القصة الكاملة لسقوط شبان مغاربة ضحايا رصاص “عسكر الجزائر” في السعيدية

أقدمت عناصر خفر السواحل الجزائرية، الثلاثاء الماضي، على إطلاق الرصاص الحي على 5 شبان مغاربة يقيمون بالديار الفرنسية، دخلوا المياه الإقليمية الجزائرية عن طريق الخطأ، ضنا منهم أنهم يتواجدون في عرض مياه بحر مدينة السعيدية، المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية، وهو ما أسفر عن  مقتل شابين، أحدهما تم تشييع جثمانه، بينما الضحية الثاني يتواجد بالأراضي الجزائرية، رفقة شاب آخر تم إيداعه السجن، فيما نجا من الحادث “المأساوي” شابين آخرين.

رحلة الموت

ويحكي محمد قيسي، أحد الناجين من الحادثة، أنهم كانوا 5 أشخاص لما ركبوا  4 درجات “جيت سكي”، واتجهوا في رحلة مائية صوب جماعة رأس الماء، التي تتواجد بها الجزر الجعفرية المحتلة من قبل إسبانيا، حيث التقطوا الصور، وبعدها شقوا البحر في اتجاه شاطئ “سيدي البشير” لتناول الأسماك.

ويقول قيسي، إنه “أثناء عودتنا إلى الميناء الترفيهي (مارينا) السعيدية، تهنا في عرض البحر بفعل تقلب أحوال الطقس ونفاذ مخزون وقود دراجتي جيت سكي، كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، الأمر الذي جعلنا نتيه في عرض البحر وندخل المياه الجزائرية، لنتفاجئ بقارب مطاطي أسود اللون، وهو يعمد على صطدم دراجتين مائيتين”.

ويستحضر، شقيق ضحية “عسكر الجزائر”، المشهد الذي وقع أمام عينيه، مردفا: “كنت بعيدا منهم بعض الشيء، إذ صدحت بأعلى صوتي وأنا أنادي على شقيقي بلال، الذي كان يتحدث إلى عناصر خفر السواحل الجزائرية، قبل أن يلوح لي بيده كوننا أضعنا الطريق”.

ويسترسل محمد في الحكي، وهو يقول: “بينما نحن نحاول العودة إلى ميناء السعيدية، فإذا بي أسمع صوت الرصاص، وأرى صديقي وهو يتم جلبه من قبل عناصر خفر السواحل الجزائرية إلى قاربهم، بينما الرصاص الحي يخترق صدر شقيقي وشاب آخر”.

سقوط الضحايا

وأبرز المتحدث، وهو يحكي عن الحادثة المأساوية، “كنت بعيدا منهم بعض الأمتار، وبينما أنا جالس على جيت سكي الذي نفذ منه الوقود، شرعت في المناداة بأعلى صوتي، “بلال.. عبد العالي..”، ليردا علي واحد تلوى الآخر بصوت خافت جدا “وي”، أي نعم.. ليسقطا في مياه البحر جثتين هامدتين”.

ويضيف: “كان المشهد مخيفا، وهو ما جعلني أقفز في مياه البحر وأحاول السباحة بيد واحدة وأجر باليد الأخرى دراجة “جيت سكي”، أملا في إلى شاطئ السعيدية، هروبا من “عسكر الجزائر”، مستطردا: “سمعت صوت محرك قارب، فانتابني خوف شديد ظنا مني بأنه زورق الحرس الجزائري، قبل أن أتأكد أنه يعود للبحرية الملكية المغربية، وهو ما جعلني أتنفس الصعداء وأطلب النجدة”.

وتابع محمد قيسي، وهو يقول: “استفسرني عناصر البحرية الملكية عن مكان تواجد الدراجات المائية المفقودة، فنعت لهم المكان بيدي.. وطلبت منهم نقلي معهم، ليطلبوا مني الانتظار على دراجة “جيت سكي”، ليعودوا مصحوبين بالدرجات المائية التي تم ربطها بالقارب، قبل أن يقوموا بإصعادي معهم”.

ظهور الجثث

وكشف الشاهد، أن جثة شقيقه بلال، ألقت بها الأمواج في شاطئ السعيدية، إذ عثر عليها من قبل أحد الصيادين، فيما الجثة الثانية قذفتها أمواج البحر إلى شاطئ بورساي في الجزائر، مشيرا أن عائلة الهالك تنتظر نقل جثة ابنهم إلى التراب المغربي لدفنها.

هذا الحادث المروع، جعل محمد قيسي يتساءل: “معارفناش علاش تيراو فينا، الجزايريا خاوتنا، وحنا مهاجرين كنكونو ففرنسا، ووقفنا عندهم مهربناش، وعلاش تيراو علينا؟”. ظلت هذه الأسئلة خالدة بذهنه، وهو يبحث لها عن إجابات من قبل عناصر خفر السواحل الجزائرية، للكشف عن دوافع ارتكابها لـ”مجزرة” في حق شباب عزل.

وقال محمد، إن شقيقه البالغ من العمر 29 عاما، خلف وراءه طفلتين، تتراوح أعمارهما بين 2 و4 سنوات، فيما الضحية الآخر خلف وراءه طفل عمره 5 سنوات. لينهي حديثه متسائلا: “معرفناش علاش تيراو فينا”.

تشييع جثة

وشيع العشرات من المواطنين، عصر أمس الخميس، جثمان الشاب “ب.ق”، ضحية “عسكر الجزائر”، في مقبرة سيدي حازم الواقعة بجماعة بني درار، بعمالة وجدة أنجاد، في موكب جنائزي مهيب، حضره عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومعرف الفقيد وأصدقائه.

وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد مولاي رشيد، حيث أقيمت صلاة الجنازة، فيما أظهر المشاركون في تشييع الجثة، هتافات غاضبة تدعو إلى محاسبة المتورطين، واصفين عملية القتل بـ”الفعل الشنيع”، و”الجريمة المكتملة الأركان”.

وأعلن مسؤول قضائي مغربي في تصريح لوكالة الأنباء الاسبانية “إيفي”، أنه تم فتح تحقيق في قضية مقتل شاب مغربي مقيم بالديار الفرنسية، وأن حادث إطلاق النار شمل خمسة مواطنين مغاربة مقيمين بفرنسا، كانوا يبحرون على دراجات مائية قرب السعيدية، وعلى الحدود مع الجزائر.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *