السنن في الصلاة.. سنن الصلوات الخمس .. المؤكدة وغير المؤكدة تعرف عليها

في ظل تزايد الوعي الديني والاهتمام المتزايد بالتعلم والتطوير الشخصي، يعبر المسلمون حول العالم عن رغبتهم الشديدة في التعرف على جميع تفاصيل الصلاة، وخاصة ما يتعلق بالسنن، حيث تعتبر الصلاة من أهم العبادات في الإسلام، وتعكس تواصل المؤمن مع الله وتعبيره عن التواضع والخضوع أمامه، لذلك سنخصص هذا المقال للحديث عن السنن في الصلاة.

السنن في الصلاة

تعد السنن جزءًا هامًا من الصلاة، حيث تشمل الأعمال والأدعية الاختيارية التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي يُنصح المسلمون باتباعها، ومن هذه السنن النبوية المستحبة: تكبيرة الإحرام، والقراءة الإضافية في الركعات السنة، والتسبيح بين السجدتين، وقراءة الأذكار بعد الصلاة، حيث تتنوع هذه السنن بين الرواتب (السنن المؤكدة) والغير المؤكدة، وتعتبر فرصة للمسلمين للتقرب من الله وزيادة أجرهم.

مع تطور وسائل التكنولوجيا وانتشار الإنترنت، أصبح من السهل على المسلمين الوصول إلى المعلومات المتعلقة بتفاصيل الصلاة والسنن، حيث تتوفر العديد من المواقع الإلكترونية والتطبيقات المخصصة التي تقدم شروحات وموارد تعليمية تفصيلية عن الصلاة والسنن، مما يساعد على تحقيق رغبة المسلمين في التعرف على هذه الأمور الدينية بشكل شامل وسهل.

تعد الجوانب الاجتماعية والتعليمية أيضًا محفزًا لرغبة المسلمين في التعرف على تفاصيل الصلاة والسنن، حيث يقوم العديد من المساجد والمراكز الإسلامية بتنظيم دورات تعليمية وورش عمل خاصة بالصلاة والسنن، بهدف توعية وتثقيف المسلمين وتعزيز فهمهم الصحيح للعبادة، بالإضافة إلى ذلك، يشارك المسلمون في النقاشات الدينية والدروس الجماعية التي تركز على الصلاة والسنن لتبادل المعرفة والخبرات.

وبصفة عامة، يعكس اهتمام المسلمين بالتعرف على جميع تفاصيل الصلاة والسنن رغبتهم في تعزيز علاقتهم بالله والحفاظ على العبادة الصحيحة. يؤكد المسلمون على أهمية التعلم المستمر والتطور الشخصي في مجال العبادة، ويسعون جاهدين لتحقيق التفاهم والتواصل الحضاري بين مختلف الثقافات والمجتمعات.

وهكذا، فمع تزايد الوعي الديني وتطور التكنولوجيا، يستمر المسلمون في التطلع إلى تعلم جميع تفاصيل الصلاة والسنن. يشكل هذا الاهتمام مؤشرًا قويًا على رغبتهم الصادقة في تعزيز عملهم الديني وتطوير أنفسهم في العبادة، حيث ينبغي على المسلمين السعي للتعلم المستمر والبحث عن المصادر الموثوقة لتحقيق رغباتهم والحفاظ على تقويمهم الديني.

سنن الصلوات الخمس

تنقسم سُنَنُ الصلوات الخمس إلى سُنَنٍ قبلية وبعدية، وتُصنَّف في ضمنها سُنَنٌ مؤكدة وأُخرى غير مؤكدة، فالسُنَنُ المؤكدة هي تلك التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُلتزم بأدائها بشكلٍ مُتواصِل، وكان يُحرِص على أدائها بانتظام.

ومن جهة أخرى، فالسُنَنُ غير المؤكدة، فتشمل الأعمال التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصليها في كثيرٍ من الأحيان ولكنه ترك أحيانًا أدائها، فيما يلي تفصيلٌ لكلٍّ من هذه السُنَن.

السنن المؤكدة

كان النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام، يلتزم بعدد من السنن المؤكدة، وقد تم توثيق هذه السنن في حديث مأخوذ عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها، الذي أخرجه الإمام الترمذي، حيث ذكر في هذا الحديث: “من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة، بني له بيت في الجنة: أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر”.

وبالتالي يمكن أن نقدم تفاصيل هذه السنن كالتالي:

  1. ركعتين قبل أداء صلاة الفجر.
  2. أربع ركعات قبل أداء صلاة الظهر.
  3. ركعتين بعد أداء صلاة الظهر.
  4. ركعتين بعد أداء صلاة المغرب.
  5. ركعتين بعد أداء صلاة العشاء.

السنن غير المؤكدة

من ناحية أخرى، هناك السنن غير المؤكدة والتي يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بتأديتها أحيانًا وتركها في أوقات أخرى، وتعرف أيضًا بالأفعال المندوبة، ومن أمثلة هذه السنن: أداء ركعتين أو أربع ركعات قبل صلاة العصر، استنادًا إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعًا”.

وهناك دليل آخر على صحة هذه الركعتين، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء”، فبالإضافة إلى ذلك، هناك ركعتان قبل صلاة المغرب وركعتان قبل صلاة العشاء، وتوجد أدلة على صحتهما في الحديث السابق المذكور.

الحكمة من سنن الصلوات الخمس

تُعرف السُّنن الرَّواتب بأنها السُّنن المؤكدة المُلازمة لصلاة الفرض، سواءً كانت قَبليَّةً أو بعديَّةً، وبحسب اجماع العلماء فعددها اثنتا عشرة ركعةٍ.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الحكمة وراء جوازها تأتي من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، حيث يُسمَح للمسلمين بأداء النوافل والتطوُّع في العبادات، فصلاة السنَّة تُكمِّل النَّقص في الفرائض وتجعلها ملزِمة يوم الحساب.

وفي السياق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ المكتوبةُ، فإن أتمَّها وإلا قيل: انظُروا هل له من تَطَوُّعٍ، فإن كان له تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفريضةُ من تَطَوُّعِهِ ثم يُفْعَلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مِثْلُ ذلك”.

وتضيف الصلاة في السُّنن الرَّواتبُ رونقًا وإحساسًا بالقُرب من الله تعالى وتُعزِّز العلاقة بين الإنسان وربه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ”.

وروي أيضًا عن ربيعة بن كعب الأسلم -رضي الله عنه- قائلاً: “كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ، فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ، قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ”، فبالإضافة إلى ذلك، فإن السُّنن الرَّواتب تزيد من أجر المسلم وتكفِّر عن ذنوبه وترفع درجاته في الآخرة.

سنن يستحب فعلها يوم الجمعة

تحترم النصوص الإسلامية النبوية توجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتسلط الضوء على أهمية سنن الجمعة وفضلها في الحصول على ثواب عظيم من الله تعالى.

ومن بين هذه السنن: الاغتسال واستخدام السواك وارتداء أفضل الملابس وتطيب الجسم وكثرة الصلاة على النبي وقراءة سورة الكهف وتحري ساعة إجابة الدعاء، بالإضافة إلى ذلك، يُحَثّ على المشي إلى المسجد وتحري ساعة الإجابة، حيث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: “أفضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة”.

وكما أن الإكثار من الصلاة على النبي يعد من سنن يوم الجمعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أكثروا عليّ الصلاة في يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيدًا أو شافعًا يوم القيامة”.

ويعود فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة إلى توجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أوصى بالاهتمام بقراءتها في هذا اليوم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء”. ومن الأحاديث الأخرى التي وردت في هذا السياق: “من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال”.

وينبغي على المسلمين أن يكونوا حريصين على التبكير إلى صلاة الجمعة، حيث يوجد تهاون كبير في هذا الأمر، فبعض الناس لا يستيقظون من فراشهم أو يغادرون منازلهم إلا بعد صعود الخطيب إلى المنبر، وبعضهم يتوجهون إلى المسجد قبل بدء الخطبة بدقائق.

وقد ورد في الحديث النبوي عدة أحاديث تحث على التبكير إلى الصلاة في يوم الجمعة، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأوّل فالأوّل، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكّر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة”.

ومن السنن المستحبة أيضًا أن يؤدي المسلم ركعتي تحية المسجد، حتى وإن بدأت الخطبة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب مع أصحابه، وعندما دخل رجل وجلس، قطع النبي الخطبة وسأل الرجل: “أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟” فأجاب الرجل: “لا”، فقال النبي: “قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ”.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *