بعبارات دامعة.. صحفيون مغاربة ينعون شهيدة الكلمة الحرة شيرين أبو عاقلة

بلادنا24 – مريم الأحمد |

اهتزت المنابر الاعلامية العربية والدولية، لخبر استشهاد مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وهي تقوم بواجبها الإعلامي في مدينة جنين، نقلا لما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية من إرهاب الدولة تجاه الشعب الفسلطيني.

القتل أو الاغتيال كأنه قدر الإعلامي الباحث عن الحقيقة بين أدغال العنف والمأساة في أرض فلسطين، وهي شهيدة الإعلام الفلسطيني والعربي بحكم الجنسية والانتماء.

ويتميز المغاربة بارتباطهم الوثيق بفلسطين وبالقدس وبالأقصى، ولعل بابهم الموجود في مدينة القدس يحكي هذا التناغم بين فلسطين وبين المملكة المغربية. ولا غرابة في ذلك، ففلسطين جذر متأصل من المحبة والالتزام بقضاياها ومعاناتها في ظل الاحتلال.

واليوم تقدم شيرين أبو عاقلة شهادة حية على ما لفلسطين من حب واعتزاز بالأرض المقدسة، وهذا ما فجر الغضب والحزن على فقيدة الكلمة الحرة لدى المغاربة عموما، ولدى الإعلاميين خاصة في ربوع المملكة.

ومنذ سماع نبأ استشهادها، كانت أصوات الإدانة والتعاطف تملأ الفضاء الإعلامي المغربي عبر المواقع والمنابر، لما تمثله من حضور متميز والتزام بقضية فلسطين، فكان هذا التجاوب بين استشهادها وتعاطف المغاربة، عليه انعكاس لتلاحم الجسم الإعلامي في المغرب مع الجسم الإعلامي في فلسطين، عنوانه في هذه اللحظة وحدة الإعلام مشرقا ومغربا لمواصلة النضال بالكلمة الملتزمة بقضايا شعوبها العادلة.

 

بوخصاص : جريمة تنضاف إلى سلسلة جرائم الكيان المغتصب

 

Mohamed karim boukhsass 1وفي هذا الصدد، صرح الصحفي بجريدة “الأيام”، محمد كريم بوخصاص لـ”بلادنا 24” قائلا: “ما حصل كان صادما وحزينا بالنسبة لكل صحفيي وأحرار العالم، وهي جريمة تنضاف إلى سلسلة الجرائم المرتكبة من قبل الكيان الغاصب منذ عقود في حق الأطفال والشيوخ وأيضا في حق الصحفيين”.

 

وأضاف بوخصاص: “نحن أمام جريمة مقصودة وعن سبق الإصرار والترصد، لأن الصحفية شيرين كانت ترتدي سترة الصحافة، وأيضا كانت تتوفر على كل ما يدل على كونها تقوم بعملها الصحفي، لكن جرى استهدافها بشكل مباشر”.

وأكد المتحدث على ضرورة ملاحقة المجرمين ممن أعطوا الأوامر لاستهدافها، وأيضا للذين يغطون على جرائم هذا الكيان الغاصب، مقدما تعازيه الحارة لعائلتها الصغيرة ولعائلتها الصحفية الكبيرة.

وزاد قائلا: “ستبقى شيرين أيقونة للصحافة القريبة من الإنسان ومعاناته، وقد تابعها جيلين على الأقل عبر قناة الجزيرة بحضورها القوي وصوتها الحر في نقل معاناة شعبها تحت وطأة الاحتلال الغاصب”.

 

ليلى العابدي العلوي : ما حصل إجرام دولة

 

laila alaoui 1وصرحت الصحفية ليلى العابدي العلوي في حديثها مع “بلادنا24 “بقولها: “ما حصل إجرام دولة، ودائما ما تحاول أن تحسن من وجهها البشع، إن كان عبر عقد علاقات فيما سمي بالتسابق نحو التطبيع، أو ثقافية عبر الحضور في محاضرات أو مؤتمرات، لكن الكيان الغاصب دائما ما يفشل في أن يحسن من صورته أمام العالم”.

وأردفت المتحدثة بالقول: “جريمة اليوم هي جريمة دولة، آلمتنا وفاجأتنا كذلك، ولا يستحضرني في هذه اللحظة الأليمة إلا أن ندعو لها بالرحمة والمغفرة، كما أنها أدت مهمتها كما يجب على مدار ربع قرن من الزمن كانت تطل عبر شاشة الجزيرة وتعبر عن جل هموم، وجمال فلسطين”.

واستطردت بعض المشاهد لشهيدة الكلمة الحرة قائلة: “حدثتنا عن الاجتياحات والحرب وعن السلام، والجمال، والعادات وكذا آمال أمهات الشهداء، وكانت صوتا حرا حملت هم قضيتها وهي كما قالت “ربما لا نستطيع أن نغير العالم لكن ربما نستطيع أن نوصل صوت الإنسان، وهي مهمتنا نحن الصحفيون بأن نوصل الصوت، والوعي، وليس هناك وعي أكبر من الوعي بالقضايا الإنسانية”.

متمنية في ختام تصريحها “أن يكون اغتيالها رسالة لمن يتقاسمون معنا هذه المهنة، مفادها أن هذه المهنة النبيلة لها دور كبير جدا في كل القضايا، وهي تهاجم من كل له وجه بشع على هذه الكرة الأرضية. لكن مازال هناك أمل أكيد، وهو ما أبانه حجم التعاطي والتعاطف مع استشهاد شيرين الدال على أن الخير مازال موجودا، وأن من يحملون اسم صحفي عن جدارة واستحقاق، ونتمنى لها جنات الخلود ولأهلها الصبر والسلوان”.

أحمد مدياني : إسرائيل تؤكد مرة أخرى أنها لا تحترم حرية الصحافة

 

mediany 1وفي السياق ذاته، قدم الصحفي بمؤسسة “تيل كيل”، أحمد مدياني، في تصريح لـ”بلادنا24“، “التعازي الحارة للأسرة الإعلامية في جميع دول العالم، على اعتبار أنها عملية اغتيال خاصة، وأن الزميلة الصحفية لحظة إصابتها في الرأس من طرف القناصة كانت ترتدي السترة الواقية من الرصاص، وتحمل كل العلامات التي تشير على أنها متواجدة في عين المكان من أجل أداء مهمة من المفروض أن تحميها من أي أذى”.

الاغتيال يؤكد مرة أخرى ما سجلناه من استغراب، يضيف المتحدث من بعض المنظمات الدولية التي تقوم بتصنيف ممارسة حرية الصحافة في العالم، ومن ضمنها الممارسات التي تتم فوق أراضي الاحتلال”، مردفا “وإذا نظرنا مؤخرا إلى تقرير منظمة مراسلون بلا حدود التي وضعت إسرائيل كدولة في الرتبة 86 عالميا فيما يتعلق باحترام حرية الصحافة، تجدها تسبق مجموعة من الدول التي لا يتقل الصحفيون فوق أراضيها ولا ينكل بهم”.

وواصل حديثه، “اغتيال الصحفية ليست الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة إذا استمرت الأمور على نفس المنوال. وكان هناك تطبيع مع استهداف الصحفيين والصحفيات في مناطق النزاع”.

وأردف مدياني قائلا: “الأكيد أنه أي مغربي كبر على صحفيين مثل شيرين أبو عاقلة والتي اعتدنا أن تنقل لنا تقارير من القدس وجنين وغزة ورام الله ونابلس ومن مجموعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة”، يرى أنه ما جرى اغتيال للتاريخ واغتيال لذاكرة جماعية وصوت جماعي ولانسانة قدمت سنوات من التضحيات.

وفي ختام حديثه، أشار المتحدث إلى أن الصحفية الفلسطينية “كان يمكن أن تخرج من فلسطين في أي وقت وتشتغل في مناطق أخرى، لكنها منذ متابعتنا لها واسمها مرتبط بالقضية الفلسطينية وبمعاناة فلسطين، وكل ما هو مرتبط بنضالهم ضد استمرار الاحتلال”.

رضوان الرمضاني : المجرم لا ينبغي أن يُفلِت من العقاب

 

Ridouane ramdani 1

ومن جانبه، عبر الإعلامي رضوان الرمضاني في حديثه مع “بلادنا24″، بعبارات تختصر الحزن الذي ألم به قائلا: “لا يمكن لبشر، كيفما كان دينه وكيفما كان انتماؤه، وكيفما كانت جنسيته، إلا أن يحزن لمصير الصحافية الفلسطينية”، مضيفا: “اغتيالها، رحمها الله، جريمة، والمجرم لا ينبغي أن يُفلِت من العقاب”.

وتجدر الإشارة، إلى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أدانت في بلاغ لها، صدر أمس الأربعاء، عقب انتشار نبأ استشهاد شيرين أبو عاقلة، معتبرة أن الجريمة القذرة تبين لما لا يدع مجالا للشك أن الأمر متعلق باستهداف مبيت، خصوصا وأن ساحة الجريمة لم تكن تشهد لحظتها أي اشتباكات، وإنما يسجل تواجدا لصحافيات وصحفيين بخوذاتهم وصدرياتهم الواقية المتضمنة لشارة الصحافة.

 

وذكرت في البلاغ، أن جرائم استهداف الجسم الصحفي من قبل الاحتلال الاسرائيلي قد تواترت، إذ جرى رصد أزيد من 50 جريمة اغتيال منذ سنة 2000، مما يبين وجود خلفيات واضحة تستهد منع الصحفيين من تغطية تجاوزات الجيش الاسرائيلي، وتتجلى في القضاء على شهود الإثبات في الجرائم الإرهابية.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *