مريم الحمداوي تعد أزمة المياه التي يعاني منها المغرب، منذ حوالي 6 سنوات من أهم القضايا الراهنة التي تركز عليها المملكة، محاولة إيجاد حلول لذلك، نظرا لأهمية هذه المادة الحيوية وتأثيرها على المجال الفلاحي وبالتالي تكلفتها على الاقتصاد الوطني.
وفي هذا الصدد، يرى يوسف كراوي الفيلالي، الخبير الاقتصادي والباحث في مجال الماء، أن ’’استعمال الموارد المائية بالقطاع الفلاحي أصبح اليوم يناهز 89 في المائة، في الوقت الذي يشير فيه المعدل العالمي إلى 70 في المائة، وذلك لأن المملكة عبر مجموعة من المنتوجات الفلاحية التي تنتجها تستنزف الفرشة المائية، حيث نذكر منها الأفوكادو، البطيخ، الطماطم والليمون وهي كلها موجهة للتصدير حيث تحقق منها البلاد نسبة 13 بالمائة كصادرات فلاحية’’.
وأضاف يوسف كراوي الفيلالي، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، أن ’’اليوم هناك إنهاك كبير للفرشة المائية’’، مشيرا إلى أنه ’’لدينا 3.4 مليار متر مكعب فقط من المياه السطحية، أما المياه الجوفية فهي 4 ملاير متر مكعب فقط’’.
وأكد الفيلالي، أن ’’هناك طلب جد مرتفع على الماء، تقريبا 14 مليار متر مكعب، إلى جانب العديد من التحديات الكبيرة المرتبطة بالمناخ والتغيرات المناخية، بحيث أن التساقطات التي كانت تسجل 1000 ميلمتر سابقا انخفضت اليوم كثيرا’’.
وسجل المحلل الاقتصادي، أن ’’هذه المعطيات تستدعي منا الحذر ومراجعة السياسات المتعلقة بالفلاحة والزراعة والتركيز على السوق الوطنية والاكتفاء الذاتي وعلى توفير الخضر والفواكه التي تخص الأسواق الوطنية، عوض تصدير هذه الخضروات والفواكه التي تنهك الفرشة المائية ولا تساهم في الاكتفاء الذاتي الداخلي’’.
