أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب.. خبير اقتصادي: الرهان الحقيقي اليوم هو البحث عن التمويلات الأساسية

شكل مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب منذ انطلاق المشاورات حوله، نقطة نقاش أساسية، يسعى المغرب من خلالها لتعزيز موارده الطاقية الأساسية، إذ يعتبر هذا المشروع كأحد شرايين الحياة بين إفريقيا وبلدان جنوب أوروبا.

ومذكرة التفاهم التي وقعت بين المغرب ونيجيريا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، يوم الخميس الماضي، تعزز الأهداف الاستراتيجية والرهانات والتحديات التي ترافق هذا المشروع التنموي العملاق، الذي يقوي الشراكة بين الدولتين في حل أزمة الغاز المتوقعة.

وفي هذا السياق، قال محمد جدري، الخبير والمحلل الاقتصادي، إن خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي “يعد مشروعا استراتيجيا من شأنه أن يغير من ملامح غرب افريقيا، هذه المنطقة الجغرافية التي تعرف أقل معدل للكهربة في العالم، والذي لا تتجاوز نسبته المتوسطة 50% على أقصى تقدير، بل إن دول مثل غينيا بيساو، النيجر، وبوركينا فاسو، لا تتجاوز نسبتها مابين % 15 و20%.

وأضاف جدري في تصريح لـ”بلادنا24“، أن خط أنبوب الغاز “يأتي في سياق دولي مختلف نوعا ما عن لحظة الاعلان عنه سنة 2016، بحيث اليوم نشهد أن هذه الأزمة الروسية الأوكرانية أظهرت بالملموس حاجة أوروبا إلى بديل الغاز الروسي، بالإضافة كذلك إلى وضع المغرب بعد قطع الغاز عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي من الجزائر، بين كذلك حاجة المغرب إلى الغاز وإلى خط أنبوب الغاز الذي يأتي من نيجيريا إلى المغرب، والذي تم توقيعه سنة 2016 بعدما قدمت له دراسة أوضحت أنه قابل للنجاح”.

وحسب الخبير الاقتصادي ذاته، فإن هذا التوقيع بين كل من المغرب ونيجيريا، يأتي للمرور إلى مرحة ثالثة من إنجاز هذا المشروع الذي سيمر عبر أكثر من 5600 كلم، “والذي سيجيب على حاجيات أوروبا منذ الآن إلى حدود سنة 2025.

وأبرز المتحدث، أن “اليوم الرهان الحقيقي لدى المغرب ونيجيريا، هو البحث عن التمويلات الأساسية لتمويل هذا المشروع، والذي تقدر التكلفة الإجمالية له بحوالي 25 مليار دولار، وهو رقم ضخم وليس من السهل أن تتم تعبئته، إضافة إلى أن هذا المشروع النيجيري المغربي سيوفر الكهرباء بالنسبة لمجموعة من الدول الإفريقية، بحيث سيتم تعميم الكهرباء في هذه الدول، بالإضافة إلى خلق مجموعة من فرص الشغل، وتلبية مجموعة من الحاجيات”.

واعتبر محمد جدري، أن هذا المشروع النيجيري المغربي، هو “نموذج متفرد لعلاقة رابح رابح بين المغرب وجيرانه الأفارقة، إضافة إلى أن المغرب في علاقته مع إفريقيا دائما ما يتجه نحو علاقة رابح رابح، ما سيساهم في تغير ملامح غرب إفريقيا خلال العشرين سنة القادمة”، على حد تعبيره.

بلادنا24حنان الزيتوني

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *