مهى فطيري الصلاة هي ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة أساسية تقوم عليها حياة المسلم، إنها ليست مجرد سلسلة من الحركات والألفاظ، بل هي تجربة روحية تمتد لتشمل الاتصال العميق مع الله وتعزيز الروحانية والتقوى، وإلقاء الضوء على أهمية معرفة المسلم لخصائص ومقومات الصلاة الصحيحة يأتي من أهمية تعظيم الفوائد الروحية والعملية لهذه العبادة المقدسة، لذلك يحرص المسلم على أدائها بالطريقة الصحيحة خالية من أي أخطاء، لذلك سنجيب في هذا المقال على مكروهات الصلاة.
الصلاة
فهم الصلاة الصحيحة ليس مجرد مسألة تقليد وتعلم من الآخرين، بل هو تعمق في معرفة الأصول والقيم الأساسية لهذه العبادة العظيمة.
ومعرفة المسلم لمختلف خصائص الصلاة الصحيحة يمكن أن يؤدي بتوالي الأيام، إلى تحسين جودة صلاته وزيادة تركيزه وتأثره في الأداء الروحي.
وعلى سبيل المثال، فهم أهمية التركيز الذهني والخشوع في الصلاة يمكن أن يساعد المسلم على تجنب الانشغال بالأفكار والمشاكل العالمية أثناء الصلاة وتحقيق تواصل أعمق مع الله، كما أن معرفة الأدعية والأذكار المناسبة لكل حركة في الصلاة يعزز التركيز ويساعد في تعزيز الروحانية الشخصية.
علاوة على ذلك، يوفر فهم مكونات الصلاة الصحيحة الفرصة للمسلم لتعزيز معرفته الدينية العامة وتعميق فهمه للإسلام، فالصلاة تحتوي على عدة جوانب أساسية تم التطرق إليها عبر آيات القرآن الكريم والسيرة النبوية التي فصلت بشكل مباشر وواضح في تفاصيل ما يجب أن تتوفر عليه الصلاة وأخرى متعلقة بالمكرهات التي يجب على المصلي الحرص على اجتنابها.
مكروهات الصلاة
يتساءل العديد من المصلين في سبيل تحقيق صحة وسلامة صلواتهم عن مكروهات الصلاة، ذلك بأنها تتضمن العديد من الأخطاء التي يجب تجنبها لضمان الخشوع والتركيز في الصلاة، لذلك سنقدم لكم في التالي البعض منها:
- العبث بالبدن: يشمل ذلك التلاعب بالأصابع، مثل كتشبيكها وفرقعتها، قد يؤثر هذا السلوك على التركيز والانغماس في الصلاة، فعلى سبيل المثال، يروى أن شعبة مولى بن عباس قال: “صليت إلى جنب ابن عباس وفرقعت أصابعي، وعندما انتهيت من الصلاة، قال لي: لماذا تلعب بأصابعك وأنت في الصلاة؟”.
يفضل تجنب اللعب بالأصابع واللحية أثناء الصلاة، إلا إذا كان هناك ضرورة مثل الشعور بالحكة.
- رفع البصر إلى السماء: قد يحظر على المصلي أن يرفع بصره إلى السماء أثناء الصلاة، وذلك لعدم إزعاج الآخرين الذين يصلون جنبه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا السلوك قائلاً: “لينتهن أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فإما أن ترجع إليهم أو أن تصير عيونهم مُفْجِرَةً”.
- تغميض العينين في الصلاة: السنة المؤكدة هي الحفاظ على فتح العينين أثناء الصلاة، حيث يفضل أن يلقي المصلي بصره إلى موضع سجوده، ومع ذلك، إذا كان المصلي يحتاج إلى إغماض عينيه خشية عدم التركيز والخشوع بسبب مشتتات قد تظهر له، فإن ذلك يكون مباحا.
- التخصر في الصلاة: يحظر بالاتفاق على المصلي أن يتخصر في الصلاة، ويشير هذا إلى وضع يده على خصريه، حيث نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صلاة الرجل متخصرا، ومع ذلك، يجوز للشافعية أن يتخصر المصلي في حالات الحاجة أو الضرورة.
- يكره أن يصلي المسلم وهو يدافع الأخبثين، ويشمل الأخبثان البول والغائط، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان”.
ويستنبط من هذا الحديث، كراهة أداء الصلاة في وجود الطعام، حيث استدل على ذلك الشافعية والحنابلة من رغبة المصلي في تناول الطعام أو الشراب، حيث يعتبر أنه في ذات الحالة وبالتالي يكره أداء الصلاة في ذلك الوقت، ومن أدلة كراهة أداء الصلاة في وجود الطعام أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء”.
- يكره في الصلاة استقبال النار أو أي شيء منها، وذلك لأنه يشبه بعبادة النيران، وهذا هو الرأي المتبنى لدى المذاهب المالكية والحنابلة.
- يتفق جمهور الفقهاء، بما في ذلك المالكية والحنفية والحنابلة، على كراهة تنكيس السور في الصلاة، ويعني ذلك قراءة سورة في الركعة الثانية أطول من الركعة الأولى.
- يكره في الصلاة أن يشعر المصلي بالنعاس ويكاد يغلبه النوم، ويستدل على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسبب نفسه”.
- يرى فقهاء المذهب الشافعي والحنفي والحنبلي كراهية التثاؤب في الصلاة؛ استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع”.
- يكره وضع ذراعي المصلي مسطحتين على الأرض أثناء السجود، حيث ينبغي رفعهما عن الأرض وتباعدهما، استنادا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب”.
- كما يكره التلثم في الصلاة، أي تغطية الفم، فوفقا للمالكية فإن ذلك يعني تغطية الفم والأنف، وتشترك النساء مع الرجال في هذا الأمر.
- عند المالكية، يكره عند المالكية تكرار نفس السور في ركعتين.
- يكره النظر إلى ما يلهي المصلي عن الصلاة، حيث يجب على المصلي أن يركز ويحافظ على تركيزه وانصرافه في الصلاة، وعدم التفكر في ما يحيط به ويشتت تفكيره عن العبادة.
مبطلات الصلاة
تبطل صلاة الشخص إذا قام بالأمرين التاليين:
- الامتناع عن فعل المحظورات: يجب على الشخص أن يمتنع عن فعل المحظورات أثناء الصلاة، مثل تناول الطعام أو الشراب بشكل متعمد، ما لم يكن ناتجا عن النسيان، وفي الغالب، لا تبطل صلاة الشخص إذا كان قد ابتلع شيئا صغيرا بين أسنانه، ما لم يكن بحجم الحمصة.
حيث يعتبر الكلام المتعمد خلال الصلاة مبطلا لها، ما لم يكن الشخص جاهلا بالحكمة أو ناسيا، ففي هذه الحالة تعتبر صلاته صحيحة، كما يعتبر القيام بأعمال كثيرة بشكل متعمد أيضا مبطلا للصلاة.
وقد صرح العالم النووي بأن “الفعل الذي لا يعتبر جزءا من الصلاة، فإن كان كثيرا فإنه يبطلها بدون خلاف، وإن كان قليلا فإنه لا يبطلها بدون خلاف”.
- ترك ما يجب فعله: إذا ترك الشخص ركنا أو واجبا بشكل متعمد وبدون عذر، فإن صلاته تبطل، وإذا ترك شرطًا من شروط الصلاة تبطل أيضا، ومع ذلك، فإن الشك لا يبطل الصلاة، ويعتبر الشخص باطلا في صلاته حتى يتأكد من تركه لأحد الشروط أو الأركان بشكل واضح.
الأسئلة الشائعة
ما هي مبطلات الصلاة ومكروهاتها؟
أجمع العلماء للإجابة على هذا السؤال بالتالي: “تبطل الصلاة إذا ظهر من المصلي بعض الأصوات كحرفين أو كثر، وهناك أيضا كشف العورة الكثير أو القليل المستمر، والتلفظ بالكلام العمد، غير قراءة القرآن، أو تلاوة الأذكار الواردة، وأخيرا الأكل والشرب عمدا”.
ما العبث الذي يكره في الصلاة؟
فسر العلماء العبث بمعنى القليل باليد، أو الثوب، أو اللحية، أو غيرها، حيث يكون ذلك مكروها إذا كان لغيرِحاجة، أما إذا كان لحاجةٍ فلا بأس، ولكن بشكلٍ يسير.
