نتائج الانتخابات الإسبانية.. امتحان جديد أمام العلاقات المغربية الإسبانية

كشفت نتائج الانتخابات المحلية والإقليمية بإسبانيا، نهاية الأسبوع الماضي، والتي تعد تيرموميتر الانتخابات التشريعية، عن تصدر الحزب الشعبي الاسباني المعارض لحكومة “بيدرو سانشيز”، للمشهد السياسي، بينما مني الحزب الاشتراكي بهزيمة مدوية، فيما اختفى حزب سيودادنوس الذي كان يرأس مدينة مليلية المحتلة، وتسجيل تراجع بوديموس، وهي الانتخابات التي جعلت رئيس الحكومة يستبق كل التوقعات ويعلن عن تنظيم الانتخابات التشريعية يوم 23 يوليوز المقبل.

سبتة ومليلية

ويرى الباحث في العلاقات المغربية الاسبانية، نبيل دريوش، أنه لم تحصل مفاجآت في النتائج في مدينتي سبتة ومليلية، إذ كانت متوقعة، رغم آمال الحزب الشعبي بالظفر بالأغلبية المطلقة بيد أنه أمر كان مستبعدا.

وقال الخبير، إن “التغيير حصل في مليلية التي اختفى فيها تماما حزب سيودادنوس الذي كان يشغل ممثله رئاسة المدينة بعد دعمه بل تنصيبه من طرف تحالف بين الحزب الاشتراكي الاسباني في المدينة وحزب التحالف من أجل مليلية”.

وأضاف، أنه “بات من المؤكد، أن الحزب الشعبي سيستعيد رئاسة مدينة مليلية المحتلة، بعدما تأثر حزب التحالف من أجل مليلية بقضية التلاعب بالأصوات وفقد ثلاثة مقاعد”.

اختفاء حزب سيودادنوس

وفي قراءة للمشهد العام، يقول نبيل دريوش، يمكن القول إن الحزب الشعبي الاسباني هو الفائز بهذه الانتخابات بعدما استفاد من اختفاء حزب سيودادنوس نهائيا من المشهد السياسي الاسباني، إذ استعاد الكتلة الناخبة التي كانت تصوت لصالح سيودادنوس”.

وأشار الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، “يبدو أن زعيم الحزب الشعبي نونيث فيخو نجح في هذه المهمة، بل أكثر من ذلك فالحزب الشعبي استطاع الفوز في بعض القلاع المهمة للاشتراكيين وتقدم  الحزب الشعبي في المجمل بمحصل 2,5 نقطة على الحزب الاشتراكي وهو أول فوز له في الانتخابات المحلية منذ عام 2015”.

تراجع الحزب الاشتراكي

ولفت، نبيل دريوش، إلى أن “الحزب الاشتراكي، فقد أزيد من 600 ألف صوت مقارنة بانتخابات 2019 البلدية، مثلما ضاعف حزب فوكس اليميني المتشدد من نتائجه  خلال هذه الانتخابات حيث انتقل من 3,5 بالمائة من الأصوات إلى 7,1، وصار يملك 1663 مستشارا مقابل 530 سنة 2018 أي ثلاثة أضعاف”.

انهزام بوديموس

وقال، “إن الهزيمة لحقت حزب بوديموس الذي اعترف بأنه مني بهزيمة نكراء خلال هذه الانتخابات، وهي هزيمة أيضا لجولاندا دياث مؤسسة أرضية سومار داخل الحزب الذي يقود حملة منذ شهور بالتصويت للتيار التقدمي باسبانيا، بينما اختفى بوديموس تماما من ثلاث برلمانات جهوية هي مدريد وفلنسيا وجزر الكناري وتراجع عدد نوابه في برلمانات جهوية أخرى هي جزر البليار وأستورياس وأرغون”.

تجاوز الأزمة

فيما يرى دريوش، أن “هذه الانتخابات هي تيرمومتير الانتخابات التشريعية التي لم يعد يفصلنا عنها إلا أقل من شهرين، بعد إعلان رئيس الحكومة بيدرو سانشيث عن إجراء الانتخابات في ذروة الصيف”.

وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية، “يحاول تجاوز الأزمة وتفعيل سيناريو كان قد حضر له مسبقا والظاهر فيه هو تسريع الانتخابات لوقف النزيف وإرباك عملية تشكيل الحكومات الجهوية التي فاز فيها اليمين”.

وقال، “إن سانشيث، سيستعمل فزاعة اليمين المتطرف لاستنهاض الهمم والضغط على التيار التقدمي لتجاوز هذا التيار لخلافاته بحكم استشعار الخطر واختفاء بوديموس في عقر داره بمدريد وعدة جهات مهمة، وقد يكون مصيره مثل مصير سيودادنوس الذي كان اختفاؤه من مدريد مؤشرا على نهايته”.

سانشيز وسيناريو الفشل

وتابع، الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، إن هذا “لا يمنع من أننا بصدد سيناريو آخر، وهو احتمال فشل بيدرو سانشيث في وقف النزيف، وبالتالي فوز الحزب الشعبي اليميني وحزب بوكس اليميني المتطرف بالانتخابات التشريعية المقبلة وتشكيل حكومة جديدة باسبانيا سيكون فيها الحزب الشعبي مضطرا للتحالف مع أقصى اليمين”.

وفي حال حدوث هذا السيناريو، يقول، نبيل دريوش، “إن هذا الأمر محرج داخليا وأوروبيا، وسابقة في أوروبا، وهو ما سيضع العلاقات المغربية الاسبانية أمام امتحان جديد بحكم أن النخبة المتحكمة في الحزب الشعبي بزعامة فيخو لا تعرف المغرب بشكل جيد ولديها تصورات عامة عن الجار الجنوبي لاسبانيا”.

وأشار إلى أن “المسؤول عن العلاقات الخارجية للحزب استيبان بونس غونزاليث، والمحتمل أن يكون وزير خارجية الحكومة اليمينة، مقرب جدا من الجزائر، والتحدي الثاني يأتي من حزب بوكس الذي رغم عدم اهتمامه بقضية الصحراء المغربية ومقاطعته للبوليساريو في اللجان التي تشكل لدعم الجبهة في البرلمانات الجهوية لاعتباره أنه ملف يهم السياسة الخارجية التي هي أمر بيد الحكومة المركزية”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *