“الفالنتاين”.. فرصة تجارية أم تجسيد للحب

في كل عام، يحتفل العشاق والأصدقاء وأفراد الأسرة بعيد الحب في 14 فبراير في جميع أنحاء العالم، وترتدي متاجر البقالة ومراكز التسوق في جميع أنحاء العالم ألوان المهرجان، وتنشر الورود الحمراء وصناديق الشوكولاتة على شكل قلب ودمى الدببة.

كما تزين الفنادق والمطاعم والمنتجعات مساحاتها بالزهور والأشرطة الحمراء، وتقدم المحلات صفقات عيد الحب الخاصة لتسهيل الرومانسية والحميمية.

وعلى الرغم من كونه بلدا مسلما، إلا أن الكثير من المغاربة يشاركون في الاحتفال بالمهرجان الذي تعود جذوره إلى روما القديمة، قبل كل شيء، للتذكير بأهمية الحب في حياة الناس.. لأن الحب يعني شيئا لهم.

عيد الحب فكرة تجارية

الكثير من المغاربة لديهم ما يقولونه بخصوص عيد الحب، ولا سيما المثقفون منهم. فبينما يؤمن البعض بفاعلية هذا الاحتفال في أنه يوحد الناس وينشر الحب بينهم، يستخف آخرون بالفكرة، معتقدين أن يوم الاحتفال لا يضيف شيئا لرومانسية الناس وحياتهم.

من جهته، قال محمد اشتاتو، أستاد جامعي متخصص في علم الأنثروبولوجيا، في تصريح لـ”بلادنا24“، إنه “في الحقيقة لا نحتاج يوما للحب في مجتمعنا، فالحب موروث ثقافي عند المغاربة منذ القدم وقصائد الملحون وغيرها من الفنون القديمة، أكبر أوجه الحب المتعددة في المجتمع بين الأزواج والأسرة والأصدقاء، وبين المغربي ووطنه”.

وشدد المتحدث، على أن “حقيقة فكرة عيد الفالانتاين هي فكرة تجارية محضة، كما هو الأمر للكريسماس وغيرها من المناسبات الغربية، وأنا ضد أن يصبح الحب مسألة تجارية، فشراء الورود والشوكولا والتعبير عنه يجب أن يكون في كل الفصول، هذا هو الحب الحقيقي، أما الحب التجاري أنك تهدي بعض الأشياء في يوم لشخص ما، وتكن له العداء باقي أيام السنة مرفوض، ولا أظن أنها فكرة إيجابية، الحب شعور ويعبر عنه بعدة طرق بغض النظر عن الورود والشوكولا”.

عيد الحب فرصة للاقتصاد الوطني

في المقابل، يقول المحلل الاقتصادي، محمد جدري، في تصريح لـ”بلادنا24“، إن “الاقتصاد الوطني يستفيد بطريقة إيجابية من مناسبات عديدة مثلا مونديال قطر وكذلك احتفال رأس السنة، بالإضافة لعيد الحب الذي يشكل فرصة بالنسبة للشباب المغاربة والمتزوجين والغير المتزوجين، للرفع من الطلب على مجموعة من المنتجات مثل العطور الشوكولاتة الورود وغيرها من المنتجات، وبالتالي، فهذا الأمر من شأنه رفع الاستهلاك، وسيرجع بالفائدة على أصحاب هذه القطاعات، ويساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني”.

وبغض النظر عن المواقف التي تمسك بها تجاه عيد الحب، وبغض النظر عما إذا كان يوم واحد سيكفي لقول ما لم يتم قوله والشعور بعدم الأمان فيما يتعلق بالحب، فإن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه جميع البشر بالإجماع، هو أن الحب معجزة ضرورية، لتوحيد أرواح الشركاء، كما أنه شعور إنساني عالمي حتمي.

وجدير بالقول، إنه لم يولد أحد ليقاوم أو “يرتد” عن قوة هذا الشعور. فالحب لا مفر منه. لطالما كان الشعور به والترابط مع عشاقنا هو سعينا، سواء كنا على دراية بذلك أم لا. والحب قبل كل شيء فضيلة، إنه شغف بشري. لذا، دعونا نتمنى لبعضنا البعض عيد حب سعيد.

بلادنا24 ـ نجوى رضواني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *