محلل سياسي لـ”بلادنا24″: بناء المغرب العربي ضروري.. والجزائر مطالبة بالاعتذار للدول المغاربية

بلادنا 24 – كمال لمريني

أصبح أمر بناء اتحاد المغرب ضروريا ومهما، نظرا للدور الذي سيلعبه في حل مشاكل الدول المغاربية والمساهمة في النمو الاقتصادي، لكن في الوقت الذي يعيش فيه على وقع الانقسامات جراء تدخل الجزائر في قضايا دول أخرى، بات لزاما على السلطات الجزائرية أن تعتذر من الدول المشكلة لهذا الكيان، وذلك من أجل طي صفحة الخلاف والتوجه نحو المستقبل.

وكان رؤساء خمسة دول مغاربية قد وقعوا، شهر فبراير من عام 1989 في مدينة مراكش، على معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي، غير أن هذا الاتحاد ظل حيا على الأوراق فقط، كونه توقف عن العمل وبات ذكرًى تبعث الحيرة في نفوس شعوب منطقة المغرب العربي.

ومن جانبه،  يرى العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه بخصوص إعادة بناء المغرب العربي، فإن الملامح الكبرى تشير إلى أن هناك مجموعة من الانقسامات التي تساهم فيها الدولة الجزائرية التي تأثر سلبا على إرجاع الاتحاد الإقليمي إلى جادته، وخاصة بعد فرملة جناحه منذ سنة 1994.

وأشار الوردي إلى أنه يتوقع أن تكون هناك مجموعة من التدابير ذات الصبغة الاستعجالية، والتي يجب أن تفرز فيها حيزا عريضا للقضايا الإقليمية العربية والتي تشغل بخاصة دول المغرب العربي.

وأضاف العباس الوردي، “الآن نرى أن الجزائر تعيش على صفيح ساخن، كما هو الشأن بالنسبة لتونس وليبيا”، مبرزا أن المغرب لوحده الذي يوصي غير ما مرة بإعادة الاعتبار لهذا الكيان العربي، والذي بإمكانه أن يقوم بأدوار ذات صبغة إستراتيجية، يتم الاعتماد فيها على الذات العربية، من أجل حل مشاكلها وخلق نهضة اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، وسياسية.

وأكد أستاذ القانون العام على أن الاتحاد المغاربي، لو كان قائما بذاته في هذه الظرفية بالذات لكان سيقوم بأدوار طلائعية ستسهم في بناء وحدة الصف، وكذلك تقرير المصير الاقتصادي لهذه الوحدة العربية، وخلق نواة لإعادة البناء المبني على القواسم المشتركة، الدينية، الثقافية، الهوياتية، الاجتماعية، وإعطاء مجموعة من الإشارات الكفيلة بمجابهة الصعاب على المستوى الدولي.

وأردف، أستاذ القانون العام بجامعة الحسن الثاني بالرباط، الواضح الآن هو أنه على الجزائر أن تعي أن المرحلة الراهنة هي مرحلة صعبة، ويجب عليها أن تتحدث لغة الصراحة مع نفسها أولا، وتقوم ب”المنولوج” الداخلي قبل أن تصدر تلك الأزمات لخارج بلادها، خاصة تجاه دولة صديقة وجارة كالمغرب.

وشدد على أنه يجب على الجزائر، أن تبرز دور الصفح والتسامح تجاه جميع دول المغرب العربي، لأنها فعلا قد آثرت سلبا على كبح جناح هذا الاتحاد المغاربي الذي ما فتئ زعم الدول العربية يؤكدون على أنه مهم، لاسيما في هذه الظرفية بالذات.

ولفت العباس الوردي، إلى أنه من الأصلح للجزائر أن تترك قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بين يدي الشرعية الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، وممثل الأمين العام على مستوى هذا الملف الشائك الذي عمر طويلا، وألا تتحدث عن هذا الملف لأنه أولا يخص الوحدة الترابية لدولة جارة.

وتابع في هذا السياق قائلا:”يجب عليها أن لا تكيل بسياسة الكيل بمكيالين، وتعادي ملف الوحدة الترابية لبلد جار ساهم إلى جانبها في طرد المستعمر، وله معها مجموعة من القواسم المشتركة”.

وأكد على أن جميع المؤشرات تشير إلى أن المملكة المغربية في الطريق الصحيح، وحققت مكاسب كبرى، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، التي أصبح الكل يجمع على حجية ومشروعية الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007، وعلى الجزائر أن تعقل حتى من ذات نفسها على أنها أصبحت تعيش عزلة قلا نظيرها على مستوى المنظومة الدولية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *