خبير استراتيجي: المغرب مرجع لدول العالم في الاستراتيجيات الأمنية لمكافحة الإرهاب

بمناسبة الذكرى 20 للضربات الإرهابية التي هزت الدار البيضاء سنة 2003، يعيش المغرب اليوم في ظل استقرار أمني يحتدى به لدى دول العالم، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، إذ أثبث المغرب بعد مرور 20 عام عن هذا الحادث المأساوي، عن مدى قدرته على مكافحة التنظيمات الإرهابية من خلال استراتيجات أمنية باتت مرجعا لدول العالم.

“منذ سنة 2003 إلى اليوم، عرفت الاستراتيجية المغربية في مواجهة الظاهرة الإرهابية طفرة نوعية”، يكشف عبد الحق الصانيبي، الخبير في الحركات المتطرفة والأمن القومي، مبرزا أن “إحياء المغرب اليوم للذكرى 20 على مرور حادثة الضربات الإرهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية، فرصة لإبراز أين وصلت المملكة في قوتها الأمنية، فمنذ ذلك الحين انتقلنا من المقاربة التكتيكية الصرفة في مواجهة المنظمات الإرهابية والتي أبانت فيها أجهزة الأمن المغربية على علو كعبها، إلى تبني مقاربة استراتيجية على المدى البعيد”.

وأضاف الصانيبي، في تصريح ل“بلادنا24”، أنه “لتحقيق الهدف السياسي الأسمى، والذي هو ليس فقط مواجهة التنظيمات الإرهابية مواجهة مباشرة، ولكن القضاء على البيئة المنتجة والمصدرة للفكر الإرهابي المتطرف، كانت هناك استراتيجية متعددة الأبعاد، في إطار ما يسمى بالاستراتيجية الكبرى”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “هذه الاستراتيجية التي نظر لها العالم ليتر هارت، تمثلت في الضربات الاستباقية التي اعتمدتها أجهزة الأمن المغربية، ومن خلال التنسيق الأمني الداخلي، والتنسيق الأمني الخارجي، إذ كان من أهمها إعادة هيكلة الشأن الديني، لمحاولة إصلاح الخطاب الديني، ولمواجهة مجموعة من الأفكار خاصة الواردة من المشرق والتي لا تتلائم مع البيئة الدينة المغربية، كالعقيدة الدينية ثلاثية الأبعاد، المتمثلة في المذهب الملكي والعقيدة الأشعرية والتصوف”.

وقال الخبير في الحركات المتطرفة والأمن القومي، أنه “منذ سنة 2005، وهذه المبادرة الوطنية للتنمية الذاتية، تحاول القضاء على الفقر في المجال القروي والقضاء على الهشاشة في المجال الحضري، والعمل على توسيع أو تعريض القاعدة المتوسطة التي تعتبر صمام أمان الأمن القومي للملكة المغربية”.

وأبرز الصانيبي، أن “كل هذه المجهودات جعلت من المغرب يعتبر مدرسة ومرجعا في مواجهة الظاهرة الإرهابية، وأصبح يصدر تجربته خاصة إلى إفريقيا، من خلال تكوين الأئمة ومن خلال بناء شراكات اقتصادية، والتي من بينها أنبوب الغاز المغربي والذي يتجه في اتجاه أوروبا، وهو مشروع طاقي واقتصادي مهم يضم 13 دولة بالإضافة إلى المغرب والسينغال”، وتابع قائلا: “فهذه التجربة المغربة أصبحت تصدر إلى الدول الأروبية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأشار الخبير، إلى أن “المغرب ساهم في إفشال العديد من الضربات الإرهابية، بعدد من الدول الأوروبية وبالتالي أصبح المغرب مرجعا، لدرجة أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في المغرب أنه قاعدة مهمة لمواجهة التهديدات الأمنية خاصة في منطقة الساحل والصحراء، وهي المنطقة التي تعرف هشاشة أمنية، إذ أن الرهان على المغرب في كبح جناح التطرف في هذه المناطق قوي، إما على المستوى التكتيكي أو الاستراتيجي، والتي نجح في تصديرها خارج البلاد”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *