ياسر مكوار اشتهر الصحفي البريطاني روبرت هاردمان بتأليف العديد من المؤلفات التي تروي السيرة الذاتية للملكة إيليزابيث الثانية و العائلة الملكية، ومن بين ما سرده هاردمان الزيارة التي قامت بها إليزابيث الثانية للمغرب في سنة 1980.
ونشرت صحيفة ”الديل ميل” نقلا عن روبرت هاردمان تفاصيل هذه الزيارة الأولى من نوعها بالنسبة للملكة البريطانية إلى المغرب.
زيارة فريدة من نوعها حيث لم يجري أي شيء كما كان مخطط له
”كانت زيارة فريدة حيث لم يجري أي شيء كما كان مخطط له”، هكذا علق مسؤول في الشؤون الخارجية رافق الملكة إلى المغرب.
وعندما يتم احترام الموعد المتفق عليه لايتم احترام المكان، يضيف هاردمان على لسان أحد المرافقين للملكة البريطانية إلى المغرب.
يكمل هاردمان الحديث عن الرحلة التي وصفت بشكل مجازي ”برحلة نحو الجحيم”، نظرا للاحتياطات الأمنية التي اتخذها القصر المغربي و الناتجة عن الانقلابات العسكرية السابقة.
إذ كانت تحول هذه الاحتياطات دون استقرار الملك المغربي في مكان واحد، يصرح دبلوماسي رافق الملكة للمغرب لروبرت هاردمان.
ويضيف هاردمان أن الملكة اظطرت إلى الإنتظار لعشية كاملة.
وفي واقعة أخرى يروي هاردمان أنه بينما كانت الملكة تهم بحضور حفل وجدت أبواب القصر موصدة أمامها.
ومن بين الوقائع التي يسردها هاردمان، غضب الملكة حول ما اعتبرته إهانة في حق الوفد المرافق لها، بعد إشارة من الملك إلى كون الوفد الموافق لها يتحمل المسؤولية حول التخبط الحاصل.
لترد الملكة “بأنه لا يجب التكلم عن الوفد المرافق لي بهذه الطريقة”.
ولايتوقف هاردمان هنا، بل يسرد واقعة تتعلق برغبة الملكة في القيام بزيارة لمركز يعنى بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ترعاه بريطانيا، وأمام رفض الملك لهذه الزيارة اظطرت الملكة إلى الذهاب إلى الزيارة بمفردها، يضيف هاردمان.
ومن بين الأحداث التي أوردها هاردمان ، الواقعة التي يقول عنها الكاتب أنها جرت قبل رحيل الملكة بيوم واحد.
إذ كانت تعتزم هذه الأخيرة تنظيم حفل قبل المغادرة .
لكن الملكة تفاجئت بطلب تأجيل الحفل لساعات، حسب هاردمان عن وزير الخارجية السابق لورد دوغلاس.
حيث أكد أن التأخير كان لأسباب أمنية وأن الملكة لم تمانع ذلك.
الجميع كان سعيد في النهاية
لكن هاردمان يعود ليؤكد على لسان من رافق الملكة أن الأحداث عادت إلى طبيعتها في اليوم الموالي.
إذ يحكي اللورد هاورد أن “الجميع كان سعيد في اليوم الموالي”.
حيث وجهت الملكة إليزابيث رسالة إلى الملك الحسن الثاني تشكره على حسن الاستقبال و الضيافة.
وعبرت الملكة في الرسالة على أنها “كانت متأثرة بالطريقة التي يهتم بها الملك الحسن الثاني مع الأمور الشخصية”، يحكي هاردمان نقلا عن اللورد هاورد.
زيارة مؤرخة بالصور
ورغم الصعاب التي واجهتها هذه الزيارة من الناحية ” البروتوكولية”، إلا أنها كانت مميزة بالنسبة للعائلة الملكية البريطانية، وذلك ماينقله هاردمان عن أحد المرافقين بأن الوفد استمتع بالرحلة.
وإلى جانب الحكايات التي نقلها هاردمان عن هذه الرحلة خلفت هذه الرحلة أيضا أرشيف مليء بالصور، يمكن وصفه بالأرشيف البصري نظرا لدقة البررتوكول الملكي الموجود داخل هذه الصور، والشبيهة بالمسلسل المعروفة الذي يحكي سيرة الملكة “THE CROWN”.
وعرفت صور هذه الزيارة تداول كبيرا اليوم بعيد إعلان وفاة إيليزابيث الثانية من طرف النشطاء الرقميين المغاربة.
حيث أعادت الوفاة إلى الواجهة زيارة إليزابيث الثانية للمغرب و التي ظلت حبيست الأرشيف لسنوات.
