باحث مغربي: الاستعمار الفرنسي كان استغلاليا.. ومقاومته أدت إلى بروز وعي مجتمعي (حوار)

تحل اليوم الذكرى 67 لعيد الاستقلال، وهي مناسبة تعود بنا إلى فترة مفصلية من تاريخ المغرب، تميزت بفترات عصيبة، وبلحظات مقاومة اتجاه المستعمر، كما أحدثت هذه الفترة مجموعة من التحولات المجتمعية في مختلف مراحلها.

وفي هذا الصدد حاورت “بلادنا24 الباحث في مجال التاريخ بجامعة ابن زهر بأكادير  محمد ترجلبت.

بداية أستاذ محمد، لاشك أن الاستعمار خلف مجموعة من التحولات، مست ماهو اجتماعي بالأساس، أين تتجلى أبرز هذه التحولات في نظركم ؟

في البداية وجب علينا  أن ندرك أن الاستعمار الفرنسي نهج استعمارا يروم الاستغلال، وهذا الاستغلال اتخذ مجموعة من الأشكال والمستويات، وبإمكاننا الحديث هنا عن الاستغلال على المستوى الفلاحي مثلا عبر فرض الضرائب على الفلاحين، إضافة إلى العمل الإجباري على مستوى ضيعات المعمرين، وتضرر الحرف التقليدية جراء المنافسة.

وبطبيعة الحال فإن أشكال الاستغلال هذه سيكون لها أثر وستؤدي إلى تحولات على مستوى المجتمع، بدءً بتفشي أشكال البطالة، والهجرة من القرى نحو المدن، الشيء الذي سيسرع بظهور فئة جديدة وهي فئة العمال، والتي عاشت أوضاعا هشة في تلك الحقبة.

هل تعتقدون أن مختلف التحولات التي ذكرتموها ساهمت في بروز وصعود مايسمى بالحركة الوطنية؟

بطبيعة الحال، فمع إصدار مايسمى بالظهير البربري، والذي يعد ظهيرا مس بالتركيبة الاجتماعية للمغاربة، ظهرت الحركة الوطنية، والتي نهجت مجموعة من الوسائل التي تهدف إلى التوعية داخل أوساط المجتمع المغربي، عبر الأنشطة والكتابات عبر الصحف، وصولا إلى تقديم وثيقة الاستقلال، وأبانت هذه الفترة عن بروز نوع من الوعي داخل المجتمع المغربي.

 

في النقطة المتعلقة بالوعي لدى المجتمع، هل أدى في نظركم بروز الحركة الوطنية ومختلف النضالات ضد  المستعمر، إلى ظهور تحولات جديدة مختلفة عن التغيرات التي أحدثها الاستعمار؟

صحيح أن المجتمع المغربي عرف نموا ووعيا سياسيا مرتبطا بمرحلة ظهور الحركة الوطنية، وهنا وجب العودة إلى مفهوم الحركة الوطنية لفهم هذه التحولات.
فالحركة الوطنية كان لها أبعاد سياسية واجتماعية، وطالبت بإصلاحات عديدة في البداية وناضلت ضد المستعمر فيما بعد، كل هذا أدى إلى إذكاء نوع من الوعي داخل أوساط عموم فئات الشعب المغربي.

بلادنا24ياسر مكوار

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *