تطورات الحرب الروسية الأوكرانية على ضوء منتدى دافوس الاقتصادي

بلادنا 24 – يوسف البدري

لازالت تطورات الحرب الروسية الأوكرانية تهيمن على العالم، وهذه المرة على أشغال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي تحتضنه سويسرا، والذي يعرف حضور أزيد من ألفين من زعماء دول العالم وقادة الأعمال والسياسيين والخبراء.

صرامة أوروبية

أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية استغلت فرصة انعقاد المنتدى من أجل توجيه دعوة للمجتمع الدولي لمواجهة روسيا قائلة إن “الحرب في أوكرانيا مهمة يجب أن يتولاها المجتمع الدولي”، كما نبهت إلى استغلال الجانب الروسي لإمدادات الغذاء كسلاح له تداعيات عالمية

كما أكدت المسؤولة الأوروبية على أنها ستعمل جاهدة على دعم أوكرانيا في حربها، مع تقديم المساعدات المالية والعسكرية التي ستحتاجها كييف لكسب حربها، كما أضافت أنه يجب استخدام الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا التي تضررت بناها التحتية بفعل التدخل العسكري لروسيا.

ديرلاين اعتبرت “التعاون العالمي هو الترياق لابتزاز روسيا”، مشيرة إلى كون “جيش الكرملين يصادر مخزونات الحبوب والآلات في أوكرانيا، وفي البحر الأسود تحاصر السفن الحربية الروسية السفن الأوكرانية المحملة بالقمح”.

زيلينسكي ولقاء بوتين

فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني اعتبر في كلمة له موجهة للمنتدى عبر تقنية الفيديو، أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الممثل الروسي الوحيد الذي يرغب في مقابلته، وإن موضوع النقاش الوحيد الذي يمكن أن يُطرح هو إنهاء الحرب في أوكرانيا”.

كما أشار زيلينسكي إلى كون المفاوضات الروسية الأوكرانية أصبحت اليوم أكثر صعوبة من أي وقت مضى، على اعتبار موقف الكرملين من المدنيين، خاصة في الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.

إشكالية الغذاء

الأزمة الغذائية التي أصبحت تؤرق العالم خاصة بعد تطور الأوضاع في أوكرانيا وروسيا، دفعت الاتحاد الأوروبي للتعهد بفتح “قنوات تضامن” مع أوكرانيا، مع العمل على استخدام طرق لوجيستيكية بديلة، حتى تتمكن أوكرانيا من تصدير الحبوب.

قصر الكرملين من جانبه اعتبر أن الغرب يتحمل مسؤولية الأزمة الغذائية التي يشهدها العالم اليوم، على اعتبار قراره بتشديد العقوبات على روسيا نتيجة حربها على أوكرانيا، واصفا إياها “أشد العقوبات في التاريخ الحديث”.

من جانبه اعتبر ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي التجارة مع الأنظمة السلطوية كروسيا والصين بالأمر الذي يقوض الأمن في الغرب، حيث أكد على أنه “علينا أن نعترف أن خياراتنا الاقتصادية لها تداعيات على أمننا، وأن الحرية أهم من التجارة الحرة”، حسب تعبيره.

الأمين العام للناتو وخلال كلمته في المنتدى، اعتبر أن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت حجم نقاط ضعف التي توجد فيها أوروبا بسبب علاقاتها الاقتصادية مع ما وصفها بالأنظمة السلطوية، في تلميح منه إلى واردات الاتحاد الأوروبي من الوقود الأحفوري الروسي وبناء الصين لشبكات الجيل الخامس من الاتصالات.

انضمام فنلندا والسويد للناتو

حلف الناتو الذي أبدت كل من فنلندا والسويد رغبتهما في الانضمام إليه، في ظل الأزمة الراهنة، وجد نفسه هو الآخر محط نقاش خلال أشغال منتدى دافوس، خاصة موقف تركيا من انضمام البلدين.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو إلى استعداد كل من فنلندا والسويد إرسال وفد لتركيا من أجل البحث عن حلول، فيما يخص استمرار معارضتها لانضمامهما لحلف شمال الأطلسي، كما أشار إلى أنه “ندرك أن تركيا لديها بعض المخاوف الأمنية المتعلقة بالإرهاب، ونعتقد أن من الممكن تسوية هذه الأمور”.

من جانبه، أجرى رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية اتصالين هاتفيين بزعيمي كل من السويد وفنلندا، حيث طرح معهما للنقاش مخاوفه من انضمام البلدين للناتو.

وترى أنقرة في كل من ستوكهولم وهيلسنكي أنهما تؤويان أشخاصا على صلة وثيقة بكل من حزب العمال الكردستاني، وكذا أنصار فتح الله غولن، المتهم من طرف السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *