تصفيات المونديال و “دونور”.. لحظات راسخة

ارتبط في ذهن المتتبع المغربي العاشق لساحرة مستديرة أثارت قلوب الصغار قبل الكبار، بملعب كان فأل خير على المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم، وهو المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، أو كما يحب البعض أن يطلق عليه اسم “دونور” حيث كان له ارتباطا وثيقا بلحظات فارقة في تاريخ كرة القدم المغربية، و سنتعرف من خلال التقرير التالي على أهم اللحظات الراسخة التي طبعت العلاقة الوطيدة بين “دونو” وتصفيات كأس العالم.

ثنائية التيمومي وبودربالة عبدت الطريق نحو مونديال مكسيكو 86

بعد إخفاق في بلوغ مونديال 82 بإسبانيا حاول جيل الثمانينات،بقيادة بادو الزاكي وعزيز بودربالة وميري كريمو أن يرد الاعتبار لنفسه، الرحلة نحو مونديال مكسيكو حتماً ستكون شاقة، وبداية المشوار كان بالفوز على سيراليون ذهاباً وإياباً في الدور الأول، ثم بعدها أكمل المسيرة بتخطيه لمنتخب مالاوي بهدفين في مجموع المباراتين، ليأتي الاختبار الأصعب أمام المنتخب المصري الذي كان مدججاً بالنجوم آنداك ،طاهر أبو زيد ومحمود الخطيب والقائمة طويلة، مباراة الذهاب بالقاهرة انتهت بدون أهداف، لتكون مقابلة الإياب على ملعب محمد الخامس هي الحاسمة، لقاء تسيده أبناء المدرب المهدي فاريا بالطول والعرض،ليؤكد ذلك عزيز بودربالة و محمد التيمومي، عبر تسجيلهما لثنائية عبّدت الطريق نحو مباراة ليبيا الأخيرة الذي تمكن المنتخب من خلالها تخطي جاره والوصول إلى المحفل العالمي للمرة الثانية في تاريخه.

رأسية الغريسي الخالدة في شباك زامبيا

بعد فشل جيل الثمانينيات في بلوغ مونديال 1990 بإيطاليا، وكبر السن عند بعض اللاعبين واعتزال البعض الآخر كان من الضروري البحث عن الخلف، وفتح الباب للاعبين شباب قادمين يحملون على عاتقهم التأهل إلى مونديال أمريكا 1994.

القرعة أوقعت المنتخب المغربي في مجموعة تضم منتخبات تونس وإثيوبيا وبنين ومالاوي، بدون عناء تصدر الأسود مجموعتهم برصيد عشرة نقاط، لينتقلوا إلى الدور الأخير لكنهم اصطدموا بمنتخبات السنغال و وزامبيا، الأخير كان لازال تحت تأثير صدمة حادثة سقوط الطائرة بالغابون عندما كانوا بصدد مواجهة السينغال، المنتخب فاز على أسود التيرانجا ذهابا وإيابا وخسر أمام زامبيا بلوساكا، لتبقى المباراة الأخيرة أمام منتخب الرصاصات النحاسية للتعرف على من سيمثل القارة الإفريقية في الحدث القاري.

مباراة كانت صعبة في جل أطوارها وغلب عليها الحذر الشديد، قبل أن يكسر عبد الكريم الحضريوي هذا الجمود بعرضية مليمترية وجدت في انتظارها عبد السلام الغريسي،الذي أودعها في الشباك الزامبية ليطلق العنان لأفراح كل الجماهير الحاضرة في ذلك اليوم على ملعب ” دونور”، مؤكداً حضور المغرب في مونديال أمريكا 1994.

رغيب على خطى الغريسي

خيبة مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، وخروج المنتخب بثلاث هزائم متتالية مع أداء هزيل، جعلت كل المعنيين بالشأن الكروي المغربي يفكر في العلاج من خلال بناء جيل شاب استفاد من التجربة المونديالية ،وتطعيمه بلاعبين آخرين من أجل تكوين مجموعة متكاملة، الهدف محو خيبة النسخة السابقة من المونديال،لذلك كان لزاماً أن يكون التأهل من نصيب الأسود للتصالح مع الجماهير المغربية.

المنتخب أعفي من الأدوار الأولية ومرّ إلى المجموعات مباشرة ليصطدم بمنتخبات الغابون وغانا وسيراليون.

فازت النخبة الوطنية في أغلب مبارياتها ليكون الحسم في المباراة ما قبل الأخيرة من التصفيات ضد غانا بقيادة نجمها أبيدي بلي، و كان ملعب محمد الخامس كعادته مسرحاً للمواجهة، وانتظر المغاربة إلى غاية الدقيقة 67، ليرسل عبد الكريم الحضريوي عرضية محكمة وجدت مرة أخرى خالد رغيب ليسكنها في الشباك، هدف كان كفيلاً بحجز الأسود لمكان لهم في مونديال فرنسا 1998.

ثلاثية بوطيب ساهمت في كسر عقدة دامت لمدة عشرين سنة

أربع نسخ من كأس العالم غاب فيها الأسود مدة ،كانت طويلة لذلك كان لزاماً عدم تكرار هذا الأمر في العرس العالمي المقبل، ورغم أن بداية زملاء بنعطية لم تكن جيدة حيث تعادل المنتخب في أول مباراتين، لكنه تدارك الأمر بالفوز ذهاباً على مالي بسداسية نظيفة وتعادل دون أهداف في الإياب بباماكو، ليصل أبناء المدرب السابق هيرفي رونار إلى المباراة ما قبل الأخيرة أمام الغابون على ملعب دونور ،الذي أصبح فأل خير على العناصر الوطنية.

ثلاثية المهاجم بوطيب مع سيطرة كلية وأداء ممتع للمنتخب الوطني في ظل غياب لأي ردة فعل غابونية، فوز مهد الطريق للأسود لتجاوز أفيال الكوت ديفوار في المباراة الأخيرة بهدفين دون رد ليضمن حضوره الخامس في كأس العالم بروسيا 2018 .

 

 

 

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *