“كوزينتك”.. سلاح “الذكور” في مواجهة نساء بصمن حروفا من ذهب في عالم المستديرة

تشكل انجازات النساء في مجموعة من مجالات الحياة العامة ، موضوع جدل مجتمعي يمزج بين السخرية و تحولات المجتمع على مستوى هرميته، قد يصل احيانا الى عنف لفظي ورمزي.

 

والمجتمع المغربي كغيره من المجتمعات ذات دينامية وتحولات يشهد بدوره مجموعة من التيارات الرافضة لسلم النجاح النسوي خصوصا مع توسع النقاش بالفضاء العمومي، ليشمل الرافد الرقمي والذي اصبح الحطب الرئيسي بلا منازع لمثل هذه الممارسات والسلوكيات المقاومة لنون النسوة.

 

kouzintk 1

 

 

كوزينتك تعد أبرز العبارات المتداولة عبر الحامل الرقمي وترمي مهاجمة الفاعلات الرياضيات، صحفيات كن أو حكمات أو لاعبات لإحدى الرياضيات، التي يُقال أنها حكر على الرجال، عبر منصات التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى أن المرأة مكانها الطبيعي هو المطبخ وليس الملاعب الرياضية.

 

تغطية الكان بنون النسوة تُقابل بـ”كوزينتك”

 

safae sirajeddine 1صفاء سراج الدين، صحفية رياضية، تصف الحملة الفيسبوكية، التي تقودها بعض الصفحات كونها لا تؤثر على مسار عملها بالرغم من أن العبارة تواجهها عبر تعليقات الفيسبوك وفي بعض الأحيان في رسائل عبر الانستغرام، ليتجاوز الأمر للملاعب عند القيام بعملها الصحفي.

 

تضيف المصورة الصحفية، في تصريح لـ”بلادنا24” التي واجهت الحملة منذ ثلاث سنوات، بعد تغطياتها لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر، أنه في بادء الأمر كانت تواجه العبارة بـ”الضيق والغضب” إلا أنها بدأت تتجاوز ذلك، باعتبار عملها يثبت كفاءتها على الميدان.

 

عقلية ذكورية

 

وعن السبب وراء الحملة، ترى صفاء سراج الدين، أنه بالأساس يعود لـ”العقلية الذكورية”، التي ترى في عدد من المجالات، حكرا على الرجال ولا مكان للنساء فيها، كما هو الشأن للتصوير الرياضي، مشددة على أنه “في البداية كان التصوير الرياضي يستأسد فيه الرجال عكس النساء، قبل أن تتغير المعادل ويصبح للنساء مكانا مهما في المجال، وباتت المرأة تعمل في الميدان الرياضي كما الرجل تماما، وهو الأمر الذي لا يروق البعض حيث يجد المنافسة من النساء على غير العادة في عدسات الكاميرات وصور الملاعب”.

 

مجالات لـ”الذكور” فقط

 

Bouchra chettouani 1من جانبها ترى بشرى الشتواني، منسقة شابات من أجل الديمقراطية، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “”كوزينتك” جملة تسمعها كل النساء اللواتي اخترن التعليق على اي شيء صنفه المجتمع على انه يخص الذكور و خصوصا كرة القدم بما انها لعبة شعبية لكن احتكرها الذكور و لم يسمحوا يوما للنساء ان يناقشوا لا شكلها و لا تقنياتها و لا حتى الدخول في تقييمات للاعيبي هاته اللعبة اللذين نافسوا اليوم الممثلين و المغنيين في الشهرة”.

 

المتحدث تتابع في تصريحها “عندما باتت تدخل سيدة في هدا النقاش سواء على سبيل الهواية او حتى في الشق المهني تطرد في اتجاه كوزينتها و كان الكوزينة هي مكانها الطبيعي الذي يجب ان تبدع فيه و هاته النظرة طبعا نظرة تمييزية فيها الكثير من الغباء و عدم مسايرة الواقع لانه في نظري اليوم بعيدا عن النقاش الكلاسيكي هل المكان الطبيعي للمرأة هو الكوزينة او اي مكان اخر اقول ان في المغرب”.

 

نجاح ذكوري في “الكوزينة” وتألق كروي بنون النسوة

 

“الناجحون في ميدان الطبخ اليوم رجال طباخون لم يخذلو المغرب يوما في أية منافسة عالمية لدرجة اصبح الطبخ المغربي في مقدمة الأطباق العالمية و في كرة القدم اصبح منتخب النساء في كرة القدم الاكثر حصدت النجاحات بدل منتخب الذكور و الجمهور من النساء الاكثر تعبيرا على المواطنة و حب الفرق داخل الملاعب مقابل فوضى و عنف الجمهور من الذكور و بالتالي اظن ان كرة القدم أثبت نجاحا و تميزت كبيرا بالمؤنث بدل بالمذكر و اليوم اقول لمن يقول للنساء المحبات لكرة القدم كوزينتك اقول لهم انسانيتك دخل ليها و متخرجش منها حتى تفهم ان كرة القدم معمرنا كانت حكرا على جنس محدد هي جات لتدخل البهجة على الإنسانية و فقط”، وفقا لتعبير المتحدثة.

 

العدوى تنتقل لـ”الراديو”

 

حملة “الإساءة” للنساء، عبر منصات التواصل الاجتماعي، انتقلت عدواها للسمعي البصري، وذلك من خلال حلقة سابقة، لعادل العماري، عندما خاطب إحدى المستمعات بـ”كوزينتك” الأمر الذي دعا عدد من الفعاليات النسائية للتدخل، مطالبين “الهاكا” بوقف بث البرنامج.

وفي نفس السياق، أصدرت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، قرارا يقضي بوقف كلي لبث إذاعة ‘راديو مارس’ في التوقيت الاعتيادي لبرنامجي ‘العلما د مارس’، و’قضايا رياضية بعيون الجالية”، لمدة 15 يوما، مع إذاعة بيان إخباري بالقرار المتخذ على أمواج الإذاعة المعنية ونشره أيضا بالجريدة الرسمية.

وجاء قرار وقف البرنامجين المذكورين طيلة نفس المدة بعدما سجل المجلس الأعلى خلال عدد من حلقات البرنامجين المذكورين مجموعة من الخروقات للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال الاتصال السمعي البصري، ولاسيما تلك المتعلقة باحترام الكرامة الإنسانية، ومحاربة الصور النمطية التي تحط من كرامة المرأة وعدم الحث على العنف أو الكراهية.

واعتبر المجلس الأعلى أن من أبرز أدوار الإعلام الرياضي، الارتقاء بالنقاشات المحيطة بهذا المجال وإشاعة المثل الرياضية وروح المنافسة الشريفة والمساهمة في إبراز أدوار الرياضة في الاندماج والتنشئة المجتمعية والانفتاح على الآخر.

وهو ما لم يتم احترام خطوطه في الخطاب الموظف بـحلقات برنامج ‘العلما د مارس’ الذي يحث ويحمل الجمهور على التعصب أو العنف أو الكراهية بين المشجعين أثناء التظاهرات الرياضية، لاسيما وأنه يفترض أن يمثل منشط وضيوف البرنامج،وفقا لما جاء في تقرير “الهاكا”.

إيقاف “العلما د مارس” بقرار من “الهاكا”

 

كما اعتبر المجلس الأعلى أن تصريحات منشط البرنامج تجاه إحدى المستمعات من قبيل: ‘تمشي تبعد منا، سيري عا فحالك، المغرب مسالي ليك أنت تشجعيه ولا ما تشجعيه’ تشكل مسا بانتمائها وحسها الوطني، وأن ما ورد في تصريحات أخرى تجاه نفس المستمعة، يفرض على الجمهور مواقف وتمثلات المنشط حول إبعاد وعدم أحقية المرأة في الاهتمام بالشأن الرياضي الوطني من خلال حصر دورها في الطبخ، الشيء الذي يقزم وظيفتها وإسهاماتها المجتمعية وينتقص من كفاءاتها وقدراتها، كما يلغي حريتها وحقها في التعبير عن رأيها انطلاقا من وضعها كفاعل أساسي في المجتمع.

 

ومن جهة أخرى، سجل المجلس الأعلى أنه رغم الطبيعة التفاعلية لبرنامج ‘العلما د مارس’، أمر المنشط على المباشر، وبطريقة فجة، المصلحة التقنية للبرنامج، بقطع مكالمة لأحد المستمعين الذي اختلف معه في الرأي، ما يساهم في إضعاف ثقافة الحوار ويمس بواجب احترام تعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي، ويتنافى مع واجب الحياد المفروض في الإعلامي المهني.

 

كركوبي : “الكوزينة” للرجال والنساء

 

Bouchra karkoubi 1وحول الموضوع نفسه “كوزينتك”، ترد إحدى الوجوه البارزة في عالم الرياضة، وهنا الحديث على بشرى كركوبي، أنه “منذ دخولي لميدان التحكيم وأنا أسمعها، وليست مشكلا بالنسبة إلي، وأبدع في المطبخ كما أبدع في الملعب”.

تضيف الحكمة الدولية، في حديث لـ”مع الرمضاني”، على القناة الثانية، “أنا شرطية في عملي، وحكمة في الملعب، وقوية في المطبخ، وبالنسبة للرجال ليس عيبا الكوزينة، والأخيرة ليست حكرا على المرأة أو الرجل”.

وخلصت الحكمة في كلامها، “باتت لدي مناعة تجاه مصطلح “كوزينتك” وأصبحت عادية ولم تعد مشكلا بالنسبة لي”.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *