الإهمال وعدم الوعي بأهمية الغابة أهم مسببات الحريق

عن حرائق الشمال.. باحث في البيئة لـ”بلادنا24″: الإهمال وعدم الوعي بأهمية الغابة أهم مسببات الحريق

نشر في: آخر تحديث:

عرفت عدة مناطق شمال المغرب اندلاع حرائق بشكل واسع ومكثف، أسفرت عن خسائر مادية جسيمة تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت حد 45 درجة في أجزاء متفرقة من البلاد.

وفي هذا الصدد، صرح عبد الحق بوحميد، فاعل جمعوي بإقليم زاكورة، وأستاذ باحث في قضايا البيئة لـ”بلادنا24“، بقوله: “تعرف العديد من الدول المتوسطية (المغرب، إسبانبا، الجزائر، تركيا..) اندلاع حرائق الغابات، ويعتبر الحريق الذي شب في مناطق عدة من شمال المغرب (العرائش، تازة، وزان، تطوان، القصر الكبير) واحدا من هذه الكوارث الطبيعية التي أصبحت تؤرق بال المسؤولين والساكنة على حد سواء”.

وواصل حديثه “تسببت حرائق شمال المغرب في عدة خسائر مادية أساسا، منها تدمير العديد من أشجار البلوط والصنوبر وأشجار مثمرة أخرى حيث تجاوزت ألف هكتار، كما أدت إلى نفوق المواشي وقطع الطريق السيار وطرق أخرى محلية”.

وعن أسباب هذه الحرائق يرى بوحميد بقوله “يمكن إيجاز أهم مسببات هذه الحرائق في عدة عوامل طبيعية وبشرية، ويفرض العامل الطبيعي المرتبط بالارتفاع الكبير لدرجة الحرارة في الأيام الأخيرة نفسه كأهم مسبب لها، ويزيد من حدته هبوب رياح قوية تسهل انتشار الحريق وتصعب إمكانية التحكم فيه وإخماده، خاصة وأن المنطقة تعرف تضاريس جبلية وعرة تعيق جهود فرق الإنقاذ”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه يمكن كذلك أن يكون الإنسان سببا أساسيا في اندلاع الحرائق التي عرفتها مناطق عدة في الشمال، “حيث نجد الإهمال وعدم الوعي بأهمية الغابة، وبالتالي يتم رمي بقايا السجائر والمهملات القابلة للاشتعال، ثم حرق النفايات المنزلية قرب الغابة”، على حد تعبيره.

واستطرد الأستاذ الباحث في قضايا البيئة قائلا: “كما أن تزامن هذه الحرائق مع فترة العطلة الصيفية وعطلة عيد الأضحى يعتبران من الأسباب الأساسية لاندلاع الحرائق، حيث تكثر أنشطة التخييم فيتم إشعال النار قصد الطبخ دون إطفاءها بعد الانتهاء، وبالتالي تنتقل إلى الأشجار المحيطة وتخرج عن السيطرة”.

وأردف الفاعل الجمعوي قائلا: “ويزيد من سرعة انتشار الحرائق وتجددها قلة الغطاء النباتي بحكم ضعف عمليات التشجير، وكذا قلة المسالك وسط الغابة التي تسهل مأمورية رجال الإطفاء أثناء انطلاق الحريق قبل أن يعم المكان، لذلك نرى أنه من الضروري التكثيف من عمليات التشجير وتحسيس كل مكونات المجتمع بأهمية الحفاظ على الغابة، واعتماد التربية البيئية في المناهج التعليمية كوسيلة لابد منها لتوعية الأطفال والشباب، وتحسين ممارساتهم اتجاه البيئة عموما والغابة على وجه التحديد”.

ودعا المتحدث ذاته جميع المتدخلين من فاعلين محليين وساكنة إلى “ضرورة العمل على شق الطرقات والمسالك وسط الغابات، ووضع نقط الماء فيها، وانشاء فروع للوقاية المدنية قصد التدخل الأولي، ووضع أجهزة الإنذار المبكر لتفادي كوارث قد تدمر ما بقي من الغابة”.

بلادنا24مريم الأحمد |

اقرأ أيضاً: