عيد الأضحى.. من مناسبة دينية إلى تقليد اجتماعي يرهق جيوب المغاربة

يحل عيد الأضحى هذه السنة، في ظروف جد خاصة، بسبب غلاء الأسعار، ومنها ارتفاع ثمن الأضاحي ومستلزمات العيد، إذ وجد المواطن نفسه في وضعية حرجة، في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة، التي عانت طوال هذه السنة من الارتفاع غير المسبوق في المواد الأساسية.

وأمام هذه الوضعية الاجتماعية التي يمكن وصفها بالصعبة، تلجأ مجموعة من الأسر المغربية إلى الاقتراض لسد حاجيات عيد الأضحى. فكيف تحول عيد الأضحى من مناسبة دينية إلى تقليد اجتماعي يرهق جيوب المغاربة؟

في هذا الصدد، قال محسن بنزاكور، دكتور متخصص في علم النفس الاجتماعي، إن “عيد الأضحى في المجتمع المغربي، يختلف عن باقي الدول الإسلامية من حيث التنزيل، وكذلك من ناحية التمثل، ففي المغرب عيد الأضحى يسمى “بالعواشر”، وتعني بالمفهوم الديني، الفترة الزمنية التي يتفرغ فيها الإنسان للتقرب من الله وجمع الحسنات، فخلال هذه الأيام العشر يمر يوم عرفة، ويوم الصيام، ويوم الأضحية، بمعنى أنها فترة كلها بركات وتعبد وتقرب إلى الله”.

وأضاف بنزاكور، في تصريح  لـ”بلادنا24“، أنه “في الغالب، يمكن القول بأن عيد الأضحى تجرد من مفهومه الديني، وأصبح ظاهرة اجتماعية بامتياز، لماذا؟ لأنه في الماضي كان المجتمع المغربي أكثر قبلية، وكانت فرحة عيد الأضحى متقاسمة بين الناس، لأن طريقة التفكير آنذاك كانت تتجه صوب الجماعة، في إطار الجار، والحي والدرب، وكذلك في إطار القرية والدوار، وهذا نابع من روح التضامن والتآزر لدى المغاربة”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “هذه الظواهر التي تحدثنا عنها تغيرت الآن، بسبب تغير المجتمعات وتأثير الثقافة الغربية، فأجواء العيد تتجه للفردانية اليوم أكثر، وبالتالي فقد تحول مفهوم العيد الديني، لمفهوم أصبح اليوم يطغى عليه حب التظاهر، لدرجة أنه حتى في الثقافة الشعبية مثلا، وخاصة عند اقتراب عيد الأضحى، نلاحظ انتشار بعض النكات، والتي أحيانا تتجاوز هذا المفهوم لتهدد الاستقرار الأسري، وكمثال على هذا، نسمع مصطلحات من قبيل “أش هاد المش جبتي، شوف الجيران واش باغي تشوهنا”.

وشدد بنزاكور، أن “حب التظاهر هذا، يؤدي في النهاية إلى إقدام رب الأسرة على التدين والاقتراض، وهنا تناقض على المستوى الديني، كيف تتقرب إلى الله بما هو حرام؟ “أحل الله البيع وحرم الربا”، إذن فالمسألة تحولت من سنة وليست واجبة إلا على من استطاع، إلى ضرورة اجتماعية وحب التظاهر، بل الأكثر من هذا، حتى النية تغيرت، فالأصل أن الأضحية لوجه الله، وليس بنية  “خاصنا نشريو الحولي الوليدات”.

وأوضح المتخصص في علم النفس الاجتماعي، أنه “بعد أن يعرف المجتمع تحولات على مستوى البنية، وتصبح المسألة بعيدة عن المناسبة الدينية بل ظاهرة اجتماعية، هنا يجب على الدولة التدخل، وللأسف حين تدخلت الدولة لم تفكر في الكساب الصغير أو فكرت في المواطن من أجل الدعم، بل ساندت “الناس لي عندهم الفلوس” من أجل استيراد الأضاحي من دول أخرى، وبالتالي المستفيد الوحيد هو المستثمر بسبب التسهيلات في الاستيراد”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *