كيف حول قيس سعيد تونس الخضراء إلى ولاية جزائرية ؟

لا حديث في تونس إلا على الخطوة التي أقدم عليها رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، باستقباله زعيم جبهة البوليسايو الانفصالية، في قمة “تيكاد”.

وسيرًا على خطى العديد من الناشطين التونسيين، استنكر القيادي في حزب نداء تونس، و المقرب من الاسلاميين ، خالد شوكات، الخطوةالمستفزةوالحمقاءالتي أقدم عليها قيس سعيد باستقباله لرئيس شرذمةالبوليزاريوالانفصالية، يوم أمس بالقصر الرئاسي التونسي، وتعليق خرقة الجمهوريةالوهميةبجانب الدول المعترف بها من طرف الأمم المتحدة.

أصبحنا فعلا ولاية جزائرية

و دون القيادي الحزبي على حسابه على موقعفيسبوك، بكلمات تعبر عن إدانته الشديدة لهذا الفعل “الغبي”، مستهلًا إياها بـها قد أصبحنا فعلا ولاية جزائرية؟ “، في اشارة لما قام به، رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد.

وتابع في السياق ذاتهلم يكتف قيس سعيد منذ الفاتح من 25 يوليوز بنقض عرى النظام الديمقراطي وتبديد الاستثمار الوطني لمدة تزيد عن العقد في مؤسسات الانتقال الديمقراطي واعادة بناء صورة تونس كديمقراطية واعدة، بل تجاوزها إلى تبديد رصيد تونس الاقليمي والدولي وضرب ثوابت السياسة الخارجية والديبلوماسية التونسية التي بنيت بتضحيات بذلت طيلة عقود، والتي من أهمها سياسة التوازن بين الجارين المغربي والجزائري، وأن لا تكون العلاقة مع أحدهما على حساب الآخر، فكلاهما تربطه بتونس دولة وشعبا أواصر متينة من الأخلاقي قبل السياسي، العمل على الوفاء لها وأخذها دائما بعين الاعتبار“.

وأكد شوكات في تدوينته على أنالمصلحة الوطنية العليا لتونس تقتضي الحرص على أطيب العلاقات وأوثقها مع المغرب ، كما مع الجزائر، وإن في هذه العلاقات المتوازنة معهما حفظ لدور تونس الايجابي الذي طالما لعبته على الصعيد المغاربي“.

هذا و كشف نفس المصدر في السياق ذاته أن تونس قدتمكنت من البقاء على  حيادها الايجابي في موضوع الصحراء ،  وقد رفضت أي ضغوط خارجية في هذا المجال مهما كان نوعها، ويدرك  خبراء الشؤون الخارجية كم هو ضروري هذا الحياد الايجابي في حفظ الأمن القومي التونسي“.

أقوال الحسن الثاني الراسخة في أدهان التونسيين

كما تطرق الناشط السياسي للعلاقات المغربية التونسية، وقال أنهلئن كانت الجزائر مهمة لتونس كشقيق لايمكن الاستغناء عنه، فإن المغرب لا يقلّ أهمية بالمعنيين التاريخي والاستراتيجي معا، اذ علينا أن لا ننسى التاريخ القريب خاصة، عندما تسللت تلك المجموعة الانقلابية  إلى مدينة قفصة وسيطرت في ساعات على ثكنتها العسكرية، من الذي هبّ لنجدة تونس ومن كان مستعدا للذهاب بعيدا في الدفاع عنها، فما قاله الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله في تونس دولة وشعبا لم يقله أحد من قبله ولا من بعده، اعتزازا وتقديرا وثقة، والشقيق الصديق هو من يقف معك في لحظة يكون وجودك فيها مهددا، تماما كما فعل العاهل المغربي“.

الولاية الجزائرية

 

وعلق شوكات على واقعة تجرأ أحد النواب الجزائريين بوصفه لتونس بـالولاية الجزائرية، بزلة اللسان التي لاتغتفر، كما أضاف أنهعلى الرغم من مسارعته لطلب الاعتذار فإن ما قاله يكشف بعض الراسخ في لا وعي بعض النخب  المستعلية، من أننا شقيقة صغرى وأنهم متفضلون علينا، وليست لي رغبة في صب الزيت على النار، ولكن ما أخشاه أن يكون هذا الرجل مدفوعا برغبته الجامحة في تثبيت أركان نظامه الفردي التسلطي، بأي طريقة، ولو أدى الأمر إلى تحقيق زلّة لسان من اعتبرنا الولاية رقم 59 “.

قيس سعيد

هذا و كشف المصدر في نفس السياق أنطموح هذا الرجل السلطوي لا يبرّر أبدًا دعوته رئيس الكيان الانفصالي الصحراوي وتعريض مصالح تونس العليا وعلاقاتها الاستراتيجية بشقيق في حجم المغرب، ولم يكن ثمة ما يدعو أصلا للقبول بهذه الخطوة مهما كانت ضغوط النظام الجزائري ، وكان بمقدورنا الاعتذار منه لان مصالحنا تقتضي ذلك تماما، فالوحدة المغاربية أولى بالرعاية والابقاء على قدرة تونس في لعب دور مغاربي فاعل كان المسارالذي يجب على تونس المحافظة عليه.. تخريب الديمقراطية وعلاقاتنا الأخوية كثير علينا.. لكنّها الجماهيرية الفوضوية التي هي آخر ما كانت تونس في حاجة إليه“.

مسؤولون أفارقة يسائلون الرئيس التونسي

ويشار إلى أن عددا من الفاعلين الأفارقة، قرروا الانسحاب من قمة “تيكاد”، كما هو الشأن بالنسبة لرئيس غينيا بيساو، وذلك احتجاجا على التصرف الصادر من رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد.

وفي نفس السياق، تساءل الرئيس السنغالي عن سبب غياب المغرب، وهو الأمر الذي أحرج قيس سعيد الذي كان حاضرا في كلمته.

وكذلك الأمر يتعلق بجزر القمر، التي عبرت هي الأخرى عن أسفها تجاه ما قامت به الرئاسة التونسية.

بلادنا24معاد بودينة |

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *