هل سيطور بيدرو سانشيز العلاقات الاقتصادية المغربية الإسبانية؟

تمكن زعيم الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيز، من قلب الطاولة على منافسه، ألبرتو نونيز فيخو، زعيم الحزب الشعبي اليميني، رغم حصوله على الرتبة الثانية في الانتخابات العامة الأخيرة، من خلال حصوله على أغلبية في البرلمان الإسباني، وهو ما فتح أمامه المجال لترأس الحكومة لولاية ثانية، والجلوس على كرسي السلطة في قصر مونكلوا.

هذا الإنجاز الذي حققه بيدرو سانشيز، جعل مهتمون يرون أن إسبانيا ستولي اهتماما كبيرا للعلاقات المغربية الإسبانية، سيما وأن رئيس الحكومة، كان قد أعلن في وقت سابق، دعمه لمبادرة الحكم الذاتي، كحل سياسي وواقعي لحل نزاع الصحراء المغربية، فيما سيعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

علاقات متينة

ويرى الحبيب شباط، الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، أنه منذ اصطفاف إسبانيا إلى جانب الطرح المغربي فيما يخص حل نزاع الصحراء، من خلال رسالة رئيس الحكومة الإسبانية إلى الملك محمد السادس في 14 مارس من السنة الماضية، “دخلت العلاقات المغربية الإسبانية في منعطف جديد، غير تلك التي كانت في الماضي تعرف أزمات دورية، والتي كان يسببها بشكل أساسي موقف إسبانيا الضبابي من قضية المغرب الأولى، وهي الصحراء المغربية”.

وقال الحبيب شباط، في تصريحه لـ”بلادنا24“، إن الزيارة الرسمية الأخيرة للزعيم الإسباني للمغرب، دشنت مرحلة غير مسبوقة في علاقة البلدين، مشيرا إلى موقفه الإيجابي الداعم للمغرب، جوبه بانتقادات حادة من جل الأحزاب الإسبانية، ووسائل الإعلام، وكانت في صلب الحملة الانتخابية للحزب الشعبي.

وأضاف، “كان الكل يعتقد أن موقف إسبانيا الجديد، سيؤثر على الاشتراكيين سلبا في الانتخابات، لكن العكس هو الذي حصل، حيث زاد الدعم الشعبي للحزب بمليون صوت في انتخابات يوليوز التشريعية”.

الإسبان ودعم المغرب

وأكد المحلل السياسي، على أن هذه النتيجة “بينت أن الإسبان يدعمون الرئيس في قراراته اتجاه المغرب، إذ أنه مباشرة بعد هذه النتائج، قام بزيارة خاصة للمغرب لقضاء عطلته الصيفية”.

وأشار إلى أن زيارة سانشيز إلى المغرب، هي “رسالة واضحة لجميع الجهات، إذ أعيد انتخابه لولاية ثانية، وهو ما سيجعله يعمل على تطوير علاقته مع المغرب، التي يعتبرها أساسية واستراتيجية ومصيرية بالنسبة لإسبانيا”.

وأوضح الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، أن “هناك ملفات مشتركة يجب العمل عليها بشكل مشترك، لضمان استقرار المنطقة، وأن علاقة البلدين وصلت إلى مرحلة من النضج السياسي من خلاله يستطيعون العمل على ما هو مشترك، وترك الملفات التي تشكل الاختلاف للجن من أجل التشاور فيها، دون أن تأثر على عمل الملفات المشتركة”.

التنقيب عن النفط

ولفت شباط، إلى أن مسألة التنقيب عن النفط في السواحل الأطلسية لا تشكل الاستثناء، لذلك “فكل الملفات العالقة بين البلدين سيتم طرحها، وستناقش بعيدا عن الأضواء الإعلامية والمزايدات السياسية، لأن ما يجمع البلدين هو أكثر مما يفرقهما. هذه الرقعة الجغرافية تحتاج إلى تعاون جاد بين المغرب وإسبانيا، لأنهما هما الضامنين لاستقرارها”.

وخلص المتحدث، إلى أن جهة كناريا، مستقبلها الاقتصادي يتواجد مع جارتها المغرب، حيث النخب الكنارية تعلم حق المعرفة ذلك، قبل أن ينهي حديثه بالقول: “لكن الحزب القومي الكناري الحاكم مع الحزب الشعبي، رغم أنه لم يفز في الانتخابات الجهوية التي فاز بها الاشتراكيون، ما زال يتخبط في متاهات الماضي.. ولي اليقين أنه سيواكب مسيرات الحكومة المركزية في تعميق علاقة إسبانيا بالمغرب، لأن جهة كناريا، وجهة الأندلس، هم من أكبر المستفيدين من انفتاح إسبانيا على المغرب، ومن خلاله على إفريقيا”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *