الطابوهات في السينما.. صراع بين “صورة الواقع” وخلق “البوز”

يرى بعض المتابعين للسينما في المغرب، أن الأفلام المغربية أصبحت أكثر جرأة من أي وقت مضى، حيث يسعى صناع الأفلام إلى تحقيق نجاح دولي، واستحضار اهتمام المهرجانات العالمية، وحتى الجماهير، وخاصة الشباب منهم، عن طريق طرح الطابوهات، والمواضيع المسكوت عنها نوعا ما، وهو ما يعيد النقاش حول الغاية الأساسية من هذه الإنتاجات للواجهة.

من مختلف مشاهد الاغتصاب، وزنى المحارم، إلى البيدوفيليا، والمشاهد الرومانسية الجريئة، وصولا إلى ظواهر اجتماعية مختلفة، طرح يزعج الكثير من مرتادي القاعات السينمائية، تطلعا للاستمتاع بتجربة أكثر متعة وارتياحا.

كشف عيوب المجتمع

وفي هذا السياق، قال الناقد السينمائي، عبد الكريم واكريم، تعليقا على اشتغال السينما المغربية على الطابوهات، إن “من المفروض أن يكون تناول الطابوهات في الأفلام السينمائية، بهدف مناقشة المسكوت عنه، والقضايا الموجودة في المجتمع التي تُعتبر من المحرمات، والتي لا يمكن الحديث عنها”.

وأضاف عبد الكريم واكريم، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “المخرجون الحقيقيون، والمبدعون، عندما يتناولون الطابوهات، سواء كانت تتعلق بالجنس، الدين، أو السياسة، يفعلون ذلك بشكل فني، يهدف إلى تحدي توقعات المجتمع، وكشف عيوبه، وتسليط الضوء على الأمور التي نشهدها في مجتمعنا، لكن نرفض الحديث عنها، وربما نتسامح مع أشياء نراها تحدث وكأننا لا نراها إذا حدثت في السر، ونحاول أن نغض الطرف عنها”.

الدولة أكثر تسامحاً

وأوضح المتحدث، أنه “في الماضي، كانت السلطة تمنع الحديث عن المواضيع السياسية، وبعض الطابوهات الأخرى. الآن، نرى أن المجتمع نفسه أصبح يمتلك سلطة أكبر من سلطة الدولة”. مردفا: المجتمع أصبح أكثر رقابة، وأكثر رفضاً لمثل هذه الطابوهات، خصوصاً عند الحديث عن مسائل تتعلق بالجنس أو الدين، بينما أصبحت الدولة أكثر تسامحاً مما كانت عليه في الماضي”.

وتساءل الناقد السينمائي: “هل هناك أشخاص يتناولون هذه الطابوهات، لا لمعالجة الظواهر الاجتماعية، بل لإثارة الجدل وجذب الجمهور؟”. مجيبا: “بطبيعة الحال، هناك هذا النوع من المخرجين، وكم من فيلم رأينا فيه حضور الجسد بشكل غير مبرر. تهدف مشاهد معينة فقط لجذب الجمهور، وليس لتناول قضايا حقيقية تتعلق بالجسد أو الجنس والكبت المجتمعي”.

وأبرز واكريم، أن هناك مخرجون يتعمدون على إثارة الجدل، واستفزاز شريحة من المجتمع، لأن الأفلام التي يتم رفضها، أو الحديث عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، “لا يجب أن تكون تستفيد من هذا الجدل كنوع من الدعاية، إذ تذهب شريحة واسعة لمشاهدتها”. موضحا: هذه الضجة، رغم أن منتقديها يظنون أنهم يحاربون الفيلم، فإنهم في الواقع يصنعون له نوعاً من الإشهار، لأن كل ممنوع مرغوب”، على حد تعبيره.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *