“أنت السبب ” و ” حورية ” و ” دار دي رام دام ” و ” محال تنساني ” ..
و من سينسى أيا أربعة تحف غنائية خالدة ، سافرت بكل مستمع إلى عوالم شعرية بأفق حالم ، أثثت مشهد ذكريات الأزل و رسمت البسمة في مجالس السمر ، سيظل الحنين إليها حيا و سيبقى ذاك الإيقاع المبهج حاضراً و مشرقا في ذاكرة المحبين ، بأنغامه الرشيقة المكتظة بالجمال و الشجن .
القيثارة .. بداية الحكاية
بدأت خيوط حكاية الإخوان من مدينة الشعراء وجدة ، حين أهدى الأب الراحل محمد ميكري آلة قيثارة لإبنه حسن ميكري ، بعد فوزه بالجائزة الأولى في الفنون التشكيلية على الصعيد الإفريقي ، كان ذلك في بداية سنة 1954 ، و هنا كانت البداية مع قصة عشق مع اللحن و النغم .
و في نهاية الخمسينات،تركت أسرة ميكري مدينة وجدة ، لتستقر في العاصمة الرباط ، ليشكل الإخوان حسن و محمود ميكري ثنائيا و يسجّلا سنة 1957 ” من يوم حبيتك ” مع فرقة الإذاعة الوطنية ، و كان هذا مفتتح مسارهما الفني لتكون بذلك هذه الأغنية عنوان بدء المشوار .
و في فترة الستينات ، سجل الإخوان أغاني جديدة مثل ” يا ريت ” و “ولابنا ” و “ودعته “. و “ويفيدني ايه ” ، و في سنة 1962 التحقت بالفرقة شقيقتهم جليلة ،أربع سنوات بعد ذلك، انضم للثلاثة الأخ يونس ميكري.
الأسطوانة الذهبية
توجهت مجموعة الإخوان ميكري إلى فرنسا حيت حصدت توفقاً كبيراً و حققت نجاحاً شعبياً منقطع النظير ، خصوصا بعد الجولات الفنية العربية و الأوروبية، مرورا بتوقيع عقد مع فيليبس و هي شركة إنتاج فرنسية سنة 1971 وصولا إلى تسجيل أغاني جديدة مع أوركسترا الفنان الراحل شارل أزنفور .
و في سنة 1972، حازت مجموعة الإخوان ميكري على جائزة الأسطوانة الذهبية ، و هي عبارة عن ألبوم تضمن مجموعة أغانيهم الناجحة مثل “صبار” ، ” وكلمتيني” ، “وكالوا لي نساك”، “وجداك أنا” ، “وشعلاتني نار” ، “وليلي طويل”، “ويا مراية”.
من باريس إلى هولاندا و تونس و غيرها
و تألقت مجموعة الإخوان ميكري سنة 1976 حين أحيت حفلاً فنياً بمسرح الألومبيا بباريس ، لتزداد بعد ذلك أعداد العروض و الطلبات و تحقق نجاحا مبهرا ليتوهج بعدها وميض الشهرة ، فارضة نفسها في الساحة العربية و العالمية بأغانيها القصيرة التي تجسد لونا موسيقيا متفردا ، بعذوبة الصوت و الإيقاع المبهج و اللحن العصري المتسم بالجمال المخالف للمألوف .
قامت المجموعة بجولات فنية بكل من هولندا و فرنسا، وبلجيكا، والجزائر، وتونس ، و كانت السباقة إلى تقديم “الفيديو كليب” اي الأغنية المصورة، بمساعدة الفنان والمخرج المغربي الراحل حميد بنشريف ، و لا ننس ذكر المنحة التي قدمها الملك الراحل الحسن الثاني للإخوان ميكري التي تعد مبادرة استثنائية شجعت المجموعة على مواصلة مسارها الفني الذي كان آنذاك في أوج نجاحه .
فترة الانقسام
بعد توالي نجاحات متواصلة للمجموعة ، قد افترق أعضاؤها بعد التوقف عن إصدار أغاني جديدة ، قرر الإخوة التفرغ لإهتماماتهم الخاصة ، فحينما وجه محمود ميكري اهتمامه صوب عالم الفنون التشكيلية و كتابة السيناريو ، طرق يونس باب التمثيل السينمائي والموسيقى التصويرية، أما الأخت جليلة فتمسكت بما كانت تقدمه المجموعة من أعمال غنائية لتطل بالجديد في كل وقت و حين ، و لا يخفى أن حسن ميكري ، و الذي يعتبر مؤسس المجموعة ، عاد إلى حبه للرسم والموسيقى ليؤسس بعدها المجلس الوطني للموسيقى . و منذ عام 2012 إلى الآن ، يخطو نصر ميكري و هو نجل الفنان حسن ميكري نفس نهج المجموعة، مجتهدا من موقعه في إعادة التحام الإخوة من جديد ، و هو ما سيسعى لتحقيقه .
ميكري و أزمة العقار
وحسب آخر مستجدات تخص قضية عائلة ميكري و التي ارتبطت في سياقها التاريخي بمنتصف شهر يناير من هذه السنة ، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خبر اقتحام ثلاثة أشخاص منزل هذه العائلة ، الواقع بحي الوداية بالعاصمة الرباط .
و حسب ما رواه الإخوان ميكري ، جاء على لسان ناصر ، و هو نجل الفقيد حسن ميكري ، أن هذا الاقتحام كان بحجة الإفراغ .
و بنبرة غاضبة ، استنكر ناصر ميكري فعل الاقتحام بتلك الطريقة واصفاً إياها بالمهزلة ، خصوصاً أن الأشخاص المقتحمين كان أحدهم يحمل كاميرا تصوير .
و وضح ناصر ميكري ، مرفقاً بوثائق إدارية ، أن والده المرحوم حسن ميكري كان قد اكترى المنزل سنة 1974 ، و انضم إليه أخوه محمود سنة 1980 ، لتشمل الوثيقة القانونية اسمه كمكتري إضافي ، كما أنهما قاما بعدة إصلاحات للمنزل على مراحل زمنية متفرقة ، مضيفاً بأن مالكته الأصلية قامت ببيعه دون علمهما ليبدأ مسلسل الشكايات في المحاكم .
و جدير بالذكر أنه و في فترة زمنية سابقة ، صدر قرار منع كل العقارات في منطقة الوداية ، و ليصدم محمود ميكري في وقت لاحق ، بخبر بيع المنزل لإبنة وزير سابق في 2009 ، و فاجأ هذا التناقض الواضح الإخوة لتلجأ الأطراف المشتكية للمسطرة القضائية ،و سبق أن خسرت صاحبة المنزل كل الدعاوى ، ليصدر الحكم النهاية لصالحها في هذه السنة .
و أبرز الإخوة في هذا الصدد أن منزلهم ، كان و ما يزال ، مقراً لتداريبهم على الألحان و مزاولة الآلات الموسيقية ، مضيفين أنه يعتبر إرثا فنيا و متحفا تشهد كل أركانه مراحل تاريخية مجيدة لصناعة الأغنية الميكرية الشهيرة .