شخصية فذة وحضور بارز.. الأمير مولاي الحسن حامي ميراث الدولة العلوية

يحتفي ولي العهد الأمير مولاي الحسن والشعب المغربي، بذكرى ميلاده الواحد والعشرين، الموافق لـ8 ماي من كل سنة، وهي مناسبة تتجدد فيها الفرحة ذاتها التي عاشها الشعب، حين أشرقت فيه جنبات القصر الملكي، بميلاد الوريث الواضح لعرش المملكة المغربية العظمى، والذي اختار له العاهل المغربي الملك محمد السادس من بين الأسماء، اسم مولاي الحسن. فمن يكون ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ذو الشخصية القيادة الفذة وصفات كاريزمية تشد الأبصار؟

حين أشرقت جنبات القصر الملكي

في 8 ماي 2003 أصدر القصر الملكي بلاغ إعلان ولادة الأمير مولاي الحسن، سليل الدوحة النبوية الطاهرة والمنحدر من العائلة العلوية الفيلالية الشريفة، الابن البكر للملك محمد السادس والأميرة للا سلمى، حامي ميراث دولة يمتد عمرها لأكثر من 12 قرنا، وأسرة علوية تتوارث العرش مند أزيد من 4 قرون.

يوم ميلاد الأمير، لم يكن كأي يوم اعتيادي، وإنما شكل حدثا عظيما بالمملكة المغربية، عقبته احتفالات بهيجة، بدءا بإطلاق المدفعية 101 طلقة احتفاء بالمولود الذكر، الذي يعني استمرارية السلالة الملكية، بالإضافة إلى التدفق العفوي للشعب المغربي، من مختلف المدن وأقاليم المملكة، إلى ساحات المشور السعيد بالقصر الملكي العامر بالرباط، لمباركة هذا الحدث الكبير.

منذ ولادة الأمير مولاي الحسن، كما يناديه كل المغاربة، سمي وليا للعهد، فقدره التاريخي أن يكون ذلك الطفل الصغير، الذي يعيش داخل البلاط الملكي في كنف والده، ليتلقى ثقافة وبروتوكول الملوك، ليعيش إلى يومنا هذا كمشروع ملك، متأهبا لأن يصبح عاهلا للبلاد وأميرا للمؤمنين.

ميلاد الأمير مولاي الحسن فرح لم يكن عابرا، فقد أقيم يوم 15 ماي 2003، حفل عقيقة الابن البكر للملك محمد السادس، الذي جرى الاحتفال به في كافة مدن المملكة، من شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها، ليعبر الشعب المغربي بفرحته وسعادته الغامرة لملكه.

المدرسة المولوية.. مدرسة الملوك العلويين

في 2008 بدأت الحياة المدرسية لمولاي الحسن، بالمدرسة المولوية الواقعة بقلب قصر الرباط، التي أسسها العاهل الراحل محمد الخامس عام 1942، لتكون مدرسة خاصة بالأمراء والأميرات من العائلة المالكة، إلى جانب زملائهم ممن يتم إعدادهم ليصيروا نافذين داخل الدولة العلوية، (بدأت) في سن الخامسة من عمره.

انطلق أول فصل للأمير المحبوب، الذي سمي بالحسن تيمنا وتبركا بجده الملك الحسن الثاني، في ظل نظام تعليمي صارم، يمزج بين التكوين العلمي والأدبي والتاريخي والديني. كما كان اليوم الدراسي لولي العهد، يبدأ من السادسة صباحا ويستمر إلى الحادية عشرة ليلا، بين حفظ القرآن الكريم والحصة الرياضية، وتلقي الدروس إلى جانب حصة المراجعة الليلية.

كثيرة هي البرامج الدراسية، التي درسها ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والتي لا تتدخل فيها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لا من قريب أو بعيد، مثل الفلسفة، وتحليل النصوص، والتاريخ، والجغرافيا، والنحو، وتاريخ الآداب، والترجمة، واللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، والعلوم والرياضيات، والتي من شأنها إنجاح مهمة إعداد ملك المستقبل، خاصة وأن تربيته وتكوينه هي قضية دولة، لا أسرة ملكية فقط.

بعد إتمام دراسته الثانوية، التحق مولاي الحسن بكلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، التابعة لجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية في بنجرير، في أكتوبر من العام 2021، عكس والده الملك محمد السادس الذي درس القانون بكلية العلوم القانونية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، وجده الملك الراحل الحسن الثاني، الذي درس القانون وأتم تعليمه الجامعي بمدينة بوردو الفرنسية.

صناعة ملك وحامي ميراث الدولة العلوية

لم يغب الأمير مولاي الحسن عن أعين الإعلام منذ ولادته، ففي سنة 2004 ظهر ولي العهد لأول مرة في نشاط رسمي، عندما رافق والده في حفل استقبال الفريق الوطني لكرة القدم، الذي كان بلغ نهائيات كأس إفريقيا للأمم بتونس، ولفت الأنظار وتصدر عناوين الصحف المغربية والعربية والعالمية، مثلما شد الأنظار إليه أيضا عام 2017، عندما شارك إلى جانب والده في قمة “كوكب واحد” التي أقميت في عاصمة الأنوار باريس.

ببروتوكولية صارمة في الظهور خلال الأنشطة الرسمية، غير نظرة المغاربة إليه في السنوات الأخيرة، حين لم يعد رفيق والده الملك، الذي يقف على يمينه في الأنشطة الرسمية، بل فرض حضوره في عدد من الأنشطة التي يترأسها بمفرده، سواء داخل المملكة أو خارجها.

كما أصبح ينوب عن والده الملك في كثير من المناسبات الدولية، على غرار تمثيله في 30 من عام 2019، في مراسم تشييع جثمان الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. كما حضر في قصر الإليزيه في نفس اليوم مأدبة غذاء أقام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على شرف رؤساء الدول الذين حضروا مراسم التشييع، مرتديا اللباس التقليدي والسلهام المغربي.

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *