بعد ما يقارب عقدين على تفجيرات الدار البيضاء.. هل جنبتنا أحداث 2003 أن نكون ضحايا تنظيم “داعش” مغربي؟

بلادنا24 |

في 16 ماي من كل عام، تحل الذكرى السنوية لتأسيس الشرطة المغربية، وفي سنة 2003 لم يكن هناك أي اختلاف عن سابقاتها، تحضيرات للاحتفال في مختلف المناطق والولايات الأمنية بالمغرب، واتنهت الاحتفالات على خير ما يرام، في حين اهتزت مدينة الرياض قبل ذلك بأيام على وقع هجوم إرهابي استهدف مجمع سكني يقطنه أجانب، فإن أكثر الناس تشاؤما لم يكن يزعم أن المغرب سيتم استهدافه من طرف الإرهابيين، وهو ما جعل السلطات الأمنية والمخابراتية بالبلاد تستبعد أخطار الهجومات الإرهابية من حساباتها، لكن ما وقع هو هجومات إرهابية استهدفت عدة مناطق بالعاصمة الاقتصادية، كانت أبرزها فندق فرح، ومطعم إسباني.

مباشرة بعد هذه الأحداث، انطلقت التحقيقات الأمنية، من أجل الوصول للجهة التي خططت، وتم اتهام السلفية الجهادية، واعتقل أزيد من ألفين فرد من أتباعها، واستمرت معهم التحقيقات لشهور، وبعدها حكم على الكثيرين منهم بالسجن، لكن ناقوس الخطر كان قد قرع في أذان المغرب، وبما أن العملية الأولى قد تمت، فإن الحركات والجماعات الإرهابية كانت لا محالة سترغب في المزيد من العمليات، لتحويل المنطقة إلى حمام الدم، ولأن المغرب لا يلدغ مرتين، فقد فهم الرسالة جيدا.

فهم المغرب للرسالة الإرهابية، ترجمه على أرض الواقع عبر خطوات محددة، أولها كان تغيير القوانين بما يتناسب مع مواجهة الإرهاب، وثانيها كان وضع أرضية عمل تكون مشتركة بين ما هو استخباراتي والعمل الميداني للشرطة، وتوج بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية.

في الحقيقة كل هذه الأمور، لم تجنب المغرب فقط القضاء على الأخطار الإرهابية وحسب، ولكنها جعلته في منأى عن بروز جماعة إرهابية تسيطر على الساحة، ولعل المغرب كان المرشح الأبرز لظهور “داعش” لو أنه تقاعس عن محاربة الإرهاب، كون أبرز قياديي وانتحاريي “داعش” كانوا مغاربة، ويتذكر الجميع الرحيل الجماعي من الشمال وعدد من المدن المغربية نحو سوريا والعراق بعدما أعلن أبوبكر البغدادي النفير، فلو أن المغرب اكتفى بمواجهة الإرهاب داخليا، وتعامل بليونة مع المتطرفين، لكان اليوم يرزح تحت أمواج من الإرهابيين تتقاطر عليه من مختلف الدول، لكن الحرب على الإرهاب التي تجند لها المغرب دون أن يعلنها شفاهيا كما فعل جورج بوش الابن، جعلته يصل إلى مستوى يستطيع فيه ليس إنقاذ البلاد فقط من خطر الإرهاب، ولكن إنقاذ العديد من دول العالم من تحولها إلى بركة من الدماء.

ما وصل إليه المغرب، منع الحركات الإرهابية من التفكير في تأسيس جماعات متطرفة لأن مصيرها سيكون التفكيك بسرعة قبل حتى أن تعلن عن نفسها، وباستثناء عملية الذبح التي طالت سائحتين دانماركيتين، فقد أفلتنا كثيرا من قبضة أمراء الدم الذين لم يعد لهم وجود في المغرب.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *