بعد التقارب المغربي الإسباني.. التبون يستنجد برئيس الوزراء الإيطالي للتغطية عن الفشل الديبلوماسي للجزائر

لم يعد يخفى على أحد المنطق الذي أصبحت تتعامل به الجارة الشرقية الجزائر في سياستها الخارجية، إذ أن الرئيس الجزائري عبد المجيد التبون يحاول بشتى الوسائل والإمكانيات أن يؤكد للعالم وللمغرب خاصة أن “دولته الضاربة” قوة إقليمية تؤثر في أفريقيا، كما أن تأثيرها يصل إلى أوروبا وأمريكا والصين وروسيا.

في الحقيقة ليس هناك أي منطق في سياستها الخارجية، فكل هم التبون وحاشيته، هو أن يستمر في سياسة تنويم الشعب من خلال صناعة تأثير وهمي في القارة. ومن أجل ذلك فالحكام بالجزائر يُدركون جيدا أن ثروة الغاز الذي يعومون فوقه، هو سلاحهم الوحيد لكسب ود بعض الدول الأوروبية. وهو ما بدا جليا في الأزمة الأخيرة بين المغرب وإسبانيا، إذ حاولت الجزائر إيهام إسبانيا بأنها قادرة على الالتزام بوعودها في إمداد السوق الإسبانية بالغاز من خلال الأنبوب المباشر الذي يربطها بإسبانيا، بعدما قررت التخلي عن الأنبوب المغاربي الذي يمر من المغرب، إلا أن في آخر المطاف اكتشفت إسبانيا أن الجزائر كانت تلعب أوراقها بشكل عبثي ولا ترقى لأن تكون شريكا موثوقا، قبل أن تقرر مراجعة أوراقها ثم العودة إلى الرشد من خلال مصالحة تاريخية مع المغرب والأكيد أنه الفائز الحقيقي في هذه المعركة التي خيبت آمال قصر المرادية.

“ليس لدي أي شيء آخر لأقوله. في الواقع، وجهات نظرنا متقاربة لدرجة أن الوزيرة أرانتشا يمكنها التحدث ليس فقط باسمي، ولكن باسم الجزائر”، بهذه العبارة يجيب وزير الخارجية الجزائرية الأسبق، صبري بوقادوم حينما طلب منه إلقاء كلمة عقب الندوة الصحفية التي جمعته بنظيرته الإسبانية، لأرانتشا غونزاليس لايا التي قدمت إستقالتها بسبب الأزمة مع المغرب.

في حقيقة الأمر، الوزير الجزائري كان صادقا في جوابه، “ليس لديه أي شيئ يقوله”، وهذا هو المنطق الذي تنتهجه الجزائر ليس لديهم أي شيء يقولونه فيما يخص علاقاتهم الخارجية، إنه باع نفسه وشعبه لدولة كان في الماضي القريب يحكمها المغاربة، فهنا يظهر الفرق بين “القوة الضاربة” والدولة الحقيقية التي تعي تمام الوعي بأن العلاقات الخارجية تبنى على الثقة أولا قبل المصلحة، فالمغرب ضحى بمصلحته المادية من أجل سمعة البلد وعزة النفس، ليظل رأس المغربي مرفوعا في وجه أعداء الأمس واليوم والغد.

منسابة العودة إلى تصريح الوزير الجزائري الأسبق، هو سياق التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة بعد الزيارة التاريخية لرئيس الحكومة الإسبانية للمغرب واعترافه غير المباشر بالخطأ الجسيم الذي ارتكبته الدولة الإسبانية باستقبال “بن بطوش” ومحاولة بناء علاقات مع دولة غير موثوقة. هذه الزيارة وموقف إسبانيا من ملف الصحراء، أغضبا الجزائر خاصة وأن المغرب هو المستفيد الأكبر في هذا الصراع الذي امتد لحوالي عامين، حيث حاول فيه المغرب حل المشاكل بشتى الجهود الديبلوماسية تحت الإشراف المباشر للملك محمد السادس، بعيدا عن منطق الإزدواجية في المواقف، إما أن تكون معنا أو لا تكون.

هذه الزيارة التي تضررت بها الجزائر بشكل مباشر على اعتبار أن الجزائر كانت السبب المباشر في هذه الأزمة بين المغرب وإسبانيا، سارعت بشكل مفضوح لدعوة رئيس الوزراء الإيطالي لتغطية فشلها الدريع في هذا الملف الذي أنهك خزينتها قبل أن تتلقى الضربة القاضية بعد عودة العلاقات بين البلدين وانتزاع المغرب لموقف إسباني تاريخي بخصوص ملف الصحراء المغربية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *