خبير لـ”بلادنا 24″: أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع الجزائر في أحداث مليلية والتحقيقات ستثبت ذلك

أرخى موضوع اقتحام المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء للسياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، بظلاله على المستوى الدولي، حيث أصابع الاتهام تشير إلى الجزائر كونها هي من ساهمت في تسلل المهاجرين غير النظاميين إلى المغرب، عبر الشريط الحدودي المغربي الجزائري المغلق منذ سنة 1994، وتعمل على تعكير العلاقات المغربية الاسبانية، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد، قال العباس الوردي أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط في تصريحه ل”بلادنا 24“، في تعليقه على الأحداث التي شهدتها مدينة مليلية المحتلة، الجمعة الماضية، إثر تنفيذ مجموعة من المهاجرين الأفارقة “غاراتهم البشرية”، على السياج الحدودي، إن الأمر يتعلق بإشكالية حقيقية تعترض الأمن الإقليمي والقاري، اعتبارا بأن الجحافل العريضة التي حجت صوب مليلية، تنتمي إلى مناطق متاخمة للجزائر.

وأشار الوردي، إلى أن هذه الأحداث لم تأت من قبيل الصدفة وإنما قد تم التنظيم بشكلها وخصوصها مسبقا، على اعتبار أن تمكن حوالي 2000 مهاجر غير نظامي بالأسلحة، وكذلك الأسلحة البيضاء والآليات التقنية من أجل كسر صلابة السياج فيه أكثر من دلالة.

وأوضح الخبير الدولي، أن اختيار هذا الظرف الزمني بالذات الذي يوجد فيه تقارب مثالي قل نظيره بين المملكة المغربية والاسبانية، فيه محاولة لتعكير العلاقات المغريية الاسبانية، مشيرا في هذا السياق إلى أن الكل يعلم من يقوم بهذا الأمر، وهذا ليس بحكم القيمة، وإنما الجزائر هي من تسرعت وكعادتها وقامت بحبك مجموعة من القصص وتوجيه مجموعة من الاتهامات المغرضة وغير المقبولة، والحال أن الكل علم واستشفا أن البيان والمقالات والفيديوهات كانت موجودة قبل الواقعة، ونشرت بطريقة سريعة جدا.

وأضاف، الأمر الذي نستشف معه أن هناك مكائد تقوم بحبكها المؤسسة العسكرية الجزائرية لنفسها، وتعتقد على أنها ستؤثر على الآمن الإقليمي والقاري بمثل هكذا تصرفات، في حين أن التحقيق الدولي سيثبت ضلوع الجزائر، وخاصة المؤسسة العسكرية في هذه الأحداث التي يمتعض منها المجتمع العربي والإسلامي، على اعتبار أنها أفعال مشينة لا تمت للإسلام بصلة ولا تمت بحقوق الجار على  جاره بصلة.

وتابع قائلا:”الآن نتحدث على وقائع تؤثر سلبا على موقع الجزائر التي أصبحت منعزلة بفعل هاته الخرجات غير المحسوبة،  والخرجات التي تؤثر كذلك على موقعها على مستوى المنظومة الدولية، سيما وان كل أصابع الاتهام تتجه الآن نحو الجزائر ونحو عسكر الجزائر الذي ما فتئ يقوم بمثل هكذا تصرفات غير مقبولة في خرق سافر للقانون الدولي العام، وفي خرق سافر لي ديباجة ميثاق الأمم المتحدة، الذي يوصي على ضرورة صون حق الجار، وكذلك في ضرب سافر للحق في الحياة الذي يجب أن تنعم به الجحافل العريضة للمهاجرين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحاولون العبور حول الحلم الأوروبي”.

وأكد على أن الجزائر، استغلت هذه الظرفية والوضع الاجتماعي للمهاجرين، ووظفتها من أجل تصريف ضغائن تراوح نفسية المؤسسة العسكرية، وكذلك تؤثر على منهاجها المعتمد دبلوماسيا والذي خبر فيه العادي والبادي، على أنها دولة معادية، وتقوم بتصريف حساباتها بطريقة  غير مقبولة وغير مبنية على الشرعية الدولية.

واستطرد في ذات السياق وهو يوضح، “نحن نتحدث على مثل هكذا أحداث،  نقول بان المؤسسة العكسرية قد أفل نجمها وشرفت نهايتها على مستوى المنظومة الدولية، حيث لم يعد أحد يثق فيها ولم يعد أحد يريد التعامل معها، وبالتالي فإن هذه الأفعال ماهي إلا دلالة  لأحد الدلالات التي تؤشر على أن المؤسسة العكسرية الجزائرية قد خرجت بخفي حنين وعلى أنها في وضع لا تحسد عليه أمام قضية الصحراء المغربية”.

وخلص العباس الوردي أستاذ القانون الدولي في تصريحه ل”بلادنا 24″، “مكان ينبغي على الجزائر أن تقوم بمثل هذه الأفعال لكي تؤثر على عملية واتساع رقعة مشروعية الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007 لإنهاء نزاع الصحراء المغربية، سيما وأن رئيس الحكومة الاسبانية “بيدرو سانشيز”، قد عاد ليؤكد مرة أخرى على أن العلاقات المغربية الاسبانية ستتجدر وتتعمق مع الشريك الاستراتيجي المغربي، وهذا فيه دليل آخر على أن صدق ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يؤكد عليه في مجموعة من الخطب الملكية السامية، فرب ذرة نافعة”.

 

بلادنا 24 – جريدة إلكترونية مغربية

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *