سجلت أسعار اللحوم الحمراء، ارتفاعا ملحوظا، وذلك مباشرة بعد عيد الفطر، لتصل إلى مستويات قياسية، بمختلف محلات الجزارة بالمملكة. وقفز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم بالجملة بعد عيد الفطر، إلى 120 درهما، ليتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم البقر، الذي أصبح بـ90 درهما للكيلوغرام الواحد.

ويبدو أن تداعيات الجفاف متواصلة، رغم أمطار الخير التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، والتي كان من المتوقع أن تخفض من ثمن الأعلاف، وبالتالي التخفيض في أسعار اللحوم الحمراء، غير أن ما حصل عكس ذلك تماما.

اقتراب عيد الأضحى

وكشف المدني دروز، رئيس جمعية مع المستهلكين، أن هذا الارتفاع الذي تسجله أسعار اللحوم الحمراء، “يؤثر بشكل كبير على قدرة المستهلك المغربي، الذي تضرر كثيرا، ولازال يتضرر’’.

وأكد دروز، في تصريح لـ’’بلادنا24’’، على أن ’’هذا الارتفاع، راجع بالدرجة الأولى إلى اقتراب عيد الأضحى، بحيث أن مربي الأغنام ينتظرون ارتفاع الأثمنة، من أجل بيع أغنامهم بثمن مرتفع، في الوقت الذي يريدون’’. مضيفا أن ’’هناك نذرة في اللحوم المعروضة للبيع بالنسبة للمواطنين’’.

واعتبر المتحدث، أن مربي الأغنام أو ’’الكسابة’’، ’’حينما يرون بأن أثمنة الأغنام قد ارتفعت، يقومون برفع أثمنة لحوم الأبقار أيضا، لكن بنسبة قليلة’’. مسجلا كون ’’المغرب في هذه الفترة، يتجه نحو استيراد رؤوس الأغنام من الأسواق الخارجية، للاستجابة للطلبات المرتفعة خلال فتلاة العيد’’.

التأثير على القدرة الشرائية

وعن تأثير ارتفاع أسعار اللحوم على جيوب المستهلك، قال المدني دروز، إن “أي ارتفاع، كيف ما كان نوعه، في أي منتوج، يكون له تأثير على القدرة الشرائية للمواطن المغربي، الذي تضرر  كثيرا نتيجة التضخم، كما أن الأسر أيضا، أصبحت لا تتمكن من شراء المنتوجات، بسبب لهيب أسعارها’’.

وأبرز المتحدث ذاته، أن ’’القدرىة الشرائية للمغاربة خلال هذه  الأيام منهارة، والارتفاعات تطال جميع المجالات’’. معتبرا أن ’’مصاريف رمضان، وعيد الفطر الذي يحل مباشرة بعد شهر الصيام، تثقل كاهل الأسر المغربية’’.

وأبرز أنه ’’وبالرغم من تسجيل العديد من الخضر والفواكه، انخفاضا في أثمنتها، غير أن ذلك لا يستمر لفترة طويلة’’. مردفا بالقول: ’’حينما يرتفع ثمن البطاطس مثلا، ينخفض ثمن الطماطم، والعكس صحيح، مما يؤدي إلى غياب التوازن’’.