تخصيص يوم للرجل.. مناسبة لطرح “المعاناة الصامتة”

يقال إن “وراء كل رجل عظيم امرأة”، عبارات كثيرة متهالكة، يتداولها العديد منا داخل المجتمع، لكن، هل فعلا عظمة الرجل تقترن بدعم المرأة؟ وماذا عن صورة الرجل بمعزل عن المرأة وعن نظرة المجتمع له ونظرته لذاته التي لطالما أحاطتها هالة من الغموض والصمت؟ إشكالية يشرعها تزامن هذا اليوم مع احتفال العالم بـ”الرجل”.

يتميز هذا اليوم بخصائص مهمة مرتبطة بالرجل، أهمها تعزيز القدوة الإيجابية للذكور وتسليط الضوء ليس فقط على نجوم السينما ورجال الرياضة وإنما على رجال الطبقة العاملة أيضا، الذين يبذلون جهودا صادقة لتوفير حياة كريمة لعائلاتهم، ومن الخصائص أيضا، إبراز التمييز ضد الرجل في مجالات الخدمات الاجتماعية والمواقف والتوقعات الاجتماعية، بالإضافة إلى التركيز على صحة الرجل النفسية والجسدية وعافيته الاجتماعية والعاطفية.

فكرة تخصيص يوم للرجل

يعرف يوم 19 من شهر نوفمبر من كل سنة المصادف ليوم أمس، على أنه اليوم العالمي للرجل، إذ بدأت الدعوات للاحتفال بيوم الرجل منذ الستينيات حيث تم الاحتفال به لأول مرة سنة 1999، ودشن الاحتفال الدكتور جيروم تيلوكسينج، أستاذ التاريخ بجامعة جزر الهند الغربية، احتفالا بالذكرى السنوية لميلاد والده وشجع الجميع على استغلال هذا اليوم لطرح القضايا التي تهم الرجال.

وقد أتى هذا اليوم ليناقش طابوهات المجتمعات العربية المرتبطة بالرجل على وجه الخصوص، والمتمثلة في الصحة العقلية للرجال والذكورة السامة، وتعزيز صحة الرجال وتحسين العلاقات بين الجنسين.

ارحموا الرجال 

وفي ذات السياق، أوضحت إحسان بوهنيد، أخصائية نفسية مدرسية، أن “فكرة المجتمع الذكوري والعقلية الذكورية، هي فكرة نابعة من مجتمعات استطاعت أن تؤمن بالفكرة دون وعي بمخاطرها، فأول شيء يتبادر إلى ذهننا عند سماع هذا المصطلح هو أن القوة والسلطة هي بيد الرجل، ويتبادر إلى الذهن أيضا بشكل مباشر أن المرأة في وضعها هذا كائن غير فعال”، وأضافت، “هذا الطرح يأتي بالتوارث العائلي المجتمعي والقبائلي، أي هناك كفتين، الكفة الأولى فيها الرجل والثانية فيها المرأة بمعنى أنها دائما تحت قبضة الرجل، الشيء الذي ينعكس سلبا على نفسية الرجال”.

وأبرزت بوهنيد، في تصريح لـ“بلادنا24″، أنه” انطلاقا من هذه الأفكار تبدأ معالم الخوف والعقد تتجلى داخل شخصيات الرجال دون علمهم، ففكرة أن العصمة والسلطة المطلقة تكون في يد الرجل، ترسخ رسالة في ذهن الرجل مفادها، أن لديه مسؤولية تجاه المجتمع، وإن فشل فيها سيكون محط أنظار الجميع”.

وأضافت المتحدثة، أن ” الموضوع يعود إلى التربية، فكيفية تربية المجتمعات خاصة العربية والمغربية على وجه الخصوص، تتسم بإشكالات عديدة من بينها مد الرجل بمجموعة من الامتيازات لا تمتلكها الأنثى، وفي حقيقة الأمر فهذه الامتيازات تخلو من حقيقة كونه إنسانا يحق له أن يخطئ”.

العجز المكتسب 

وأوضحت الأخصائية النفسية، أن ” الذكر لا يستطيع أن يذرف الدموع، ولا يحق له الفشل، وهنا تتجه له أصابع الاتهام بشكل خطير، ما يولد لديه حالة من العجز المكتسب، هذا العجز المكتسب من الممكن أن يصيب النساء والذكور كذلك، ولكن حسب الدراسات العلمية التي اهتمت بالموضوع، فإن الذكور هم الفئة الأكثر تعرضا للعجز المكتسب مقارنة بالإناث، وذلك ارتباطا بنمط التربية”.

وأكدت المتحدثة، على أن “السؤال الأهم اليوم هو كيف يمكن أن يتحرر هذا الرجل من القيود التي وضعها المجتمع له؟ والحل السيكولوجي يتمثل في بناء الصلابة وتقبل الفشل، فسواء كنا ذكورا أو إناثا فنحن خلقنا لنكمل بعضنا البعض، وليس لندخل في صراع غير محمود”.

بلادنا24حنان الزيتوني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *