محلل سياسي: قلق حكومة الكناري من المناورات المغربية مفهوم ومبرر

من المرتقب أن يجري المغرب، مناورات عسكرية بحرية، في السواحل الأطلسية، اعتبارا من يوم الجمعة المقبل، وذلك بهدف دعم القدرات العسكرية للبحرية الملكية، في مواجهة كافة التهديدات، وهو ما أثار جدلا واسعا، حين تطور خبر الاستعداد لهذه المناورات، وأصبح مصدر قلق في مدريد، كما أنه بات يقض مضجع حكومة جزر الكناري.

تقوية التواجد

وتعليقا على الموضوع، أوضح المحلل السياسي، محمد شقير، أن هذه المناورات المزمع تنظيمها، تدخل في إطار تحالف استراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، والذي يشمل عدة مجالات. مشيرا إلى أن “مناورات الأسد الإفريقي، لا تقتصر فقط على البر أو الجو، وإنما تشمل أيضا المجال البحري، بدليل اختيار أكادير من بين المناطق التي ستشهد هذه المناورات في شهر ماي المقبل”.

وأبرز شقير، في تصريح لـ”بلادنا24“، أن “المغرب، في إطار ترسيم حدوده البحرية مع إسبانيا، وتقوية تواجده في كل مجال بحري، بما فيه المجال المحاذي لجزر الكناري، من مصلحته أن يظهر تواجده في هذه المنطقة، خصوصا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية”. هذا التواجد، يضيف المصدر، أنه “يعتبر أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للمغرب”.

وفي حديثه عن الأهداف الرئيسية لإجراء هذه المناورات، وعن التوقيت والمكان، أوضح المتحدث، أن “هذه المسألة، تدخل في إطار التهديدات، وعدم استقرار المنطقة، خاصة وأن جزر الكناري محاذية للمنطقة الإفريقية، بما فيها منطقة الساحل”.

وفي هذا الصدد، أضاف محمد شقير، أن “إطلاق المغرب ما سماه بالمبادرة الأطلسية، تعكس أيضا هذا التواجد، لكون هذه المبادرة لا تشمل المغرب، وإنما تعكس هذا التحالف الاستراتيجي بين الدولتين المتواجدتين في ضفة الأطلسي، الولايات المتحدة من الجانب الغربي، والمغرب من الجانب الشرقي”.

قلق الكناري مفهوم ومبرر

وفيما يخص الأسباب التي تقف وراء قلق حكومة جزر الكناري من إجراء المناورات العسكرية قبالة سواحلها، أوضح المحلل السياسي، أنه “سبق لسلطات جزر الكناري أن أبدت قلها، وعبرت عنه قبل هذه المناورات”. هذا القلق، يضيف أنه “عبرت عنه ذات السلطات، حين طالب المغرب بترسيم حدوده البحرية، لتحاول بعد ذلك سلطات جزر الكناري، بانتقاد هذه الخطوة، والضغط على السلطة المركزية في مدريد، بغرض التفاوض من جهة، والعمل على إيجاد تسوية مع المغرب، من جهة أخرى”.

وفي ذات السياق، لفت شقير، إلى أن “قلق حكومة الكناري من المناورات المغربية قبالة مياه الجزر، مفهوم ومبرر، على اعتبار أن هذه المناورات تقتحم مجالا كانت جزر الكناري تحتله وتتواجد فيه بشكل منفرد”.

إلى ذلك أيضا، أبرز المتحدث، أن “هذا القلق، يعزى أيضا، إلى أن جزر الكناري، تحتوي على ثروات تروبيك، وهذه الأخيرة هي التي تفسر هذا التواجد الأمريكي المغربي في المنطقة”.

وفي ختام تصريحه، أشار محمد شقير، إلى أن “تروبيك أضحى محط تنافس بين العديد من القوى، بما فيها جرز الكناري، وهذه الأخيرة تتخوف من أن هذه المناورات تعكس نوعا من الامتلاك والتحكم في هذه الثروات”.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *