اليوم العالمي للغة برايل.. تخليد لنافذة المكفوفين على العالم

هي لغة يتسلح بها الكفيف، نظام للكتابة والقراءة يقوم على تجسيد الحروف على ورق خاص بنقاط ناتئة أو مقعرة يمكن تحسسها باللمس. وفي اليوم العالمي للغة برايل يحتفي المغرب كباقي دول العالم يوم 4 يناير بلغة غيرت حياة شريحة مجتمعية كبيرة.

نافدة المكفوفين على العالم

فتحت الباب أمامه، مكنته من الدراسة والحصول على عمل، منحته نوعا من الاستقلالية الشخصية والمادية، أمين العلوي كفيف وأستاذ الموسيقى بالمنظمة العلوية للمكفوفين بمكناس.

درس أمين بطريقة برايل، كما استطاع من خلالها تعويض بصره، وقراءة الصحف والجرائد، مكنته من حل مشكلة الكتابة والقراءة، كما انفتح أكثر عن العالم.

يقول أمين العلوي في حديث مع “بلادنا24’’، ’’رغم التحديات التي تواجهها هذه الفئة، إلا أن برايل مكنتنا من تجاوز العديد منها”.

مضيفا أن “إشراك المكفوفين بشكل فعال في عالم الثقافة والمعرفة، واكتساب التعلم من مصادره المختلفة، أمر من شأنه الشعور بالفخر والاعتزاز’’.

مجتمع التحدي

تتحرك أصابع الكفيف أمين العلوي بانسيابية لكتابة العلامات الموسيقية، فأستاذ “الصولفيج” لا يحتاج إلى العزف والألحان والإيقاع والأصوات الموسيقية والمقامات، بل إلى طريقة كتابتها وقراءتها وتفسيرها، وتحديد خصائص الأصوات الموسيقية قبل كل شيء.

’’وجدت العديد من التحديات’’، انتقل ابن العاصمة الاسماعيلية مكناس إلى العاصمة الثقافية الرباط، من أجل خوض غمار التحدي، يقول العلوي ’’كنت أتنقل بشكل يومي بين مكناس والرباط من أجل دراسة الموسيقى بطريقة برايل’’، مضيفا، ’’الأمر لم يكن سهلا أبدا وعناء التنقل والتعب اليومي لوحده شكل تحديا كبيرا بالنسبة لي’’.

وبخصوص الصعوبات التي واجهها العلوي خلال دراسته، يؤكد أن ’’الصولفيج من المواد الموسيقة التي يصعب دراستها بالنسبة للمكفوفين، نظرا لكونها تحتاج إلى الكتابة والقراءة’’، معتبرا أنه تحدى نفسه، ’’استطعت دراسة ما أريد، بطريقة برايل، التي مكنتني من فتح قسم خاص بالموسيقى في المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمكناس’’.

وعن حياته اليومية، قال أمين ’’أعيش حياة جد طبيعية وعادية مثل جميع الناس، أذهب للعمل، أشتغل، أقوم بتدريس العديد من الشباب الكفيف، كما أنه أشعر بنوع من الرضى جراء ما حققته’’.

وعن الدافع الذي جعله يشتغل كأستاذ للموسقى بالمنظمة، يقول أمين ’’كنت طالبا جامعيا في مدينة الرباط، وبحكم حبي للموسيقى قصدت المعهد الموسيقي وقمت بدراسة صولفيج برايل، خلال تواجدي بالمعهد، أحسست بصعوبات الطلبة المكفوفين بالمعهد كالحصول على القطع الموسيقية بطريقة برايل’’.

الكفاح والاجتهاد والأمل

كلمات يعمل المغرب من خلال وضعه العديد من المؤسسات الخاصة برعاية المكفوفين، بمجموعة من المدن المغربية، على إيصالها إلى هذه الفئة، ونشرها على نطاق واسع.

’’الإعاقة صعبة في مجتمع ما زال يعتبرها عيبا’’، يؤكد أمين أن هناك ما هو أصعب من اعتماد المكفوفين على أنفسهم، فنظرة المجتمع لشخص مكفوف قد تشعره بالعجز في بعض الأحيان، معتبرا أن ’’الإعاقة في النهاية ليست مرضا بل مجرد عجز نسبي وظيفي يمكن التغلب عليه بالعزيمة والتكوين”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *