تضيف: “بعضها نجدها جثث هامدة بسبب تشاجرها مع كلاب قوية تحمي تلك المنطقة، أو بسبب دهسها بالسيارات في الطريق الوطنية، أو بسبب تعفن جرح الإخصاء”.

وأكدت أن “الجماعة تقوم بجمع الجراء وإبعادها عن أمها المرضعة”، لتستطرد: “وهنا يعطون فرصة للكلبة للبحث عن التزاوج، وولادة جراء جديدة، بدلا من تركها ترضع جراءها لمدة طويلة، والرضاعة هي وسيلة لمنع التزاوج والحمل للكلبة، وهو ما يبين أن هناك اختلال وعدم فهم الاتفاقية جيدا”.

وبخصوص الاتفاقية الموقعة، قالت المصادر ذاتها، إن الاتفاقية هي “دراسة قامت بتطبيقها عدة دول أجنبية، مثل تركيا وكندا.. وهي جد فعالة، ويمكن بتطبيقها للحد من تكاثر الكلاب الضالة بوجدة في مدة لا تقل عن  3 سنوات، وأن إخصاء الكلاب (الذكور فقط)، لن تحد من تكاثر الكلاب الضالة ولو بعد 100 سنة”.

وشددت على أن “جماعة وجدة، إن لم تقم بتعقيم الكلاب الإناث، فإن حملتها لن تنجح، وستضطر إلى قتل الكلاب المخصية والملقحة وغير المخصية”، لتتابع: “طلبنا منهم تعقيم ولو 10 كلبات بالأسبوع وإبقائها في العيادات أو في المحجز البلدي، وتخصيص مساعد بيطري خاص بالحملة بالمحجز البلدي لينظف الجرح ويراقبه، لكن منذ تطبيق نصف الاتفاقية من غشت 2022، تزاوجت الكلاب الإناث مرتين وأنجبن مرتين، وغرقت الشوارع بالجراء للأسف”.

وأكدت المصادر من جمعية إنقاذ حيوانات المغرب والبيئة الكائن بمقرها بوجدة، على أنه “لهذا فهم الساكنة أن الاتفاقية غير فعالة”، لتضيف: “لكن بالعكس هي جد فعالة وحل جذري، لكن يجب تطبيقها حرفيا دون زيادة أو نقصان، لأنها دراسة علمية عالمية شاملة، والقتل ليس حلا، لأن القتل تنهجه عدة جماعات بالمغرب، ولم تحل المشكل، لو كان القتل حلا، لما وجدنا كلاب ضالة منتشرة في كل أحياء المدن والقرى والغابات والطرقات وحتى في الطرق السيارة”.

وقالت، “إنه يجب على الساكنة أن تفهم أن تطبيق الاتفاقية من اختصاص الجماعة، فقط أما نحن كجمعية، لم نأخد أي ميزانية، بل نقوم بالتحسيس والتوعية ومراقبة الكلاب بالأحياء بعد خروجها من المحجز باش نشوفوا عملية الاخصاء واش دازت مزيان والكلب في حالة صحية جيدة، أو إلى كان عندو تعفن بالجرح أو حرارة مرتفعة أو امتناعه عن الأكل نقوم بالتواصل مع هيئة البياطرة، نرسل رقم الكلب وصراحة يتجاوبون في نفس الساعة ويحلون المشكل ونرجعه للبيطري الذي قام بالعملية ويقوموا بالإسعافات الأولية ويبقيه تحت الحراسة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *