“لحسا لحمر” و”كبد الإبل”.. أكلات تقليدية في قلب المائدة الرمضانية للصحراويين

رغم تشابه عادات المغاربة في شهر رمضان، إلا أن هذه المناسبة الدينية في الأقاليم الصحراوية، تنفرد بمجموعة من الطقوس والعادات الرمضانية، خاصة تلك المتعلقة بالأكل. إذ أن المطبخ الصحراوي، يتميز بمأكولات تتلائم مع طبيعة ونمط عيش الصحراويين، وخصوصية حياتهم الخاضعة لظروف الطبيعة، بالرغم من أن كثيرا من هذه المأكولات، باتت مهددة بالاندثار، بسبب عوامل التمدن.

لحسا لحمر

هذا ما أكدته غْلَيْلَة، وهي شابة منحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، مبرزة أن المائدة الرمضانية الصحراوية، أصبحت في الآونة الأخيرة، تتكون من “البيتزا”، و”البطبوط المحشو”، و”البسطيلة”، و”المملحات” وغيرها من المأكولات التي يعتبرها كثير من الصحراويين، أكلات “دخيلة” على مطبخهم.

وفيما يخص المأكولات الصحراوية الرمصانية، أوضحت غْلَيْلَة، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “لحسا لحمر كانت ولا زالت نجمة مائدة الإفطار بالصحراء”. مبرزة أن هذا الحساء معد أساسا من دقيق الشعير الطبيعي.

وفي ذات السياق، أضافت الشابة المنتمية لقبيلة آسا، أن أهل الجنوب، وإلى جانب “لحسا لحمر”، أو “لحسا دقيق الزرع”، يفضلون تناول “حساء الدشيشة”، المكون من حبات “البلبولة الرقيقة” المطبوخة مع الماء وزيت الزيتون والحليب والملح.

ولفتت إلى أن مائدة الإفطار، تتضمن كذلك التمور التى يتم حشوها بزبدة الماعز، والتي يتم مرافقتها مع “لحسا”. ولتكون المائدة مكتملة، تضيف ذات المحدثة، أنه من الضروري أن تتوفر على البيض “البلدي” المسلوق.

جلسة الشاي

وأكدت الشابة العشرينية، على أنه لا يمكن الحديث على مائدة إفطار صحراوية، دون الحديث عن كبد الإبل “الذروة” مع المشوي على الفحم. مضيفة أن “ذروة الجمل”، تكون خاليا تماما من الكوليسترول. لافتة إلى أن هذه المشاوي، تعد الوجبة الرئيسية لدى الصحراويين.

إلى ذلك، أشارت المتحدثة، إلى أن الشاي أو “أتاي” الصحراوي الأصيل، يحتل مكانة استثنائية في مائدة الإفطار. مشددة على استحالة أن تكون مائدة رمضانية، دون أن تصاحبها “طبلة” أو “صينية أتاي”، الذي يكون مركزا للغاية، ومحضرا بطريقة خاصة وفق طقس مميز.

وأضافت غْلَيْلَة في تصريحها، أنه لا يمكن للصحراويين الشروع في الحديث ومناقشة المواضيع المختلفة دونه، على اعتباره رفيق الجلسات، وأنيس الأحاديث. مشيرة كذلك، إلى أن اللبن الطازج، أو “الزريك” بالحسانية، فضلا عن حليب النوق أو الماعز، يحتلان صدارة المشروبات الرمضانية.

وفي ذات الصدد، أبرزت أن “الشباكية” لا تجد مكانا لها فوق مائدة الإفطار، وشرائها أو إعدادها ليس ضروريا، ويتم تناولها من طرف “التركة” فقط، أي الأطفال. لافتة إلى أن “سليلو” الذي يعد من التحليات التي لا تخلو منها الموائد الرمضانية، الذي يكون خاليا من الزيوت، ويتم إضافة دقيق القمح فيه، قائلة إنه يشكل زادا للصائمين بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *