هل يحل سانشيز بالرباط في أول زيارة له بعد انتخابه رئيسا للحكومة؟

في خضم التطورات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وإسبانيا، تتأرجح العلاقات بين البلدين على وتيرة من التوتر والاستقرار، لاسيما في ما يخص ملف سبتة ومليلية المحتلتين.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “إلكونفيدينسيال ديجيتال” الإسبانية، نقلاً عن مصادر وزارة الخارجية في مدريد، أن “رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، لن يقوم بزيارة إلى المملكة المغربية في الوقت الراهن، أي في أول زيارة له بعد تشكيل حكومته”.

تشير المصادر إلى “عدم وجود دوافع ضرورية لزيارة رسمية قريبة لسانشيز إلى المغرب، حيث تُعتبر العلاقات بين البلدين جيدة وقد تجاوزت الأزمات السابقة”.

وفي ظل هذا السياق، يظهر اختيار سانشيز توجيه خطواته نحو الشرق الأوسط بدلاً من المغرب، كخطوة استراتيجية قد تكون محورية.

من الملفت للنظر أن هذا التوجه يُعد انحرافًا عن العرف الذي اعتاد عليه رؤساء الحكومة الإسبان منذ عهد فيليبي غونزاليز، حيث كانت الزيارات الخارجية الأولى تُخصص عادة للمغرب، نظراً للروابط التاريخية والقضايا المشتركة. وبالرغم من تحسن العلاقات بين البلدين، يظهر اختيار سانشيز تفضيل الشرق الأوسط في الظروف الراهنة.

تأتي هذه التطورات في سياق الاستمرار في رئاسة سانشيز للحكومة الإسبانية واحتفاظه بخوسي مانويل ألباريس وزيرًا للخارجية، الأمر الذي يُفسر على أنه إشارة إلى استمرار الاستقرار في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وفي ظل هذه الظروف، يظهر عدم وجود حاجة فورية لزيارة رسمية من قبل سانشيز إلى المغرب.

تجدر الإشارة إلى أن البلدين كانا عالقين في أزمة دبلوماسية في عام 2021، ناجمة عن استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين الرباط ومدريد. ومع تعيين ألباريس كوزير للخارجية، تمكنت الحكومة الإسبانية من إحلال الاستقرار ودعم المغرب في قضية الصحراء، مما ساهم في تحسين العلاقات بين البلدين.

بهذا السياق، يظهر أن سانشيز يسعى إلى الاستمرار في مسار الاستقرار وتعزيز العلاقات بين إسبانيا والمغرب، وعدم زيارته المبرمجة قد تكون رسالة واضحة بأن العلاقات الثنائية تسير في الاتجاه الصحيح، دون الحاجة إلى خطوات فورية في الوقت الراهن.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *