تقرير إخباري | عودة الجماهير إلى الملاعب.. امتصاص للغضب أو تنحية لآثار “إخفاق محتمل” ؟

أفرزت التطورات الإيجابية التي عرفها المنحى الوبائي بالمغرب، خصوصا مع دخوله مرحلة تنازلية في عدد الإصابات، قرارا جديدا أصدرته الحكومة، عقب اجتماع جمع عزيز اخنوش، رئيس الحكومة، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي يقضي بفتح ملاعب كرة القدم أمام جماهير الرجاء، الوداد، ونهضة بركان، في بطولتي الأندية القارية، ابتداء من يوم الجمعة 25 فبراير، وذلك بناء على توصيات اللجنة العلمية.

وشكل القرار الحكومي فرصة لتدارس احتمالية إعلان المغرب دخول مرحلة التعايش مع الوباء، اقتداء ببعض الدول الاوربية التي شهدت، هي الأخرى، تراجعا في عدد الإصابات بفيروس كوفيد19، وهو ما يرجح فرضية بداية فك القيود الاحترازية و تخفيف البروتوكولات الصحية بشكل تدريجي.

فتح الملاعب قرار يلفه الغموض

من هذا المنطلق، أوضح الصحفي الرياضي، إدريس التزارني، في تصريح ل”بلادنا24″ أنه لطالما كانت عودة الجماهير للملاعب الوطنية مطلبا لكل الأنصار، والجماهير، ووسائل الإعلام، وارتفعت حدة المطالب مع بداية الموسم الرياضي الحالي، ومع فتح خصوم الأندية المغربية الباب أمام دخول الجماهير.

وقال التزارني إن: “فتح الملاعب وبهذه السرعة والطريقة والكيفية، أكيد يدفعنا إلى تسليط الضوء على هذا القرار الذي كنا ننتظره جميعا منذ مارس2020″، متسائلا، في الآن ذاته، عن سر هذه الاستجابة لمطلب الجماهير، وموضحا أن رئيس الجامعة الملكية المغربية فطن إلى أن أي إخفاق للأندية الوطنية، سيجر عليه موجة غضب واسعة بعد الخروج من منافسات أمم إفريقيا، خصوصا وأن المغرب مقبل على مباراة قوية أمام الكونغو الديمقراطية، برسم الدور الفاصل المؤهل لمنافسات كأس العالم قطر 2022، وهو ما يعني حاجة العناصر الوطنية للدعم الجماهيري بعد نكسة الكاميرون.

خلافات تثير الشك

وعلى خلفية قرار الناخب الوطني، القاضي باستبعاد كل من اللاعببين المغربيين نصير مزواري، وعبد الرزاق حمد الله، من المشاركة في المنتخب الوطني، تلاه قرار اعتزال حكيم زياش، والذي خلق بدوره جدلا واسعا في الشارع الرياضي العربي، في الآونة الأخيرة، شكل توالي هذه الأحداث منطلقا لترجيح هذه الأسباب، كأرضية بنت، على أساسها، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قرار عودة الجماهير إلى الملاعب .

وهو ما علق عليه التزارني قائلا إن: “هذا القرار السريع التنزيل، قد يكون محاولة لرآب الصدع داخل المنتخب الوطني، بعد ارتفاع حدة الانتقاد، ودخول اللاعبين الدوليين على الخط، نصير مزراوي، عبد الرزاق حمد الله، واعتزال حكيم زياش، في مقابل التصريحات الحادة من مدرب المنتخب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، اتجاه الثلاثي المغضوب عليه”.

الحاجة للجماهير مبرر محتمل

وفي نفس السياق، أبرز المتحدث ذاته أنه إن كانت المؤسسة الوصية على القطاع تهمها عودة الجماهير بهذه السرعة، بعدما ما تبين لها حاجة الأندية لجماهيرها في المنافسات الإفريقية، فإن الأصل هو استيعاب وإنقاذ الأندية المغربية من أزمات مالية خانقة، أدخلتها وتدخلها في نزاعات مع اللاعبين والأطر، بسبب عدم قدرتها على صرف المستحقات.

ولفت التزارني إلى أن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع أكد، قبل أشهر، أن عودة الجماهير لملاعب كرة القدم بالمغرب، رهين بالتوفر على جواز التلقيح، مع انتظار قرار السلطات المختصة في هذا الشأن، والعودة التدريجية للملاعب، مضيفا أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، سبق كذلك أن حدد الشروط الواجب توفرها من أجل فتح الملاعب الرياضية في وجه الجماهير، وربطها بالإسراع بتلقي الجرعة الثالثة، والحال أن الجماهير ستدخل بدون قيد أو شرط، بإستثناء الكمامة.

سرعة التجاوب يؤطرها احتمالان

خلفت الاستجابة السريعة للمطالب الرامية إلى عودة الجماهير إلى الملاعب، طرح تساؤلات متشعبة في الوسط الرياضي، امتد تعقيدها إلى أن فرض وضع احتمالات عديدة، تأرجح بعضها بين من اعتبرها خطوة إيجابية خطتها الجامعة المغربية لكرة القدم، بهدف تمتين جسر التواصل بين المطالبين والمقررين، من خلال تجاوبها السريع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هناك من يفسر بأن هذه الخطوة تتتبنى موقف جديدا يرنو محو التعثرات المعتادة للجامعة، وذلك لكسب رضى متابعي الشأن الرياضي.

وفي هذا النسق، أردف المتحدث نفسه قائلا: “تردد كلام كثير بشأن الخوف من شعارات مناوئة للقرارات الحكومية، بعد أزمة غلاء الأسعار وغياب الأنصار عن المدرجات، في الوقت الذي يشهد سماح أغلب دول العالم لجماهيرها بالعودة، معلقا بأن هذه التأويلات بعيدة عن الرياضة، وخلص قائلا “إن الطبيعي هو أن تكون العودة بشكل تدريجي، ومرتبط بالانسجام مع أرقام الوضعية الوبائية، ومادام الأمر عكس ذلك، فتساؤلاتنا تبقى مشروعة إلى حين ظهور ما يثبت عكس ذلك”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *