النساء في رمضان.. بين ظروف العمل وواجبات المنزل

ارتبط شهر رمضان عند العديد من الناس، بطاولة الإفطار الشهية، والمتنوعة ألوانها، بين الكثير من الأطباق التي تستلزم وقتا وجهدا كبيرين في إعدادها. وبينما تمتلئ ساعات الصائمين بالذكر والعبادة، تسرق “الحريرة” و”البريوات” و”المسمن” نهار وليل النسوة اللواتي ينفقن معظم وقتهنّ وعرق جبينهن في إعداد طاولة الإفطار.

وبالإضافة إلى تأثير ما سبق على صحة النساء، النفسية والجسدية، يأتي رمضان هاته السنة في سياق اقتصادي صعب، بصم الأسى في قلب الشارع المغربي، خصوصا لدى النساء ذوات المستوى المعيشي الهش، حيث يصعب عليهن تلبية حاجياتهن الغذائية الأساسية، والحصول على الطعام الكاف الذي يساعدهن على تحمل صيامهن إلى جانب شركائهن الرجال.

المرأة العاملة.. بين مهامها والعمل في رمضان

يزداد الأمر جسامة إذا كانت المرأة عاملة، حيث تنقسم مسؤولياتها في شهر رمضان، بين شغلها اليومي، ومهامها في متابعة شؤون البيت، من طبخ، وتنظيف، وتدريس الأطفال، وإعداد المائدة الرمضانية، إفطارا وسحورا، الشيء الذي يزيد من عمق معاناتهن.

من جهة أخرى، تصرح بعض النساء، أن لهذا التعب نكهة خاصة، خصوصا في “الشهر الفضيل”، إلا أن المزعج في الأمر بالنسبة لهن، هو عدم مشاركة أزواجهن أو إخوانهن في المساعدة وتقاسم المهام اليومية، الشيء الذي يضطر بعضهن للتنازل عن وقت العبادة لمصلحة إعداد الطعام للأسرة، موضحين أن تحضير الطعام وتجهيز الموائد التي ترضي كل الأذواق، يجعل الوقت ضيقا.

انعدام ثقافة الاعتراف والشكر

من جهتها، قالت الفاعلة الحقوقية، نعيمة وهلي، إن “المغربيات يتعرضن لضغوطات اجتماعية كبيرة، وتحديات تفوق المستطاع، حيث يتوقع منهن تحضير الإفطار والسحور، ورعاية الأطفال، مع الاعتناء بالأسرة، وتلبية حاجياتها، باعتبارها المسؤولة الأولى عن المنزل”.

وأَضافت المتحدثة، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “المجهود المبذول من طرف المرأة، يعتبر عاديا بالنسبة للرجل، ولا يدعي أي مقابل لا معنوي ولا مادي، لأننا وللأسف في مجتمعنا لا توجد ثقافة الاعتراف بما تقوم به المرأة”.

وأردفت وهلي، أن “تجارب النساء تختلف في شهر رمضان المبارك من منطقة إلى أخرى في المغرب، لأن كل منطقة تخضع لقواعدها وتقاليدها الرمضانية، ولكن الأمر الذي تتشابه فيه تلك التجارب، هو تحمل الصيام والتعب الأعمال داخل وخارج المنزل”.

وفي النهاية، أكدت الفاعلة الحقوقية، على ضرورة أن “يتحلى المجتمع المغربي بالتسامح، ومحاولة تفهم النساء خلال شهر رمضان، لأنهن تبذلن عناء كبيرا ومضاعفا لتحقيق طلبات الأسرة، وإرضاء أنفسهن وإرضاء المجتمع، وهذا يظهر قوة عزيمتهن وإرادتهن العالية. كما أنه لا داعي للخجل من كلمة شكر وامتنان والتعبير عن الجميل لهذه المرأة فهي لا تتطلب منك مجهودا”، تضيفة قائلة.

نهال دكاك

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *