بلادنا 24 : كمال لمريني
تحول شاطئ مدينة السعيدية خلال شهر رمضان، إلى وجهة مفضلة لدى العديد من الأسر بجهة الشرق، والتي أصبح يستهويها الإفطار على جنبات شاطئ الجوهرة الزرقاء، في عادة يحرصون عليها كل سنة، وهو ما شجع المقاهي والمطاعم المنتشرة على طول كورنيش السعيدية، على إعداد وجبات الإفطار وفتح بابها في وجه الزبناء.
وحُرمت ساكنة جهة الشرق خلال العامين الماضيين من الإفطار على جنبات البحر، بفعل الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات إزاء تفشي جائحة “كورونا”، غير أنه خلال شهر رمضان لهذه السنة، أصبح بإمكانهم قضاء أوقات مريحة على الشواطئ بعد تراجع عدد الإصابات.
بشاطئ مدينة السعيدية، تنتشر مقاعد و كراس بلاستيكية، يجتمع حولها أطفال ونساء وشباب، ينتظرون وقت آذان صلاة المغرب لتناول وجبة الإفطار، بينما آخرون يمارسون رياضة الجري ولعب كرة القدم، في حين و على طول كورنيش المدينة ينكب المشتغلون في المقاهي والمطاعم على إعداد وجبات الإفطار.
على جنبات الشاطئ، يجلس محمد رفقة زوجته وأطفاله الصغار، حول مائدة إفطار مزينة بمختلف أنواع المأكولات الشهية، ويقول في حديثه لـ “بلادنا 24″، “قدمت من مدينة وجدة إلى السعيدية من أجل تناول وجبة الإفطار رفقة زوجتي وأبنائي، في عطلة نهاية الأسبوع، حيث أستغل هذه الفرصة في الخروج والتنزه”.
ويحكي محمد أنه دأب كل عام على الإفطار رفقة زوجته بشاطئ السعيدية، مستغلا الهدوء الذي ينعم به المكان، لافتا إلى أنه يحفزه على ممارسة الرياضة واللعب مع الأطفال”.
ويضيف، قائلاً: “الإفطار على الشاطئ لا يختلف عن الإفطار في البيت، حيث أطباق رمضان كلها حاضرة من حريرة وتمور وحلويات مختلفة وسمك، الفرق الوحيد هو كسر الروتين اليومي.
وليس محمد الوحيد الذي يقصد شاطئ السعيدية للإفطار، بل العديد من الأسر والعائلات والأفراد، يقصدونه سويعات قبل موعد الإفطار وهم يحملون ما أعدوه من أطباق تقليدية متنوعة، ولا يغادرون البحر إلاّ في ساعة متأخرة من الليل.
وتقول بشرى طالبة بكلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدة، في حديثها لـ”بلادنا 24″، أنها تقصد شاطئ السعيدية رفقة صديقتها التي تشتغل بإحدى المؤسسات البنكية للإفطار بالمقاهي المحاذية للشاطئ وذلك لكسر روتين الدراسة، مشيرة إلى أن هذه الأجواء تساعدها على نسيان كافة عوامل التوتر خاصة خلال فترة الإمتحانات.
وبينما عقارب الساعة تشير إلى السادسة و20 دقيقة، يقوم رشيد نادل بأحد المقاهي بوضع وجبات الإفطار على المائدات التي يجتمع حولها الزبناء استعداداً لأذان المغرب، في حين يقول لـ”بلادنا 24″، أن هناك العديد من الأسر التي تفضل الإفطار في المقاهي المطلة على شاطئ السعيدية.
وأوضح رشيد أن السعيدية استعادت عافيتها مبكرا هذا العام، حيث تعرف رواجا تجاريا ويقصدها الزوار من مختلف المناطق المجاورة، مضيفا أن هناك عائلات تفضل الإفطار بالمقاهي وعلى ضفاف الجوهرة الزرقاء.
وتتميز مدينة السعيدية بجاذبيتها السياحية الأخاذة، وتموقعها الرائد كوجهة سياحية مرجعية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، قوامها بنيات فندقية فاخرة ومناخ معتدل ومناظر طبيعية خلابة وموروث تاريخي غني، فضلاً عن الرمال الذهبية الناعمة الممتدة على طول شاطئها الجميل.
ويكتسي الإفطار على جنبات البحر في مدينة السعيدية طعما خاصا، حيث يمكن للجميع الاستمتاع بالبحر وتأمل ساعة الغروب بما تحمله من ألوان مختلفة، غير أن كل ما تفتقده خلال شهر رمضان، هو الحملات التحسيسية والإعلانات التي تدعو إلى ضرورة الحفاظ على البيئة والشواطئ.