أخصائي السرطان: وجب العمل على توعية المواطنين بسبل الوقاية

السرطان هو مصطلح يطلق على مجموعة الأمراض التي تتميز بنمو وتكاثر غير طبيعي للخلايا، ويحدث بعد تدمير الخلايا المتكاثرة بشكل غير طبيعي الخلايا السليمة في الجسم، ولهذه الخلايا السرطانية قدرة على التكاثر والانتقال من عضو إلى آخر.

لم يعد مرض السرطان من الأمراض شديدة الخطورة والمؤدية للوفاة، بفضل ظهور عدة تقنيات حديثة أثبتت فعاليتها في علاج السرطان، لكن رغم ذلك، فإن المعطيات التي تكشف عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مقلقة، حيث أن وزير الصحة خالد آيت طالب، سبق وأن قال أنه يتم تسجيل قرابة 50 ألف إصابة بالسرطان سنويا في المغرب، وذلك في جوابه عن سؤال النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي، عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية.

ووفق المعطيات التي أفادت بها وزارة الصحة، وتداولتها عدد من وسائل الإعلام، فإن سرطان الثدي وعنق الرحم هما الأكثر شيوعا عند المرأة، ويشكل سرطان الثدي 35.8 في المائة، يليه سرطان عنق الرحم بـ11.2 في المائة.

ويعتبر سرطان الرئة الأكثر شيوعا عند الرجال بنسبة 22 في المائة، والبروستات بنسبة 12.6 في المائة، والسرطانات اللمفاوية بـ6.7 في المائة.

السرطان وطرق الكشف عنه والوقاية منه

أوضح الدكتور مصطفى السويح، أخصائي في جراحة السرطان، في تصريحه لـ”بلادنا24“، أن “مرض السرطان هو مشكل في كل وزارات الصحة في العالم، لأنه مرض خطير بعض الشيء، لكن في العصر الحديث، لا يشكل تلك الخطورة الكبيرة، مع ظهور معدات طبية حديثة للكشف عن المرض مبكرا، وكذلك ظهور علاجات فعالة للقضاء نهائيا عليه”.

وتابع مصطفى السويح، أن “المشكلة التي تواجه المرضى خلال رحلة العلاج، هي تكلفة علاج المرضى الباهظة، ليس ماديا ولكن طبيا، لأن علاج حالة واحدة، يستلزم تدخل أكثر من أخصائي، لأنه هناك الجراح الخاص بجراحة السرطان، والأطباء المتخصصين في الأشعة، والأطباء المتخصصين في العلاج الكيميائي، وأطباء التشريح، والطبيب البيولوجي”.

وأفاد المتحدث نفسه، أنه “تكمن خطورة هذا المرض، في أنه جميع أعضاء الجسم مهددة بالإصابة به، هو لا يصيب عضوا واحدا فقط، بل كل الأعضاء، ويختلف من حالة إلى أخرى، لذلك يجب التعامل مع كل حالة حسب ما تحتاجه إليه من علاجات، ويجب التعامل مع كل حالة بدقة”.

وأكد السويح، أنه “كوني أخصائي في جراحة السرطان، وقمت بإجراء عمليات جراحية للآلاف من السيدات على سرطان الثدي، فعند الكشف عن الحالة ورغم ملاحظة كل الأعراض والمؤشرات التي تدل على وجود الورم، ليس من حقي أن أقول للمريضة أن لديها سرطان، ومن لديه الحق في تحديد ما إذا كان الورم حميد أو خبيث، هو طبيب التشريح، وبدوري أنا كأخصائي جراحة أطلب من الحالة تحاليل أخرى، لكي نفهم المرض ونحدد نوعية الورم السرطاني، ومعرفة كيفية التعامل معه بهدف تحديد العلاج المناسب، وتبقى دائما الوقاية هي أفضل الحلول بالنسبة للنساء والرجال، لأن سرطان الثدي يصيب حتى الرجال، ويكون خطيرا عند الرجل عندما يصيبه”.

وكذلك أشار الدكتور السويح، أن “مرض السرطان في بعض الأحيان يكون وراثي، مثلا الأم لديها سرطان الثدي، أو الخالة أو العمة أو الأخت، فهناك تحليلة تحدد ما إذا كان جسم أقربائهم سيصيبه السرطان مستقبلا أم لا، وهذه التحليلة موجودة في المغرب ليس في كل المدن لكن موجودة”.

وأضاف المتحدث نفسه، أنه “من جهة أخرى، الجراح الذي يقوم بإجراء العمليات الجراحية لمرضى السرطان، يجب أن يكون ملما بقواعد جراحة السرطانات، لأنه يجب الالتزام ببعض القواعد ويجب الاشتغال مع الفريق، لأنه كما أشرت سابقا مرض السرطان يحتاج في علاجه إلى تدخل عدة أخصائيين، وهؤلاء الأخصائيين يجب أن يكونوا على تواصل مع بعضهم، لتحديد بروتوكول العلاج حسب كل حالة، لكي لا يتم أخذ القرار الخطأ، لأن أي خطأ في التشخيص أو بروتوكول العلاج يكلف حياة المريض، كذلك التشخيص المبكر مهم جدا، لأنه كلما كان التشخيص أبكر كانت الحظوظ أكبر في البقاء على قيد الحياة”.

العوامل المسببة للسرطان

وأبرز الأخصائي في جراحة مرض السرطان، أنه “من بين العوامل التي تساعد بشكل كبير في الإصابة بمرض السرطان، عامل السن لأنه كلما تقدم الإنسان في السن كلما كانت حظوظه سيئة في الإصابة بمرض السرطان، عدم ممارسة الرياضة على الأقل نصف ساعة مشي، السمنة، والتدخين وشرب الكحول، التوتر، نمط الحياة الغلط، أكل الوجبات السريعة، في المقابل، يجب أكل الخضار والسمك والفواكه، والابتعاد عن اللحوم الحمراء والبيضاء، والابتعاد عن “التغلاق” الأكل حتى الشعور بالشبع في الفطور والغداء والعشاء، التغذية مهمة جدا كذلك، هناك عامل آخر وهو استعمال المواد الكيماوية المستعملة في الفلاحة، وفي المواد الغذائية الخضر والفواكه، لهذا يجب الحذر عند استعمال هذه المواد السامة، هي تستعمل في الدول الأوروبية ولكن تستعمل باحترام الشروط كاملة وليس بعشوائية، وتستعمل على الخضر والفواكه باحترام كافة التعليمات، في أي وقت تستعمل؟ وكم المدة التي يجب جني الفواكه والخضر بعدها؟ بهدف استهلاكها وكذلك احترام الكمية المسموح بها”.

واسترسل المتحدث قائلا، أنه “اشتغلت بأول مركز جهوي لمحاربة السرطان في المغرب بالجهة الشرقية وجدة في سنة 2006، ولاحظت خلال اشتغالي بالمركز، أنه كنت أكشف عن عائلات بأكملها مصابة بالسرطان، الأب مثلا سرطان القولون، الأم سرطان الثدي، البنت سرطان المبيض، واستغربت حين تكرر الأمر وبما أن المنطقة فلاحية سألت الأب والأم “شنو المعيشة ديالكم؟” قال لي أنا فلاح صغير، يزرع البطاطس يبيع جزء من المحصول ويترك الباقي له ولأبنائه ويستعمل المبيدات عليها، ونفس الشيء قاله لي فلاح آخر، واستنتجت أنه تلك المبيدات ربما هي المسبب الرئيسي الذي يساعد على إصابتهم بالسرطان، لهذا فهذا موضوع مهم جدا، هو ليس من اختصاصي لكن أنا أجعله أحد العوامل التي قد تتسبب في السرطان إن لم يتم احترام كيفية التعامل مع هذه المبيدات قبل استعمالها، لهذا يجب تدخل السلطات المختصة بهدف توعية المواطنين، من خلال وسائل الإعلام لأنه إن تركنا المواطنين يتعاملون مع كل شي بعشوائية فمرض السرطان سوف يزيد”.

وفي الأخير، قال مصطفى السويح، إن “كل جسم هو لديه سرطان، لكن يبقى المهم هو العامل الذي سيجل المرض ينشط، وقد تكون المبيدات هي أحد العوامل التي تساهم في نشاط السرطان في الجسم”.

بلادنا24خديجة حركات

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *