دعاء للمريض.. اللهم أنت الشافي

تعتبر الصحة من أهم وأكثر النعم التي يمن الله بها على عباده المسلمين، وهي أمانة الله التي يجب على الجميع الحفاظ عليها، وإذا كتب المرض أو الداء على الجسد وجب علاجه، ومن بين الأمور التي تساعد على العلاج، هي الدعاء الذي يخلق صلة الوصل بين العبد وربه، لذلك في هذه المقالة سنذكر لكم أكثر الأدعية بحثا على محركات البحث “اللهم أنت الشافي”.

المرض

المرض، حالة غير طبيعية تعلن عن وجود خلل في وظيفة الجسم أو هيكله الذي يؤدي إلى حدوث اختلال في الصحة سواء على المستوى الجسدي أو حتى النفسي.

ويمكن أن يكون المرض نتيجة لعوامل مختلفة، بما في ذلك العدوى بواسطة ميكروبات (مثل الفيروسات أو البكتيريا)، أمراض الجهاز المناعي، العوامل الوراثية، التغيرات البيئية، الاضطرابات النفسية، التغذية الغير صحية، أو عوامل أخرى.

وتتنوع أنواع المرض بشكل كبير وتشمل الأمراض حتى الحادة والمزمنة، فالأمراض الحادة هي تلك التي تنشأ بشكل سريع ومؤقت، مثل نزلات البرد والإصابات البسيطة، أما الأمراض المزمنة فهي التي تستمر لفترة طويلة وتحتاج إلى رعاية وإدارة طويلة الأمد، مثل السكري والضغط الدموي وبعض أنواع السرطان.

وقد يتراوح تأثير المرض من حالة بسيطة تتطلب فقط راحة وعلاج طبي بسيط، إلى حالات خطيرة مهددة للحياة تتطلب عناية طبية فورية ومتخصصة.

وقد تظهر الأعراض المرتبطة بالمرض على المستوى الجسدي، مثل الألم والتعب والحمى، أو على المستوى العقلي والنفسي، مثل التوتر والاكتئاب.

دعاء المرض

تتعدد الأدعية التي يتحصن بها المسلم عند المرض، فتجدها الدواء النفسي الأول الذي يطمئن الروح قبل الجسد بأن الله هو الشافي الذي بيده جميع الحلول، كما أن الدعاء وصل قوي يرتبط به الله بعباده.

هناك العديد من الأسباب التي تجعل من الدعاء رفيق المسلم في لحظات مرضه، ولتشبته بهذه العبادة أسباب كثيرة، نذكر منها التالي:

  1. الاعتماد على الله: الله هو المدبر الحقيقي لكل شيء في هذه الحياة، بما في ذلك الصحة والمرض، وعندما يتعرض المسلم للمرض، يتعلم أن يعتمد على الله ويطلب منه الشفاء والرحمة.
  2. الاقتداء بالأنبياء والصحابة: يروي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من القصص التي تحث المسلمين على الدعاء أثناء المرض، فعلى سبيل المثال، النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله عندما يكون مريضا، وكذلك صحابته الكرام، لذا، يعتبر الدعاء في المرض سنة نبوية مستحبة.
  3. الراحة النفسية والطمأنينة: يساعد الدعاء على تخفيف الضغوط النفسية وإيجاد الطمأنينة في الوقت الذي يعاني فيه المسلم من المرض، فعندما يدعو المريض الله ويعبر عن حاجاته ومخاوفه، يشعر بالارتباط الروحي والثقة بأن الله يسمع ويستجيب لدعائه.
  4. الأمل والتفاؤل: الدعاء يمنح المريض الأمل والتفاؤل بالشفاء، فالله هو القادر على شفاء جميع الأمراض وتخفيف آلام، وبالتالي فإن الدعاء يساهم في إشعال الأمل والثقة في أن الله سيكون مع عبده ويمنحه الشفاء.
  5. التواصل مع الله: الدعاء في المرض يعتبر فرصة المسلم للتواصل المباشر مع الله، فيمكن للمريض أن يعبر عن مشاعره وأحاسيس لله في الدعاء بكل خشوع وصدق.

دعاء اللهم أنت الشافي

تتنوع الأدعية التي يمكن أن يتم الدعاء بها لطلب الشفاء من الله تعالى، ومن بين الأدعية المشهورة التي يتكرر استخدامها كثيرا في حالات المرض، نجد الدعاء التالي:

“اللهم رب الناس اذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما، أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت يارب العالمين”، فهذا الدعاء يعكس قوة الاعتقاد بأن الله هو المُشفي، ولا يوجد شافٍ سواه، ولا شفاء إلا بمشيئته، ولا يُزيل المرض سوى رحمته وعطفه”.

يوجد حديث شريف يذكر فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما”، على اعتباره اعتراف صريح بأن الله هو مصدر الشفاء الأول وباقي المستحضرات العلاجية مجرد أسباب.

وتبعا لما سبق، فقد ورد عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لكل داء دواء، فإن أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله تعالى”، ونقل أسامة بن شريك رضي الله عنه، أنه أتى في يوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فوجد وكأنما على رؤوسهم الطير، فسلم ثم قعد، فجاء الأعراب من ههنا وههنا، وقالوا له: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: “تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء، إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم”.

وهناك أيضا بعض الأدعية التي يمكن أن نرددها لطلب الشفاء من الأمراض، مثل “اللهم أنت الشافي المعافي اللهم رب الناس اذهب البأس”، وأيضا دعاء المريض الذي يقول فيه “اللهم ألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجلًا، وشافِنا وعافِنا واعف عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولنا برحمتك يا أرحم الراحمين”، وكذلك “اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين شفاءً لا يغادر سقمًا، اللهم يا من تعيد المريض لصحته، وتستجيب دُعاء البائس، اشف كل مريض”.

ويمكن للمريض أن يطلب الشفاء أيضا بقول: “رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، يا إلهي، اسمك شفائي، وذكرك دوائي، وقربك رجائي، وحبّك مؤنسي، ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة، وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم”.

بهذه الأدعية، نتوجه إلى الله تعالى طلبا للشفاء، معترفين بأن الشفاء الحقيقي يأتي منه وأن العلاجات والأسباب الطبية هي مجرد وسائل يستعملها الله في إجابة دعاءنا وتحقيق الشفاء في الأخير، فنؤمن دائما بأن الله هو المخلص الحقيقي القادر على إزالة الأمراض واستعادة الصحة.

نسأل الله بالدعاء، أن يشفينا ويشفي جميع المرضى المسلمين، علما منا أنه وحده من يعرف الدواء الحقيقي لكل داء، وبالتالي،  فيمكن للدعاء والعلاج الطبي أن يتكاملوا معا في رحلة الشفاء.

ندعو الله بالشفاء ونلتزم بالعلاج الذي يوصي به الأطباء والمتخصصون، نثق في قدرة الله على إزالة الأمراض وأن الشفاء يأتي بإذنه، وفي الوقت نفسه نستعمل الوسائل والموارد المتاحة لنا لتحقيق الشفاء والعافية.

نمادج دعاء الشفاء

توجد العديد من الصيغ المختلفة في الدعاء طلبا للشفاء، لعل أبرزها في التالي:

  • يمكن لعائلة المريض أن تقول: “اللهم إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفيه وتمده بالصحة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، إنك على كل شيء قدير”.
  • ويقال أيضا: “اللهم أنت الشافي أشفيه والبسه لباس الصحة والعافيه، اللهم اشفي كل مريض يارب العالمين”.
  • “اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين أنك على كل شيء قدير”.
  • ويردد في المرض: “اللهم اشف عبدك، والبسه ثوب العافية، اللهم اشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما، اللهم أشفي كل من أتعبه المرض”.
  • وطلبا للرحمة والعافية يقال: “اللهم اشفي مريضي شفاء لايغادره سقما، وأرح يارب كل نفس لايعلم بوجعها إلا أنت”.
  • ويقينا بالله ورحمته: “اللهم أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت، اللهم اشفه ورده إليك ردا جميلا، وأسعد قلبه يا الله بأجمل شفاءك”.
  • ويقال أيضا: “اللهم يا من تعيد للمريض صحته وعافيته، اسألك يارب وأنت الشافي المعافي أن تشفيه”.
  • “اللهم أنت الشافي المعافي أشفيه وأجعل عافية الدنيا تسري في جسده”.

شرح دعاء اللهم أنت الشافي

يعد دعاء “اللهم أنت الشافي” من الأدعية النبوية التي دائما ما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرددها عندما يعود أحد أفراد أسرته مريضا، كان يقول: “اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف، أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما”، وكان يمسح المريض بيده اليمنى ويتلو هذا الدعاء.

وفي هذا الدعاء، يستعين النبي صلى الله عليه وسلم بربوبية الله تعالى، فيتوسل إليه بها، فالله هو الخالق والمدبر لكل شيء، وبالتالي فهو الوحيد القادر على إزالة البأس والمرض.

وعندما نقول “أذهب البأس”، فإننا نعني بذلك أن يزول المرض الذي ألم به المريض، فنسأل الله تعالى أن يشفيه ويزيل عنه الأذى.

وعندما نقول “اشف، أنت الشافي”، فإننا نعلم أن الشفاء الحقيقي والكامل يأتي بإرادة الله تعالى ومن نعمه، فالشافي الحقيقي هو الله، لأنه هو من يقوم بشفاء المرضى، لأن جميع أسباب الشفاء بيد الله وحده.

وعندما نقول “لا شفاء إلا شفاؤك”، فإننا نؤكد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قاله، وأنه لا يوجد شفاء إلا بإرادة الله تعالى. فالشفاء الحقيقي هو بيد الله وحده، ولا يوجد شفاء سوى بشفائه.

وعندما نقول “شفاء لا يغادر سقما”، فإننا نعني بذلك أن الشفاء يكون كاملا وشاملا، ولا يترك أي أثر من المرض أو السقم. يعني أن المريض سيتخلص تماما من السقم والمرض، وسيعود إلى حالته الصحية الطبيعية بفضل شفاء الله تعالى.

وبالتالي، فيجسد هذا الدعاء ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في الله واعتقاده الراسخ بأن الشفاء الحقيقي والنهائي يأتي من الله وحده.

 

اقرا ايضا:

تابع بلادنا 24 على Bladna24 News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *