تعزية ملكية في وفاة أحد أعلام الصحراء بشّر ولد حيدار

بعث الملك محمد السادس رسالة تعزية ومواساة لعائلة “حيدار” في وفاة أحد اعلام الصحراء، بشّر ولد حيدار، المنحدر من قبيلة “إزرگيين”.

وأقامت العائلة حفلا تأبينيا حضره المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير، مصطفى الكثيري، مرفوقا بالكاتب العام لولاية العيون، ابراهيم بوتوميلات، وباشا العيون، العربي المغاري، بالإضافة لشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، الذين قدموا بدورهم التعازي للعائلة في وفاة الهرم الثقافي والسياسي بشّر ولد حيدار.

 

وجاء في التعزية الملكية “فقد علمنا ببالغ التأثر بالنبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله تعالى و رضاه فقيدكم المرحوم المقاوم بشر حيدار بن أحمد أحسن الله قبوله إلى جواره مع عباده المنعم عليهم بالجنة و الرضوان”.

 

وقال الملك في برقية التعزية والمواساة “وبهذه المناسبة الأليمة نعرب لكم و لكافة أهلكم وذويكم ومن خلالكم لرعايانا الاوفياء من قبيلة ازركيين ولكافة أصدقاء الراحل المبرور ومحبيه عن أحر تعازينا و صادق مواساتنا في رحيل احد أعلام المقاومة و جيش التحرير بالاقاليم الجنوبية بالمملكة الذي كرس حياته للدفاع عن حوزة الوطن والذوذ عن وحدته الترابية في ولاء مكين للعرش العلوي المجيد وتشبث راسخ بثوابت الأمة ومقدساتها”.

وأضاف الملك “واذ نشاطركم مشاعركم مستحضرين بكل تقدير ما كان يتحلى به الفقيد المبرور من الخصال الوطني الوحدوي الغيور فضلا عن ما أسداه للثقافة الحسانية من عطاء فكري متميز لنسأله عز وجل أن يعوضكم عن فقدانه جميل الصبر و حسن العزاء وان يجزيه خير الجزاء على ما قدم من جليل الأعمال الوطنية وان يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا ويلقيه نضرة وسرورا صادقا فيه قوله عز من قائل (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

ويعد المرحوم الأب العزيز  بشّر ولد أحمد ولد حيدار المولود بمدينة الطرفاية سنة 1932 من أبرز زعماء القبائل الصحراوية وأحد أعيانها، إذ بدأ تعليمه في المحاظر ببادية طرفاية على يد مجموعة من الشيوخ منهم الفقيه قاسم السباعي والفقيه السيد محمد يحظيه بن سيدي أمحمد بن أحمد الفيلالي والفقيه محمد الأمين بن البوه اليعقوبي.

ويحتفظ المرحوم بشّر ولد حيدار بسجل علمي وأكاديمي وديني حافل، حيث إلتحق سنة 1942 بمدرسة عربية بمدينة طرفاية يشرف عليها الأستاذ محمد الغيث بن محمد سالم المجلسي.

وانضم المرحوم سنة 1957 إلى صفوف جيش التحرير بالساقية الحمراء، وبدأ ممارسة التجارة في العيون سنة 1961، قبل أن يتشغل ككاتب ضبط في المحكمة الشرعية بالعيون سنة  بدأ ممارسة التجارة في مدينة العيون 1965.

وزاول المرحوم مهنة التعليم عندما شغل منصب أستاذ في مدرسة تكوين المعلمين سنة 1967، قبل أن يتم إنتخابه سنة 1968 عضوا في الجمعية العامة للصحراء ممثلا للصحراويين ومتحدثاً بإسمهم إبان الإحتلال الإسباني.

وتعرض بشّر للإعتقال إبان الإحتلال الإسباني سنة 1970 على خلفية إنتفاضة العيون، قبل ان يتم تعيينه سنة 1971 أستاذاً لمادة اللغة العربية بمدينة العيون.

وجرى تعيين المرحوم بشّر ولد حيدار أيضا سنة 1976 باشا على مدينة طرفاية بظهير شريف، لتتم ترقيته سنة 2010 إلى منصب كاتب عام بوزارة الداخلية.

ويعد  المرحوم بشّر ولد حيدار ذاكرة حية لأهل الصحراء ويحتفظ بسجل علمي متميز، حيث ترك إرثا ثقافيا مهما من ضمنه كتابان الاول تحت مسمى “تاريخ الصحراء الغربية وقبائلها العربية” وآخر تحت عنوان “الصليب المقدس في البحر الصغير”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *