بلادنا24 في أعماق واحة أقا، قام اثنان من فريق لعلماء الآثار بمسح أرضية كنيس يهودي، بحثا عن أدق القطع التي تشهد على التاريخ اليهودي القديم للبلاد.
ووفق وسائل إعلام، يتكون الفريق من ستة باحثين من المغرب وإسرائيل وفرنسا، وهو جزء من مشروع لإحياء التراث اليهودي في المملكة، بعد ضياعه بعد نزوح الأقلية.
إن اكتشاف جزء من مخطوطة دينية عبرية هو “علامة من أعلى”، كما يقول عالم الآثار الإسرائيلي يوفال يكوتييلي، من جامعة بن غوريون في النقب، مازحا لوكالة “فرانس 24“.
وحسب المصدر، فإن الجهود المبذولة للكشف عن الكنوز التاريخية اليهودية المنتشرة في واحات المملكة، هي إحدى نتائج العلاقات “الدافئة” منذ تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في عام 2020.
وكان وادي أقا، الوادي الأخضر المورق بأشجار النخيل المحاط بتلال صحراوية على بعد حوالي 525 كيلومترا، جنوب العاصمة الرباط، مفترق طرق للتجارة عبر الصحراء.
داخل الواحة، التي تقع بعيدا في وسط “الملاح” أو الحي اليهودي في قرية تاجاديرت، تقع أنقاض الكنيس – المبني من الأرض وفقا للتقاليد المعمارية للمنطقة.
في حين أن الموقع لم يتم تأريخه بعد، يقول الخبراء إنه من الضروري فهم التاريخ اليهودي المغربي للمنطقة، وصرح صغير مبروك، عالم آثار من المعهد الوطني للآثار والتراث الثقافي المغربي: “من الملح العمل على هذه الأنواع من المساحات المعرضة لخطر الزوال”.
ومن جهتها، قالت عالمة الأنثروبولوجيا الإسرائيلية أوريت أوكنين، وهي من أصول مغربية، “يهدف هذا المشروع إلى دراسة هذا المجتمع كجزء لا يتجزأ من المجتمع المغربي وليس من منظور يهودي”.
ووفق المصدر، جمع علماء الآثار مجموعة صغيرة من أجزاء المخطوطات والتمائم وغيرها من الأشياء المكتشفة تحت “البيما”، وهي منصة مرتفعة في وسط الكنيس حيث كانت تُقرأ التوراة ذات مرة.
وقال عالم الآثار الإسرائيلي ييكوتيلي، إن “الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أنه لم يكتب أحد عن الأشياء المدفونة، وأنه تم اكتشافها فقط عندما بدأت الحفريات”.
وبينما تقضي التقاليد اليهودية بعدم تدمير مثل هذه النصوص أبدا، فمن غير المعتاد العثور عليها مدفونة في مثل هذه المواقع، ومن بين القطع الأثرية التي اكتشفها الفريق وفهرسها بدقة، العقود التجارية وشهادات الزواج والأواني اليومية والعملات المعدنية.
هذا وتمكن الفريق من حفظ معظم القطع، حوالي 100 ألف قطعة بما في ذلك أجزاء من المخطوطات والتمائم.
