بلادنا24 بلادنا24 – جمال العبيد |
ككل سنة، يسجل مهتمون بالشأن التعليمي استغرابهم من المعدلات المرتفعة التي يحصل بها العديد من التلاميذ على شهادة البكالوريا، وهي المعدلات التي لا تفصلها عن العلامة الكاملة سوى فواصل قليلة.
ويتساءل هؤلاء ما إذا كانت هذه المعدلات تؤشر على أن خطة إصلاح النظام التعليمي بدأت تؤتي ثمارها، أم أن هناك تغيير في نمط التقييم بات يسمح للتلاميذ بجميع الشعب بالحصول على نقاط دراسية عالية جدا، وهي النقاط التي لم يحدث أن نالها أحد الحاصلين على البكالوريا قبل حوالي عقدين من الزمن.
وتعليقا على ذلك، قال أحمد عبد الغني، عضو المجلس الوطني للنقابة الديمقراطية للتربية والتكوين، المكلف بالإعلام والتواصل، في تصريح لـ”بلادنا24“، إن ارتفاع سقف معدلات البكالوريا “يعكس مجهودات الأساتذة وتضحياتهم، وخصوصا خلال فترة الجائحة”،
وأضاف عبد الغني أنه “يمكن للوزارة استثمار هذه النتائج بمجموعة من المحافل الدولية والوطنية، لكن هناك ظواهر مشينة مثل العنف والغش بالوسائل المتطورة والهدر المدرسي ندعو إلى محاربتها، وندعو أيضا إلى رد الاعتبار للمدرسة العمومية والاستثمار فيها، لأنها هي البوتقة التي تخرج لنا مجموعة من الجواهر”، بحسب تعبيره.
وتساءل المتحدث عن “معنى أن يكون سلم التقويم على عشرين دون منح هذا المعدل للتلاميذ”، موضحا أنه “ما دام سلم التنقيط على عشرين وإجابات التلميذ صحيحة مائة بالمائة، لماذا لا تعطى له عشرون أو تسعة عشر؟ وأظن أن معدلي ثمانية عشر وتسعة عشر سجلا بمواد علمية دقيقة، وبالتالي إذا لم نمنح عشرين في المعدل، لماذا وضعنا التنقيط على عشرين؟”
وردا على اختبارات دولية يتذيل فيها المغرب لائحة الترتيب بالرغم من المعدلات المرتفعة في امتحانات البكالوريا، قال الفاعل النقابي ذاته: “إذا قلنا إن التلميذ المغربي ضعيف، ما الذي يفسر وجود علماء مغاربة خريجي المدرسة العمومية في مؤسسات علمية دقيقة على المستوى الدولي، ومن بينها “الناسا”؟ وكيف نفسر أن تلامذتنا يحتلون المرتبة الأولى في الأولمبياد العالمية في الرياضيات أو في مواد أخرى؟”.
ولفت المصدر إلى أن صعوبات القراءة والكتابة “موجودة في كل الدول، بما فيها الدول المتقدمة، مثل فرنسا وسويسرا وكندا”، مبرزا أن هناك “مجهودات تبذل لتصحيح التعثرات، ووزارة التربية الوطنية مطالبة بتكثيف مجهوداتها على مستوى إصلاح المنظومة، ويندرج ضمن ذلك تغيير المحتويات والمناهج”، بحسب قوله.
