اقتحام السياج الحدودي لمليلية.. أحداث دامية تعيد إلى الواجهة مآسي الهجرة غير القانونية

بلادنا24 – كمال لمريني |

أصبح وجود المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء في الغابات والأحراش الواقعة بإقليم الناظور، يثير قلقا متناميا ، بعد محاولة اقتحام السياج الحدودي لمليلية، صباح اليوم الجمعة، من طرف أزيد من ألف مهاجر( بعض التقديرات تشير إلى 2000)، عرضوا حوالي 100 عنصر أمن مغربي لإصابات، ثم الإقدام على إضرام النار في غابة كوركو، التي تعتبر مأوى الحالمين بالعبور نحو الضفة الأخرى.

ولكن الحدث الأكثر عنفا ومأساوية اليوم الجمعة، هي محاولة اقتحام السياج الحدودي الوهمي لمدينة مليلية المحتلة، الأمر الذي آثار استنفارا في صفوف السلطات الأمنية.

ووفق ما كشفت عنه مصادر لـ”بلادنا24“، فإنه يوجد بغابات إقليم الناظور، أعدادا كبيرة من المهاجرين الأفارقة، منهم من فظلوا مغادرة الغابة، بعد أن شددت السلطات من إجراءاتها ضد ظاهرة الهجرة غير القانونية، ومنهم من يسعون إلى تحقيق حلم الهجرة صوب الضفة الأوروبية.

وأضافت المصادر ذاتها، أن عملية الهجوم التي نفذها الأفارقة، الجمعة، على السياج الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، شارك فيها أزيد من 1000 مهاجر، وهو ما يبين أن هناك مهاجرين آخرين موجودين في الغابة لم يشاركوا في عملية الهجوم. وخلف الهجوم ، من الطرف الاسباني، 106 مصاب؛ من ببنهم 49 من أفراد الحرس المدني الاسباني، و57 مهاجرا.

وأفادت مصادر الحريدة، أن السلطات تعمل على توقيف المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني، وتعمل على ترحيلهم صوب مدن الداخل، أو ترحيهلم إلى المدن القريبة من الحدود المغربية الجزائرية، مبرزة أن عمليات التوقيف جعلت الأفارقة يتعاملون مع السلطات بعنف مبالغ فيه، وهو ما أسفر عن إصابة حوالي 95 عنصر امن مغربي بإصابات، تتطلب حالتهم نقلهم إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج.

وحاولت “بلادنا24“، الاتصال بمهتم بشؤون الهجرة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (الناظور)، للتعليق على كيفية تعامل السلطات مع موضوع الهجرة، غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب، في حين علقت مصادر سياسية على الموضوع بالقول:”إن دفء العلاقات المغربية الاسبانية، يفرض على المغرب التعاون مع إسبانيا في مجال مكافحة الهجرة”.

ويتخذ المهاجرون الأفارقة من غابة “كوركو” المطلة على مدينة مليلية المحتلة، مكانا للاقامة ورسم الاستراتيجيات الهادفة إلى اختراق السياج الحدودي للثغر المحتل، وتحقيق حلم الهجرة صوب الضفة الأوروبية.

وتشكل مدينة الناظور، وجهة مفضلة للمهاجرين الأفارقة، بحكم موقعها الاستراتيجي المهم، حيث تطل من جهة على الواجهة المتوسطية، وتحاذي من جهة أخرى مدينة مليلية السليبة، حيث يقطع هؤلاء المهاجرون مسافة 4000 كيلومترا من أجل الوصول إلى هذه المدينة التي يطلق عليها “باب أوروبا”.

وليست مدينة الناظور من يوجد بها المهاجرون الأفارقة فحسب، بل مدينة وجدة المحاذية للحدود المغربية الجزائرية، التي يوجد بها عدد كبير من المهاجرين الأفارقة، الأمر الذي يبين أنهم يلجون التراب الوطني من الجزائر.

وتجدر الإشارة، إلى أن الفوضى التي تسبب فيها المهاجرون الأفارقة خلال الأيام الأخيرة بالناظور، عجلت بحلول مسؤولين أمنين مركزيين بالمدينة، وذلك من أجل تتبع الوضع عن كثب وعقد لقاءات مع عامل الإقليم، لدراسة كيفية التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، سيما تلك المتعلقة بالأفارقة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *