مبروكي: من الضروري حصول أطباء علاج السرطان على تكوين نفسي

يصادف تاريخ الرابع من فبراير، اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان. في المغرب يعتبر هذا المرض الأكثر فتكا بالمغاربة، ويسجل أرقاما مرعبة من حيث أعداد الإصابة بالمرض سنويا، الأمر لا يقف عند هذا الحد، فهذا المرض العضال يسبب الكثير من القلق والضغط النفسي للمريض ومحيطه، فكما هو معلوم لدى الجميع، مرض السرطان يحدث تغييرات على الشكل، من قبيل نحافة الجسم المفرطة وسقوط الشعر، وهذا ينعكس سلبا على صحة المريض النفسية والجسدية، ويدخله أحيانا في حالة اكتئاب وعزلة، لهذا، فالدعم النفسي مهم جدا للتخفيف من الآثار النفسية للمريض، وأول من يتولى هذه المهمة هم الأقرباء، بهدف تقديم الدعم العاطفي والنفسي له، ومساعدته على أداء نشاطه اليومي أثناء فترة العلاج. فكيف يمكن أن نقدم الدعم النفسي لمريض السرطان؟

في نفس السياق، أكد الدكتور جواد مبروكي، أخصائي الأمراض النفسية والعصبية، في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “المساعدة النفسية لمريض السرطان ضرورية جدا، لكن مع الأسف الأطباء المتخصصون في كشف وعلاج المرض، ليس لديهم تكوين نفسي حول طريقة إعلان طبيعة المرض للمريض ومحيطه، والتعامل مع الموقف، بهدف تجاوز المرحلة الأولى من الصدمة”.

وتابع جواد مبروكي، أنه من “جهة أخرى، نجد أن المستشفيات المتخصصة في علاج السرطان، يفتقدون إلى وجود أخصائي نفسي، لكي يساعد المريض على تجاوز وطأة الصدمة الأولى، بعد معرفته بالإصابة بهذا المرض، وما يترتب عن ذلك من ضغط نفسي رهيب”.

وأوضح المتحدث، أن “ما يجب التأكيد عليه، هو أن مريض السرطان يصاب في الغالب بالاكتئاب، وقبل هذا يصاب المريض بالصدمة والقلق، وذلك بعد تشخيصه بمرض السرطان، وليس من السهل على المريض أن يتقبل في البداية أن يكون جسمه حاملا لمرض فتاك وقاتل، مما يترتب عليه قلق مزمن”.

وأبرز مبروكي، أنه “من البداية يمكن وصف أدوية الاكتئاب لمريض السرطان، طبعا مع مراعاة الحالة المرضية والجسدية للمريض، وذلك بهدف الوقاية من الاكتئاب والقلق أولا، وبهدف العلاج إذا ما دخلت الحالة في حالة اكتئاب مرضية”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى “أنه من الواجب ومن الضروري، أن يكون لدى الطبيب المتخصص في علاج مرض السرطان، تكوين نفسي، حول طريقة التعامل مع المريض وإعلان الخبر، لأنه من المهم التوضيح للمريض وعائلته نوعية المرض، ومستقبل تطور العلاج ونسبة نجاحه، هذه الأمور كلما كانت واضحة، كلما ساعدت المريض على تقبل وضعيته الصحية ومواجهة الواقع”.

موضحا أنه على “الوسط المحيط بالمريض أن يكون على دراية بطريقة التعامل مع مريض السرطان، “ماشي نقولو كلشي في يد الله” بطبيعة الحال الأمر مقبول من ناحية الإيمان والاعتقاد، ولكن نحن كأطباء نتحدث بأسس طبية وعلمية محضة، وليس باستعمال هذه المصطلحات والجمل الغامضة والبعيدة عن الوضوح، في المقابل يجب مخاطبة المريض بكل وضوح ومحاولة مساعدته على التشبث نفسيا بحبل الحياة، لأن الصحة النفسية للمريض تساعد على إنجاح العلاج”.

وقال الدكتور جواد مبروكي، أنه “يجب أن تتغير عقلية أن “السرطان يساوي الموت” لدى المرضى وذويهم، لأن هذه الثقافة سائدة بكثرة في المغرب، وأود أن أستغل فرصة الحديث عن موضوع الصحة النفسية والعاطفية لمريض السرطان، وأتحدث عن زوار المريض الذين في الغالب يزيدون الحالة سوءا ولا يساعدونها على تجاوز الأزمة الصحية والنفسية، لهذا من الأفضل أن يكون مع المريض وأفراد أسرته، المقربون فقط، لأنه كما نعلم جميعا فنحن المغاربة “فينا الفضول” وعدم وزن الكلام قبل النطق به، فعند زيارة المريض تسمع كلام من قبيل “أنا جارتي جاها السرطان ومشات وخلات جوج وليدات صغار”، أي أن زوار المريض يتحدثون عن تجارب سلبية أمامه، وهذا يؤدي لا محالة إلى تدمير نفسيته وتدهور حالته الصحية الجسدية والنفسية”.

وأفاد المتحدث، بأن “تلك الزيارات الكثيرة لا تنفع بشيء، ومن الأفضل أن تتركوا المريض مركزا على العلاج وعلى حالته، خاصة في المراحل الصعبة الأولى لبداية العلاج، لأن المريض ليس بحاجة لنظرات الشفقة وتلك “الشوفة ديال مسكين مريض بحال والو يموت”، لأنه من الواجب علينا كمحيط أسري ومقربين من المريض، أن نتحدث عن الحياة ونحاول إدخال الفرح والسرور عليه، ونتحدث فقط في الأمور الإيجابية والحرص على إظهار المشاعر الإيجابية فقط”.

بلادنا24خديجة حركات

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *