عواطف حيار : العنف ضد النساء هي “ثقافة” وليست قوانين .. والتنشئة الاجتماعية مساهمة بدرجة كبيرة (حوار)

رغم العديد من الحملات التحسيسية التي تدعم المرأة وتقف بجانبها مقابل العنف الذي تتلقاه منذ القدم، إلاّ أنها لازالت تعاني من عنف غامض، أسبابه عديدة وغير مبررة ليومنا هذا، فليس هناك دافع وحق يجعل الرجل يستعمل شتى أنواع العنف وطرقه لتعنيف المرأة ولو كان تعبيراً لفظياً أحيانا، حيث نحاول من خلال هذا الحوار طرح مجموعة من التساؤلات لوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار، لمعرفة الدوافع والأسباب وراء انتشار ظاهرة تعنيف النساء في مجتمعنا.

هل هناك تغييرات على القانون 103.13 المتعلق بحماية المرأة من العنف؟

‘القانون 103.13 لحماية النساء ضد العنف هو قانون يأتي بمقاربة ثلاثية يتضمن الجانب التحسيسي والجانب الحمائي و الزجري، فحالياً القانون لم يطرأ عليه أي تغيير ، لكن نشتغل في الوقت الراهن على تنفيذه بأرض الواقع ،خاصة في ما يخص المقاربة الحمائية، لم يكن لدينا مراكز إيواء للنساء  المعنفات أو بالأحرى ضحايا العنف، لكن خلال هذه السنة ،قامت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة في إطار التزاماتها مع مجلس إعلان مراكش الذي تترأسه سمو الأميرة لالة مريم، بخلق معيار الجودة لانتقاء مراكز تحترم وتلتزم بتفعيل بروتوكول مجلس إعلان مراكش، الذي يتوفر على الإيواء الاستعجالي للنساء و أيضا لتفعيل حلقة التكفل بهم. ومن خلال هذا الإطار، وقعت الوزارة 44 شراكة مع 44 جمعية، التي تحتوي النساء المعنفات، لكن سنقوم بمواكبة الجمعيات لكي تحصل على معيار الجودة، و تتوفر على تفعيل جزء من القانون، أي الإيواء الاستعجالي.’

هل إشراك و إدماج الرجال والشباب ضروري لإنهاء العنف ضد المرأة؟

‘أساسي، أساسي، لأننا نرى أن العنف ضد النساء متواجد بجميع المجتمعات المتقدمة والغير متقدمة ،والتي ما زالت في طور التقدم، لأن جميع المجتمعات تعاني من العنف ضد النساء، فالمسألة ليست مسألة قوانين ، أظن أنها مسألة ثقافة ومواكبة المجتمع لتفعيل ثقافة المساواة، لهذا فالمجتمع هو نصف الرجال ونصف النساء.’

ما هي التحديات التي يمكننا مواجهتها في المجتمعات المحافظة خلال محاولتنا إنهاء هذه الظاهرة في  المغرب؟ 

بلدنا دائما كان بلداً متفتحاً، و يحتوي على العديد من الثقافات ، والحمدلله فهذا ما يعطي لبلادنا قوة أكثر، وصموداً أكثر، بفضل ثقافتنا المتنوعة والغنية، التي تجعلنا من الدول المنفتحة، والتي يتخللها التسامح، لكن مع هذا يجب المواكبة، و يجب التحسيس والتعريف ، لأن هناك بعض الأشكال النمطية المترسخة في الأذهان، فلهذا من الضروري محاربتها عن طريق التحسيس والمواكبة، بالإضافة للتربية منذ الصغر، خاصة في التنشئة الاجتماعية فهي مهمة جدا خصوصا بين الفئة العمرية التي يتراوح سنها ما بين 0 و 6 سنوات، ولهذا نواكب الأسر، خصوصاً لتوفرنا على برامج مواكبة الأسرة.

ما هي الأسباب أو الدوافع التي تجعل الرجل عنيفا تجاه المرأة؟

‘لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال في دقيقة أو ثانية ، لأن السؤال معقد جداً، هناك طبعاً التنشئة،و تم ذكرها سابقا، أي التنشئة الاجتماعية، أقصد أين نشأ هذا الشخص، وماهي الظروف السيكولوجية والسوسيولوجية التي نشأ فيها، أو ما هو العنف الذي قام بمواجهته، ربما عانى سابقاً من عنف اقتصادي أو اجتماعي، فهناك العديد من العوامل التي تؤدي بنا لهذا العنف الأسري، فبعض الأحيان نجده من الطرفين، فنحن لسنا هنا لإعطاء حكم قيمة، لكن ما هو غير مقبول هو استعمال العنف للتواصل أو لحل المشكل، فالعنف ليس حلاً لأي مشكل مهما كان نوعه، فعلى سبيل المثال، إذ كانت لدي فكرة مختلفة عن الطرف الآخر فيجب التحاور معه بطريقة حضارية، أي النقاش والتواصل، فهنا يكمن الإشكال ككل’.

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *