بلادنا24 يرى العديد من العمال الذين قضوا عقودا من الزمن يشتغلون بمختلف المهن داخل سبتة المحتلة أن شبح التشرد والضياع أضحى يهددهم، وأن الشروط المفروضة عليهم للعودة إلى عملهم “تظل في ظل الظروف المعاشة حاليا، تعجيزية وتشوبها نقائص تجعل مصيرهم مرتبط بمدى كرم المشغل وإنسانيته”، وفق تعبير إحدى العاملات التي لم تستطع تحقيق كافة شروط الحصول على تأشيرة ولوج الثغر السليب.
وتقول خديجة، وهي امرأة مكافحة، في عقدها الخامس، والحزن والغضب يعلو محياها، إن “حقوقنا المشروعة التي اكتسبناها طوال سنوات من العمل بشكل قانوني داخل سبتة، أضحت مهددة بفقدانها، وهو ما سيحرمنا من الحق في الاستفادة من التقاعد، وامتيازات أخرى تمنح لكل الذين كانوا مصرح بهم في صندوق الضمان الاجتماعي”.
وبحرقة تضيف المتحدثة، “بعد أزيد من سنتين من الانتظار والترقب، وبعد معاناة اجتماعية ومادية لم تكن بالهينة، ورغم فتح معبر سبتة من جديد، فإن فرحتنا لم تكتمل للأسف، لأن فرض التأشيرة علينا جعل رقابنا بين يدي المشغلين الذين رفض معظمهم تمكيننا من الأوراق المطلوب هناك لإتمام إجراءات طلب التأشيرة بالقنصلية الإسبانية بتطوان”.
ووصف ذات المصدر الإجراءات المفروضة على العمال والعاملات بسبتة، للولوج إليها والعودة لعملهم، بالمجحفة والصارمة، معتبرة أن ما يقع هو أشبه بتصفية ممنهجة للعاملين بسبتة بهدف التخلص من ثقل التزامات المشغلين مع معظم المغاربة الذين كانوا يشتغلون معهم قبل الجائحة.
بدورها، أكدت فاطمة الزهراء، إحدى العاملات بالثغر المحتل ما قبل الجائحة، على أن عددا كبيرا من المغاربة الذين قضوا سنوات يشتغلون بسبتة في وضعية قانونية، قد وجدوا أنفسهم في وضعية عطالة بعدما رفض مشغلوهم مساعدتهم في إكمال الوثائق المطلوبة من طرف السلطات الإسبانية للعودة لعملهم، مطالبة الأخيرة بتسوية وضعيتهم والتدخل لإنقاذ مستقبلهم المهني من الضياع مشيرة إلى أن عدم حل هذا الإشكال سيحرمهم من كافة حقوقهم على مستوى الضمان الاجتماعي.
في السياق ذاته تقول أمينة، وهي من العاملات اللواتي حصلن على تأشيرة العبور لسبتة المحتلة: “لم أكن أتوقع فرض التأشيرة، لكن ولله الحمد وضعيتي القانونية ورغبة مشغليني في مواصلة عملي ساعداني في الحصول على التأشيرة من القنصلية الإسبانية بتطوان وكذا الإجراءات التي تكلف بها مشغليني بمكتب الخارجية، وأتمنى من كل قلبي تسهيل العبور لمن لم يحالفهم حظ الحصول على التأشيرة لأن الجميع يستحقها بعد المرحلة الصعبة التي مررنا بها”
