تقرير | المأكولات الشرقية تغزو شوارع الرباط

انتشرت المطاعم الأجنبية و العربية في المغرب، خاصة الشرقية منها بشكل ملحوظ، وجعلت من مدينة الرباط بيئة مناسبة لانتشارها، ولا يكاد يخلو شارع من شوارعها إلا وتجد فيه تلك المأكولات الشرقية التي تجذب الكثير من المغاربة لمذاقها وشكلهاـ وتعدد ألوانها، مما يضيف إلى المائدة المغربية طعما جديدا ولذيذا، ولوناً مختلفاً يدل على حب التنوع، والتعرف على ثقافات الشعوب في إطار تواصلي يخدم الهوية العربية .

الرباط ..بلمسة شرقية

ولا يخفى على الناظر وهو يتجول وسط مدينة الرباط أن يرى أسماء تحمل دلالات شرقية، وأخرى تحمل هوية البلد الذي ينتمون إليه، فنجدها من قبيل “أرابيسك”، “يا مال الشام”، “مازن الشامي”، “أبطال الشام”، “بابا غنوج”، “الفانوس”، وغيرها الكثير، فباتت سمة مميزة للذين أوصلوا ثقافتهم وعاداتهم التي كانت تستهوي المغاربة ومأزالت من متابعي الدراما العربية المساهمة بدورها في الترويج للمأكولات الشرقية.

صحيح أن بعض منها كان قائما قبل اندلاع الحروب في بلدانهم، إلا أن بعد أحداث الربيع العربي باتت أكثر غزارة و انتشاراً ضمن المجتمع المغربي، وما يؤكد ذلك ازدحام الناس على أعتاب المطاعم، وقد ينتظر الشخص دوره لمدة طويلة دون ملل أو كلل في سبيل التنعم بأطباق متنوعة من الأكل الشرقي التي سمع عنها أو شاهدها في إحدى القنوات.

كما أضفى أصحاب المطاعم لمسة شرقية في تزيين محلاتهم، وكأنها تنقل الزبون إلى أحد شوارع دمشق، أو بيروت، أو القدس وهو جالس في مكانه، فيحضر إليه شاب ويدعوه بلهجته الشامية وزيه المختلف إلى اختيار ما لذ وطاب من أصناف الطعام بابتسامة لا تفارق وجهه.

الأكل الشرقي..عملية تواصلية

و في هذا الصدد، يرى مصطفى ياسين شيف سوري بالمغرب في تصريح لجريدة “بلادنا 24″ أن المطبخ الشرقي غزا وفرض نفسه على الذائقة المغربية، وهذا ينم على الذوق الرفيع لدى المستهلك المغربي الذي فضل وبشكل حقيقي اللمسة الشرقية للمأكولات والحلويات”.

وأضاف المتحدث نفسه أن الثقافة الشرقية عموماً، لاقت إقبالا ورواجا واسعا لدى المجتمع المغربي المحب لهذه التجربة الجديدة والناجحة التي عادت بالنفع على التجار والمصنعين والحرفيين”.

وعن الظروف التي ساقتهم للاستثمار في المغرب أردف الشيف مصطفى أن المغرب بيئة خصبة وآمنة للاستثمار خاصة مع ما تعيشه سوريا من انعدام للأمن، علاوة على حفاوة الشعب المغربي واحتضانه للثقافات الوافدة إليه، معربا بالقول” أشعر وكأني في بلدي، من حيث التعامل، والتفاهم مع الآخرين، وطيب المعشر لما يتحلى به المغرب من سماحة ولطافة وتقبل لكل جديد لاسيما الجديد النافع الذي يحظى بقبول المغاربة ويلاقي صدى لدى الطبقات الاجتماعية”.

كما أن فرص الاستثمار على حد تعبيره مشجعة ومغرية نظرا لمرونة القوانين الناظمة له، وللطبيعة الآمنة التي يتحلى بها المغرب، ولقربه من أوروبا مما يجعل جسر التواصل قائما في جميع المجالات.

وواصل حديثه لجريدة “بلادنا24” قائلا: ” أحيانا أتلقى سيلا عارما من الأسئلة عن الأشياء التي أعرضها للبيع في محلي، وعن أسباب استخدامها، وكنت أجد في هذه الرغبة الملحة للمعرفة متعة حقيقية كوني أساهم في أن أنقل ثقافة بلدي إلى أشقائنا المغاربة، ومن ناحية أخرى أنظر إليها بكونها عملية تواصلية وثقافية تربط بين الشعوب التي عجزت السياسة في بلوغ غاياتها”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *