معاملات تجارية سرّاً وشعارات في العلن.. هل فعلا الجزائر ممانعة لـ”التطبيع” ؟

“رجل هنا ورجل لهيه.. أمام الملء ممانع ضد التطبيع وفي الخفاء حليف لتل أبيب”، هكذا يمكن وصف ما يقوم به قصر المرادية، في علاقته مع إسرائيل.

وخرج عدد من المسؤولين الجزائرين، وبينهم إعلام العسكر، من أجل ادعاء رفض قصر المرادية، للتطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي يراه المهتمون “ادعاءً” لا أساس له من الصحة.

  • ولكن هل فعلا قصر المرادية ليست له علاقة مع إسرائيل ؟

شهد شاهد من أهلها، وهنا الحديث عن مجلة “ألجيري بارت بلوس“، الجزائرية التي كشفت في تقرير سابق لها، حجم المعاملات بين النظام العسكري، وإسرائيل في الجانب الطاقي.

ووفقا للمجلة، فإن العملية التجارية بين الجزائر وتل أبيب، كانت في وقت سابق، عبر وسيط بسوق الهيدروكربونات العالمي، يدعى “فيتول”.

  • 50 ألف طن من الغاز المسال لإسرائيل

ويشير نفس المصدر، إلى أن شركة النفط والغاز الجزائرية الوطنية “سوناطراك” صدرت ما لا يقل عن 50 ألف طن من غاز البترول المسال المعروف بـ(جي بي إل) إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، عن التصدير في الخفاء والبطولة في العلن.

ويضيف المصدر المتخصص في العلاقات التجارية لقصر المرادية، أن العملية بين الجزائر وإسرائيل، تمت عبر “فيتول”، الأخير نقل البترول المسال من ميناء وهران إلى عسقلان الإسرائيلية.

ومن أجل “التغطية” عن علاقتها، قال الوسيط، أن “الشركة الجزائرية للنفط، باعت عدة شحنات من غاز البترول المسال إلى “فيتول”الذي نقله عبر سفن مستأجرة إلى إسرائيل للشركة الإسرائيلية أنابيب عسقلان إيلات”. مضيفا “استقبل ميناء أشكلون الإسرائيلي، طوال عام ألفين وعشرين العديد من القوارب والسفن التي تحمل غاز البترول المسال الجزائري”.

  • من وهران إلى عسقلان

التقرير ذاته الصادر من المجلة الجزائرية، أشار إلى أنه لعدم إثارة أي شكوك، “كانت سوناطراك وفيتول تعمل على أن تغادر السفن ميناء أرزيو بولاية وهران ثم تتوقف في البحر الأبيض المتوسط”، موضحا (التقرير) أنه “غالبا على مستوى السواحل اليونانية، قبل أن تغير اتجاهها بعد ذلك إلى عسقلان في إسرائيل”.

وفي محاولة منه لـ”دغدغة” مشاعر الشعب الجزائري، والفلسطيني على حد سواء، بادر عبد المجيد التبون، السنة الماضية، كشف عن اعتزام بلاده تقديم مساهمة مالية للسلطة الوطنية الفلسطينية بقيمة مئة مليون دولار.

ومازال التساؤل المطروح، هل الأعلام الفلسطينية، والسعار الإعلامي الصادر من المؤس سات “الصحفية” التابعة لقصر المرادية، يخول للتبون وشنقريحة الحديث مكان الفلسطينيين، والهجوم على المغرب بسبب استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، إلا أن العكس هو ما يقع.

  • “جرأة” الرباط

حيث يعمل قصر المرادية، على إبرام الصفقات التجارية مع تل أبيب، لكن الشعارات باتت تغلب على خطاب النظام الجزائري، مقابل “جرأة” الرباط في الكشف عن التزاماته وما له وما عليه في اتفاقياته مع إسرائيل، سواء من الجانب العسكري أو الاقتصادي أو غير ذلك.

وما تزال العلاقات القوية، بين الفرقاء السياسيين في فلسطين، ونظرائهم في المغرب قوية، بالإضافة للدعم المتواصل للملك محمد السادس، للقضية الفلسطينية.

مقابل ذلك، يدعم النظام الجزائري القضية، بشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، ومقالات موجهة ومدغدغة لعواطف الجزائريين، وأعلام فلسطينية في المحافل الدولية، تجعل من رياضييهم محط سخرية مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن العلاقات “المنعدمة” بين الجزائر وإسرائيل، والشعارات الممانعة الصادرة، فتقرير صادر عن شبكة “trademap“، يؤكد ارتفاع الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل، خلال سنة ألفين وعشرين بملايين الدولارات، في ما يخص الجانب الطاقي.

  • قوة عسكرية للمغرب

إلا أن العلاقات الواضحة، بين المغرب وإسرائيل، باتت تغضب قادة قصر المرادية، ولاسيما من خلال التكنولوجيا العسكرية التي باتت للمغرب، بعد علاقات الرباط وتل أبيب، وآخرها الاتفاق العسكري بين البلدين.

اتفاق لا شك أنه يغضب بشكل كبير قصر المرادية، ولا سبيل له إلا السعار الإعلامي، والمالي كذلك، من أجل كسب قليلا من التعاطف من قبل عدد من الفاعلين الفلسطينيين.

بلادنا24

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *