“بدعة المصدر المأذون”.. هل يغيب التواصل عن وزارة الخارجية؟

في تفاعلها مع الخرجة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، والتي أعلنت فيها برمجة زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، ردت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على خرجة كولونا، عبر وكالة المغرب العربي للأنباء، تحت مسمى “مصدر حكومي رسمي”.

وجاء في رد المصدر الحكومي الرسمي، أن “زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للمغرب، ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة”.

وليست هذه المرة الأولى التي تخرج فيها وزارة الخارجية بتصريحات منسوبة إلى مصدر مأذون أو حكومي، فخلال واقعة اجتماع “البريكس”، أفاد مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في تصريح، بأن “التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المرتقب في جنوب افريقيا أو المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية”.

وفي تصريح سابق أيضا، كانت وزارة الخارجية قد تواصلت هذه المرة تحت مسمى “مصدر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج”، إذ تطرق التصريح لموقف المغرب من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في ماي الماضي.

ويرى العديد من المراقبين والمختصين في مجال التواصل والإعلام، أنه في ظل المتغيرات على المستوى الدولي، وتوالي الأخبار المضللة والإشاعات، فمن الضروري أن تمتلك وزارة الخارجية استراتيجية تواصلية، للتصدي للأخبار المختلفة والتفاعل معها.

وفي تدوينة له على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قال الصحفي والمختص في الإعلام، يونس مسكين، إن “المصدر الرسمي الذي تحدث لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهو بالمقياس المهني، يظل مصدرا غير موثوق، ويضعف مصداقية القصاصة، بل إن بعض المدارس الصحافية تجعله (كونه مجهول الهوية) من مبطلات صحة الخبر، (هذا المصدر الرسمي) وبما أنه بادر للاتصال بالوكالة (لا أظنها تختلق التصريح) فهذا يعني أنه راجع تصريح الوزيرة الفرنسية وقلبه جيدا وقرأ بين سطوره، وبالتالي فإن المنطق يجعله مؤكدا للمعلومة التي سكت عنها (دعوة ماكرون لزيارة المغرب)”.

وأضاف مسكين في تدوينته، “لا يمكنني أن أعتبر المصدر ضعيفا ثم أخلص إلى استنتاج قوي، أي أنني لا أقصد هنا أن ماكرون تلقى بالفعل دعوة رسمية لزيارة المغرب، بل أقصد فقط التنبيه إلى مخاطر وثغرات هذا الأسلوب العتيق في التواصل”.

وشدد المتحدث، على أن “عصر التغريدات الفورية والتفاعل الدائم وأنهار المعطيات المتدفقة باستمرار، لا يحتمل هذه الأساليب المتجاوزة، مسؤول متمكن أو سياسي حذق ينبغي أن يخرج بوجه مكشوف لإخبار المغاربة أولا، والتعليق على الموضوعات التي تشغلهم، ومن ثم يخاطب العالم أيضا بطريقة الدول الواثقة والراسخة”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *