مهى فطيري في محاولة صريحة لخلق الحدث واقتحام المنافسة السينمائية بقصة وممثلين كبار في تيمة غير مسبوقة، يعمد صناع الفيلم السينمائي الجديد “المسخوط”، تقديم منتوج فني مغربي أصيل يجمع بين التقاليد المغربية والهوية المتميزة في مزيج فريد ينقل للمغاربة صنفا جديدا من الأفلام والحكايا الطريفة ذات الرسائل العميقة.
ووسط عبق الطبيعة، تظهر القصة التي عشقها السيناريست وحلم بها المخرج إلى أن جسدها الممثلون، بعيدا عن ضجيج المدينة وصخبها، فيلم “المسخوط”، يعالج بشكل مغاير الشرخ الذي يصيب علاقة الأبناء بالآباء إلى حدّ القطيعة، من خلال حكاية شاب قاطع أباه لسنوات بسبب خلاف قديم، يجد نفسه مضطرا إلى الاستجابة لوصية أبيه بأخذ جثته ودفنها في منطقة بعيدة.
وصورت كل مشاهد الفيلم بنواحي مدينة بنسليمان، هذه المدينة البسيطة التي تتمتع بمناظر طبيعية مغرية لفريق الإنتاج وفازت بنصيب مسرح الأحداث، حيث استغرق الإعداد والتصوير مدة أربعة أشهر تقريبا.
يلتقي الممثلان محمد خيي ورفيق بوبكر كبطلين رئيسيين، ترافقهما نخبة من الأسماء المعروفة في الساحة الفنية المغربية، كالممثلة العائدة نجاة خير الله والفكاهي محمد عاطر وأحمد الشركي وأسماء القرطبي ومحمد لقلع وعبد الرحيم الغزواني والزوبير عميمي وبوشعيب العمراني،
السيناريست منير باهي يدخل لأول مرة تجربة الكتابة للسينما، بعد اشتغاله لسنوات في الكتابة للمسرح، حيث يقول منير باهي في تصريح لـ”بلادنا24“: “كنتُ محظوظا بالتواجد في موقع التصوير منذ أول يوم، قريبا جدا من الشخصيات التي كانت قبل فترة مجرد كائنات افتراضية على ورق. كان ممتعا أن أتابع الأحداث التي تخيلتها وقد صارت حقيقة، هذا فعلا شعور استثنائي لا نعيشه في المغرب دائما ككتاب سيناريو، فالسيناريست عندنا تنتهي مهمته بل وجوده مباشرة بعد وصول موعد التصوير، وربما قبل ذلك. لهذا أنا ممتن جدا للمنتج منير كَرمود والمخرج عبد الإله زيرات اللذين أصرا على تواجدي، ومنحاني “التقدير” الذي يحلم به أي سيناريست مغربي”.
بعد أسابيع طويلة من التصوير، انتهى فريق العمل الذي يقوده المخرج، عبد الإله زيرات من التصوير في أجواء حماسية، وهو الأمر الذي أكده، في تصريحه خصه لـ”بلادنا24“، قائلا: “فيلم “المسخوط”، مشروع سينمائي يدخل في إطار الكوميديا، مشروع جاء بعد تفكير عميق و إصرار كبير من منتج شاب أصر بشجاعة على إنتاج هذا الفلم بتمويل ذاتي وبإمكانيات محدودة، ولكن بالإصرار والعزيمة استطاع فريق العمل تحويل هذا الحلم إلى واقع”.
وعن قصة الفيلم، يقول المتحدث: “الفلم يحكي عن العلاقة الصعبة و المعقدة ما بين الأب، الذي يجسده الممثل محمد خيي، و الابن، الذي يجسده الفنان رفيق بوبكر، الذي يجد نفسه بين ليلة وضحاها مرغما على مرافقة والده في رحلة، يلتقيان خلالها مجموعة من الشخصيات الفريدة، الغريبة و حتى المختلفة، و يعيشان فيها مغامرات ومواقف طريفة”.
يقول زيرات، أن فكرة فيلم “المسخوط”، له بمساعدة السيناريست منير باهي، كانت تجربته بمثابة تحدي كبير، حيث يقول: “كنت واع تماما بأنه من الصعب إضحاك المتفرج المغربي، لذالك عملنا كثيرا على كتابة و اعادة كتابة السيناريو أكثر من مرة وكنت واع كذالك بمدى صعوبة تصوير الشريط بامكانيات جد محدودة في ظرف وقت قصير جدا، لكنها كانت بصراحة تجربة مهمة و مفيدة جدا، و كنت سعيدا بالعمل مع طاقم تقني ممتاز و العمل كذالك مع ممثلين من الطراز العالمي، كالفنان محمد خيي و رفيق بوبكر، ممثلين محترفين بمعنى الكلمة، رفقة كل من نجاة الواعر، و سعيد ضريف و نجوى أحمد الفايدي، إسماعيل بويه، أحمد الزكي و عبد الرحيم الغزواني، دون نسيان الفنان الكبير محمد عاطر، وآخرون سيكونون مفاجأة للجمهور”.
وبحسب تصريحات مخرج الفيلم، عبد الإله زيرات، فإن الشريط سيرى النور غالبا في الأشهر الأخيرة من السنة الجارية.
